في رسالة خطية بعثها لوفود الدول المشاركة في الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة :وزير الخارجية اليمني : صنعاء مع السلام الشامل وترفض حالة اللا حرب واللا سلم
أكد وزير الخارجية هشام شرف “موقف صنعاء الواضح والذي لا يحمل أية لبس في رغبتها في إنهاء العدوان العسكري ورفع الحصار الشامل وصولاً إلى تسوية سياسية سلمية وسلام مستدام، وإقامة علاقات طيبة مع دول الجوار قائمة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية”،
وفي رسالة خطية بعثها لرؤساء الوفود ووزراء خارجية الدول المشاركة في الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد الوزير شرف على أن محاولات دول العدوان تمييع الهدنة الحالية والتهرب من تنفيذ متطلباتها وإبقاء البلاد في حالة اللا حرب واللا سلم، أمر مرفوض جملةً وتفصيلاً ولا يمكن القبول به.
كما أكد “أن القيادة السياسية في صنعاء ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني تدعم كافة المساعي الحميدة لتثيبت الهدنة الحالية بُغية التوصل إلى تسوية سياسية سلمية وسلام مستدام”.
وشدد على “أهمية الالتزام بمتطلبات الهدنة من عدم عرقلة دخول سفن المشتقات النفطية والغاز المنزلي والبضائع إلى ميناء الحديدة، وفتح وجهات جديدة للطيران المدني التجاري الواصل والمغادر من وإلى مطار صنعاء الدولي، بما في ذلك عدم وضع عراقيل أمام طلبات شركات الطيران الأجنبية الراغبة في الوصول إلى مطار صنعاء الدولي”.
وأشار وزير الخارجية في رسالته إلى أنه للعام الثامن على التوالي يجتمع قادة العالم في الأمم المتحدة لمناقشة العديد من القضايا التي تهم البشرية ولازال الشعب اليمني يعاني من عدوان عسكري غاشم وحصار شامل أوجد أسوأ كارثة إنسانية من صنع البشر منذ تأسيس منظمة الأمم المتحدة.
وأوضح أن ما تعانيه الجمهورية اليمنية ليس صراعاً داخلياً أو حرباً أهلية كما تحاول دول العدوان تصويرها للعالم، وإنما هو عدوان عسكري وحصار بري وبحري وجوي مخالف لكافة المواثيق الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وأكدد أن دول العدوان تمارس حرب إبادة وتدمير ممنهج لكل شيء في اليمن وكل هذا تحت ذريعة واهية وهي ما تسميه إعادة الشرعية الدستورية، التي استبدلها تحالف العدوان بمجلس أسماه “مجلس القيادة الرئاسي” الذي لا يتمتع بأي صفة شرعية ودستورية.
ولفت وزير الخارجية إلى أن خطوة تشكيل ذلك المجلس غير الشرعي أكدت حقيقة أن ما تتعرض له الجمهورية اليمنية هو عدوان تُمارس فيه حرب إبادة وتدمير للإنسان والبنى التحتية من مدارس ومستشفيات ودور عبادة وطرق وجسور ومزارع ومصانع ومحطات الصرف الصحي وغيرها.
ونوه إلى أن دول تحالف العدوان تمارس حرباً اقتصادية وتنتهج سياسة تجويع وتدمير ممنهجة بحق الشعب اليمني، من خلال قطع رواتب موظفي الدولة، والعمل على تدمير العملة الوطنية والمضاربة، والاستمرار بين الحين والآخر في منع دخول السفن المحملة بالمشتقات النفطية والغاز المنزلي، ووضع عراقيل عديدة أمام إعادة حركة الملاحة الجوية من وإلى مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات المدنية التجارية.
وقال وزير الخارجية: إن العدوان السعودي -الإماراتي على اليمن ليس وليد لحظته وإن له أهداف وأجندة خفية يعمل على تنفيذها مستغلاً جشع وطمع أفراد مرتزقة يمنيين لتنفيذ وتمرير مخططاتهم”.
وأضاف أن من تلك الأهداف “إيجاد موطئ قدم داخل الأراضي والجزر اليمنية للقوات العسكرية الأجنبية بهدف احتلال العديد من المواقع الاستراتيجية مثل جزيرة سقطرى ومضيق باب المندب ومحافظة المهرة، وكذا السيطرة الفعلية على عدد من المنافذ البرية والبحرية والجوية، والعمل على فرض السيطرة والتصرف كأمر واقع على الأرض من خلال فرض القوة المسلحة الغازية والعمل على تغيير ملامح الحدود الدولية التي تم ترسيمها في وقت سابق وأُودعت وثائق اتفاقاتها لدى الأمم المتحدة مما يُعد انتهاكاً لتلك الاتفاقيات الحدودية”.
وأشار الوزير شرف إلى مساعي دول العدوان لإثارة النعرات المناطقية وتأجيج صراعات دائمة في أوساط المجتمع اليمني سعياً لتفكيك البلاد شعبياً وجغرافياً، بالإضافة إلى دعم وتسليح وتمويل التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش ودمج بعضها في التشكيلات الأمنية والعسكرية التي أنشأتها لاستخدامها في تهديد وحدة البلاد والسلم والأمن الدوليين في منطقة باب المندب وجنوب البحر الأحمر.
ولفت إلى أن أحد الأهداف والأجندة الخفية لدول العدوان هو الحقد الأعمى على التاريخ الحضاري للشعب اليمني الذي يمتد لأكثر من خمسة آلاف عام من خلال استهداف الغارات الجوية للمواقع التاريخية والأثرية مثل مدينة صنعاء القديمة ومدينة زبيد وسد مأرب التاريخي وغيرها.
وكذلك السرقة المنظمة للتراث اليمني والآثار والتحف الفنية والكتب والمخطوطات التاريخية القيمة، وتدمير المحميات الطبيعية وسرقة الأشجار والطيور والحيوانات النادرة، والسيطرة على حقول النفط ومناجم الثروات الطبيعية ومنع استخدامها من قبل الشعب اليمني.