في رحاب محاضرات السيد القائد الرمضانية “استغلال البيت الحرام والمساجد وتعطيل دورها”
ضمن سلسلة المحاضرات الرمضانية يواصل السيد عبد الملك الحوثي يحفظه الله، محاضرته الخامسة والعشرون في الحديث على ضوء ما ورد في سورة الأنفال عن غزوة بدر الكبرى، وعن الصراع الذي خاضه الرسول صلوات الله عليه وعلى اله وسلم مع كفار قريش ومع المشركين وجوانب الصراع السياسية والعسكرية، وكيف أن كفار قريش كانوا يتحركون باسم الحق وباسم حماية مكة والبيت الحرام من رسول الله ومن المؤمنين، ويقارن الـسيد الـقائد بين الواقع اليوم في ظل استحكام سلطة نظام آل سعود الوهابي على الحرمين وبين كفار قريش في أيام الرسول صلوات الله عليه وآله، نفس الأساليب والكذب والتضليل وتزييف الحقائق ولبس الحق بالباطل .
استغلال مكة المكرمة
تحدث السيد القائد في هذه المحاضرة العظيمة الفائدة والمليئة بالدروس والعبر عن استغلال كفار قريش لمكة المكرمة وللبيت الحرام وسيطرتهم على المشاعر المقدسة في صراعهم مع رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، ويقدمون أنفسهم أنهم أهل الحق، كما هو الحال بالنسبة لآل سعود في عصرنا الحاضر بل وصل الحال بكفار قريش أنهم كانوا يخوفون الناس أن رسول الله صلوات الله عليه وآله يمثل خطورة على البيت الحرام، وأنه لولا جهودهم لكان البيت الحرام في خطر مع أنهم أكبر أعداء الله وأكبر أعداء للبيت الحرام، كما هو الحاصل اليوم في كذب آل سعود حينما يقولون أن الشعب اليمني المعتدي عليه يستهدف مكة المكرمة.
الصد عن المسجد الحرام
وأوضح السيد القائد كيف كان كفار قريش يمنعون رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ومن معه من المسلمين من الحج إلى مكة المكرمة، لأن لديهم مشكلة مع رسول الله، ومع المسلمين، وهذا يعني أنهم كانوا يستغلون سيطرتهم على مكة كوسيلة من وسائل الصراع ووسائل الضغط على خصومهم بدون وجه حق، فهكذا كان يفعل كفار قريش وهكذا يفعل اليوم آل سعود، الذين يتحركون باسم الحق لكنهم يصدون عن المسجد على الحرام ويسطرون على المقدسات سيطرة تتفاوت مع توجيهات الله ومع أمر وجه إليه.
الولاية للمتقين
وبيِّن السيد القائد أن كفار قريش المشركين ليس لديهم الولاية على البيت الحرام، وأن الولاية المشروعة على البيت الحرام هي للمتقين، الذين سوف يديرون هذه المقدسات بطريقة قائمة على التقوى وفق ما يريد الله، وبما يؤدي دورها بالشكل المطلوب، أما المشركون والطواغيت والظالمون ليس لهم ولاية على المسجد الحرام لأنهم يعبثون ويستهترون ويستغلون سيطرتهم على المشاعر المقدسة لتحقيق أهدافهم التي تتنافى مع الحق وتهدف الى محاربة اهل الحق.
تعطيل دور المساجد
كما أشار السيد القائد يحفظه الله، إلى أن المساجد بشكل عام يمكن أن يستغلها الضالون والمضلون، ويمكن أن يستخدمها الطواغيت والمجرمين كما استغل كفار قريش سيطرتهم على مكة، ولهذا يتحرك الضالين والظالمين لاستخدام المساجد في حربهم وصراعهم ضد الحق تكفير وتضليل وتشكيك وتبرير للظلم والمثير للسخرية، أنهم يتحركون باسم الحق لمحاربة الحق، ويعملون على تزييف الحقائق ولبس الحق بالباطل وتدجين للناس ومحاولة هدم مبادئ وقيم الدين الصحيحة في نفوس المسلمين والعمل على تفريق المؤمنين حتى لا يجتمعوا على موقف حق، وهكذا يحولون المسجد إلى ساحة وميدان لتحقيق اهدافهم الباطلة في محاربتهم للمسلمين وهذا من أعظم الجرائم.
ونوه السيد القائد إلى أنه في أيام رسول الله صلوات الله عليه وآله تم استخدام المساجد من قبل المنافقين وأعداء المسلمين في حربهم وصراعهم ضد رسول الله وضد المسلمين ولا يزالون يفعلون ذلك إلى اليوم لكن الله كان يفضحهم وينزل آيات قرآنية تؤكد أن تلك المساجد التي شيدوها هي محاربة وإرصادا وتفريقاً للإسلام والمسلمين.
مساجد التقوى
إلى ذلك أوضح السيد القائد أن الله سبحانه وتعالى تحدث عن المساجد القائمة على التقوى، بأنها هي التي تؤدي الدور الصحيح الذي يريده الله، وفي هذا درس وعبرة لنا مفادها أن الباطل يمكن بل يجعل من المساجد أسلوباً من أساليب الصراع في حربه مع الحق من أيام الرسول صلوات الله عليه وآله.
ختاما فإن محاضرة السيد القائد يحفظه الله تمثل لنا الكثير من الدروس والعبر والدلالات التي يجب أن نعمل على ترجمتها واقعيا من أجل تفعيل المساجد وفق الدور المناط، كما أن التقوى هي الثمرة المطلوبة من تفعيل دور المسجد، وتهيئة الظروف للتزود بالتقوى والهداية والتذكير بالمسئولية، وهذا هو الهدف الذي يجب أن نعمل على إصلاحه، وعدم ترك الفرصة للمنافقين ليصرفوا دور المساجد الضرار عن هذا الهدف.