من المجحف أن نجعل لشهدائنا الأبرز يوماً أَو أسبوعاً أَو شهراً في العام نتذكرهم فيها ونقيم لهم المعارض والصور ونعرف فيها طريق رياض الشهداء ومنازل أطفالهم ونتجاهل كُـلّ ذلك طوال العام، بعد أن أعطانا هؤلاء العظماء كُـلّ حياتهم وأعظم ما يملكون.
يجب أن ينسى أَو يتناسى البعض عائلات وأطفال الشهداء ولا نعرف لهم باباً أَو منزل طوال العام فإذا جاءت ذكرى الشهيد نتذكر أن لهم أهلاً وأبناءً لم نقم بحقهم ولم نعطِهم ما يستحقون من القدر والاهتمام بعد أن أعطى ووهب من كانوا عائلاً لهم حياتهم ودمائهم لهذا الوطن ولنا كي نعيش في أمانٍ واستقرار وعزةٍ وكرامة ومناصب.
وعلينا دائماً أن نتذكر كلما عشنا لحظة من الأمن والاستقرار أَو شعرنا بعزة وكرامة أَو جلسنا على كرسي السلطة أَو امتلكنا منزلا جميلا أَو سيارة فخمة أَو سلطة ومال أن كُـلّ ذلك لم يكن ليكون لولا شجاعة وعظمة تضحيات أُولئك الشهداء الأطهار وأننا لم يكن لنا قيمة إلا بهم ومن الواجب علينا رد الجميل لهم بالسير على النهج الذي عاشوا فيه وضحوا بحياتهم في سبيله وأن نقبل أيادي وأقدام بطون أنجبت لهذا الوطن أُولئك الشهداء وأن نكرم أطفالهم وعائلاتهم وأن لا نبخل عليهم كما لم يبخلوا هم علينا وعلى هذا الوطن وأن لا نفرط بالقيم والمبادئ التي سالت عليها دمائهم الزكية.