في رحاب محاضرات السيد القائد الرمضانية “الخيانة وأهمية محاربة الخونة”
يواصل السيد القائد عبدالملك الحوثي يحفظه الله، دروسه الرمضانية التربوية التهذيبية وفق رؤية قرآنية شاملة تعالج الاختلالات التي يعيشها المجتمع في المرحلة الراهنة، سواء على المستوى الإيماني، أو الأخلاقي نحو بناء أمة قرآنية متسلحة بالوعي والهدى، ومتمسكة بهويتها الإيمانية.
وفي محاضرته الرابعة والعشرون أشار السيد القائد إلى أنه قد يصل الإنسان إلى موقع مسؤولية بعد التمكين، وبعد أن ضحى الكثير بأنفسهم وأرواحهم من أجل ذلك، فالموقع الذي وصل إليه بعد تضحيات كبيرة من أجل غايات عظيمة ثم يستغله قتلا أو سجنا أو ظلما أو في الحقوق الشخصية كأن يستولي على أرضا بقوة موقعه أو يسطوا على تلك الممتلكات أو يبتز شخصا فتلك خيانة كبيرة وعظيمة دون أن يستجيب لتهديدات الله أو يزدجر حينما ينصح، ودون أن يتذكر آيات الله أو يرتدع من وعيظه.
وأعلن السيد القائد في هذه المحاضرة المهمة الحرب على الخونة من أي طرف كانوا وفي أي موقع كانوا، ودعا إلى تظافر جهود الجميع والتعاون إلى تصحيح الوضعية والتصدي للخونة على المستوى الرسمي والشعبي والعمل على إيجاد آليه تساعد على قطع أيدي الخونة والحد من عبثهم وظلمهم.
وأوضح السيد القائد إلى أن خيانة القيم والمبادئ الإيمانية وخيانة التمكين الإلهي وخيانة دماء وأرواح الشهداء من أشد وأقذر وأقبح أنواع الخيانة لله والرسول والخيانة هنا ليست مجرد خيانة فقط بل ظلم وفساد وطغيان وإجرام والله تعالى توعد بعقاب الخونة والظالمين والمجرمين والتعاون والتصدي للخونة فريضة إيمانية على المجتمع المسلم المجاهد.
ووجه السيد القائد تحذير شديد اللهجة للمنتمين لهذه المسيرة القرآنية المباركة ، قائلاً : أنتهز هذه المناسبة في الحديث عن هذا الموضوع لأذكر كل الذين ينتمون إلى مسيرتنا القرآنية في أي موقعٍ كانوا، في أي منصبٍ كانوا، وفي أي مستوى كانت صلتنا بهم: أننا لن نقبل لهم ولن نرضى لهم أبداً بأن يستغلوا هذه المسيرة القرآنية، وما فيها من التضحيات والجهود والشهداء، والمسؤوليات الكبرى التي نهضت بها أمة مؤمنة مضحية مجاهدة على رأسها صفوةٌ من عباد الله، ومن الأخيار من أولياء الله، لكي يتسلقوا ظهر هذه المسيرة وأكتاف هذه الأمة، ثم ليمارسوا الظلم، ثم ليبتزوا هذا ماله، أو ليأخذوا على هذا أرضه، مثل هؤلاء الناس لن نرضى لهم بذلك أبداً مهما كان، مهما حصل، مهما وقع، مهما كانت صلتهم بنا، أو قرابتهم منا، أو علاقتهم بنا، هذا إنذار تمليه علينا المسؤولية، ويفرضه علينا الواجب، نحن سنسعى بكل جهد إلى أن نحارب كل هذا المستوى من الخيانة، من الظلم، من الإجرام، من أي متسلطٍ أو مجرم، مستعينين بالله -سبحانه وتعالى-، وساعين إلى الحفاظ على نقاء هذه المسيرة العظيمة.
كما تطرق السيد القائد إلى خيانة مال الوقف، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأوقاف مزارع وأراضي للمساجد أو لأي باب من أبواب البر، و قد تعرضت للخيانة فيها والسطو عليها بسبب التساهل سابقا، وبسبب البعد عن الله وعدم الخوف منه ولا خشيته، والخيانة في الوقف تتضمن خيانات متعددة فهي خيانة للواقف الذي أوقفها وخيانة للموقوف له الذي تتجه إليه وحبست لأجله وهي خيانة لله وخيانة للأمانة التي بيدك ومن يقتطع حصة الوقف كلها أو جزء منها ويؤكلها لأسرته لا تقبل له صلاة ولا يقبل له عمل وهو آثم وعليه الوزر والجرم عن هذه الخيانة والعقوبة في الدنيا وفي الاخرة، ولذلك هناك تحذير وإنذار لكل من يرتكب هذه الخيانة أن يرتدع قبل أن يخضع للمحاسبة ونوجه بتعاون الجميع لإصلاح هذه المشكلة وتصحيح وضعها والجهات الرسمية معنية بإيجاد النظام الإداري المناسب الذي يكفل الحفاظ على الأوقاف وتوجيه عائداتها إلى مجاريها التي أوقفت من أجلها.
وفي سياق الحديث عن غزوة بدر الكبرى على ضوء ما ورد في سورة الانفال وبعض الآيات القرآنية التي تحدثت عن الغزوة، وعن الجهاد بشكل عام تحدث السيد القائد عن ثلاثة مواضيع أولها المكر مكر الأعداء ومؤامرتهم ومكر الله لصالح المؤمنين، و رعاية الله لمن يتحركون في سبيله وتأييده لهم ثم تحدث عن الاستغفار وطلب المغفرة وكيفية الحصول على المغفرة.
ولفت السيد القائد إلى المؤامرات الرهيبة التي كانت تستهدف الرسول صلوات الله عليه وآله إلى مستوى أنهم وضعوا خطة لقتل الرسول خطة شيطانية جماعية قائمة على المكر والخديعة ولكن الله تعالى تصدى لمكرهم وأحبط مؤامرتهم وكيدهم.
ولفت السيد القائد إلى أن مسيرة الله ومشروع الله محاط بالرعاية والتأييد من الله، ومن يتحركون في سبيل الله يحظون بالنصر والتمكين مهما كانت التحديات والله تعالى يتولى إحباط مؤامرات ومكائد الأعداء، وهذا درس مطمئن ووعد إلهي والله لا يمكن أن يخلف وعده بل يرعى وينصر ويؤيد من يتحركون في سبيله بطاعة واستجابة وعمل.
ختاما فإن محاضرة السيد القائد مثلت إنذارا وتحذيرا ورسالة شديدة اللهجة لأولئك الخونة والظالمين والمتسلقين الانتهازيين، كما احتوت علي الكثير من الدروس والعبر عن مواصفات المتقين والمجاهدين، وعن تأييد الله لمن يتحركون في سبيله ورعايته لهم، وفيها تشخيص تفصيلي لكيفية الحصول على المغفرة من الله تعالى.