في ذكرى استشهاد الإمام زيد.. حشود مليونية في 40 ساحة حذَّرت العدوان من التلاعب بملف المرتبات والاستمرار في العدوان والحصار
بيان المظاهرات :
– ندعو الأمة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول المسيئة للقرآن الكريم
– نؤكد موقفنا المبدئي في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني حتى طرد الصهاينة وتحرير فلسطين
– ندعو العدوان إلى وقف عدوانه وحصاره واحتلاله والكف عن المؤامرات الاحتلالية
– نعتبر منع تسليم المرتبات عدوانا مكتمل الأركان ولن نقف مكتوفي الأيدي وقد أعذر من أنذر
– نقول للأمريكيين: لا تلعبوا بالنار وسنجعلكم تدفعون الثمن غاليًا بإذن الله المهيمن العزيز الجبار
– ندعو الشعب اليمني إلى الجهوزية والاستعداد لحرب تطهير اليمن من المحتلين ومرتزقتهم
شهدت العاصمة صنعاء و12 محافظة يمنية مظاهرات جماهيرية حاشدة صباح ومساء أمس إحياء لذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام، الذي يصادف 25 محرم من كل عام.
واحتشدت جماهير الشعب اليمني في 40 ساحة وميدانا توزعت على العاصمة صنعاء، وباقي المحافظات الحرة التي شهدت مظاهرات ضخمة إحياء لذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام، وأكدت الحشود الجماهيرية، أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام هو تجسيد للولاء والارتباط بإمام الثائرين والمنهج الذي تحرك به.
وتحت عنوان بصيرة وجهاد، احتشد اليمنيون في مظاهرات ضخمة في العاصمة صنعاء وفي المحافظات الحرة، ورددت الحشود، هتافات الحرية وشعار الإمام زيد «هيهات منا الذلة»، والتأكيد على مضي الشعب اليمني على نهج وموقف وتضحية إمام الثوار وثورته ضد الطغاة والمستكبرين والظالمين.
واحتضنت العاصمة صنعاء، عصر أمس، مسيرة جماهيرية كبرى في شارع المطار إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام تحت شعار «بصيرة وجهاد»، ورفعت الحشود الجماهيرية، الشعارات واللافتات المؤكدة على مواصلة الصمود والثبات والتضحية والمُضي على نهج الإمام زيد -عليه السلام- وثورته في مواجهة قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وجرائمها بحق الشعب اليمني ونهب ثرواته.
كما احتضنت محافظة صعدة مظاهرة ضخمة صباح أمس، واحتضنت كل من العاصمة صنعاء، ومحافظة الحديدة، ومحافظة صعدة، ومحافظة مارب، ومحافظة إب، ومحافظة البيضاء، ومحافظة ريمة، ومحافظة عمران، ومحافظة حجة، ومحافظة المحويت، ومحافظة الجوف، ومحافظة ذمار، ومحافظة تعز، مظاهرات جماهيرية حاشدة في عدد من الساحات التي شهدت حضورا جماهيريا كبيرا صباح ومساء أمس بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام.
وأكدت الحشود الاقتداء بالإمام زيد بن علي عليهما السلام، والسير على المبادئ والقِيم التي ضحى من أجلها لنصرة الحق والدين وتصحيح واقع الأمة، والدفاع عن المستضعفين ومقارعة الظالمين والطغاة.
واعتبرت في المسيرة، إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد محطة إيمانية تعبوية للأمة، لتعزيز وحدة الصف، والوقوف في وجه طواغيت العصر والمستكبرين، مهما كانت التضحيات.
وأشارت إلى أن حليف القرآن الإمام زيد عليه السلام، حمل راية الحق -في زمن السكوت- ضد الظلم والباطل، وجسّد بثورته معاني الجهاد والتضحية، والتحرك في سبيل الله.
وشددت على أن الشعب اليمني ماضٍ في ثورته ضد قوى الطغيان والاستكبار وأعداء الأمة والدين ومقدساته، اقتداءً بالإمام زيد وثورته ضد الطغاة والظالمين.. وأكدت على إن إحياء هذه الذكرى تجسيدا للارتباط بالإمام زيد والمنهج الذي تحرك من أجله.
بيان المظاهرات
وأكد بيان المظاهرات التي شهدتها اليمن بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام أن خروج أبناء الشعب اليمني اليوم هو للتعبير عن مدى الارتباط برموز القرآن الكريم وأعلام الهدى كالإمام زيد عليه السلام الذي كانت ثورته امتدادا لثورة جدة الإمام الحسين وللدين المحمدي الأصيل، لأنها قدمت النموذج والقدوة والأسوة وأعطت للحق حيوته في واقع الأمة.
وأشار إلى أن الإمام زيد بن علي قدم نموذجا وقدوة وأسوة حسنة، وأعطى للحق حيويته متحركا في نصرة كتاب الله تعالى وإنقاذ الأمة من حالة الذل والهوان والاستسلام والخضوع للمجرمين والظالمين.
ولفت إلى أن الإمام زيد عليه السلام كان يرى أن من أهم ما تحتاج إليه الأمة هو الوعي والبصيرة مقابل حالة التضليل التي تستهدف الأمة في كل شيء.. مشيرا إلى أنه تحرك في الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما لهذه الفريضة من ثمرة وقيمة في استقامة الحياة.
وأوضح البيان أن المسيرة القرآنية بمنهجها وقيادتها تمثل الامتداد للنهج المحمدي الأصيل، وكذا الامتداد لخط الإمام زيد عليه السلام في استنهاض الأمة وتربيتها، في مواجهة الطغاة والمستكبرين.
وذكر أن الشعب اليمني، ومن واقع انتمائه الإيماني، معني بالتحرك والتصدي للأعداء الذين يستهدفون الأمة بمثل ما كان المجتمع المسلم مستهدف به في عصر الإمام زيد بن علي.
وقال «وفي هذا العصر وفي هذا الزمن الذي تطورت فيه الوسائل والإمكانات لدى أعدائنا نحن معنيون بأن يكون لنا الموقف الواعي والاستعداد العالي للتضحية، وإدراك ضرورة التحرك على المستوى الإيماني والأخلاقي، وعلى مستوى إنقاذ الأمة».
ودعا البيان الأمة الإسلامية في كل البلدان إلى اتخاذ موقف حازم وجاد يرقى إلى مستوى المسؤولية تجاه الأعداء فيما يقومون به من إساءة للقرآن الكريم من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية.
وأكد على الموقف الثابت والمبدئي للشعب اليمني تجاه القضية والشعب الفلسطيني حتى تحقيق الهدف المنشود في تطهير فلسطين، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من براثن العدو الصهيوني.
كما أكد الوقوف إلى جانب شعوب الأمة في مظلوميتها في البحرين، وسوريا، ولبنان، والعراق، وإيران وسائر الأقطار الإسلامية.
ودعا بيان المسيرة تحالف العدوان إلى وقف عدوانه على اليمن، وإنهاء الحصار والاحتلال، ومعالجة ملفات الحرب في موضوع الأسرى والإعمار والأضرار والكف عن المؤامرات الهادفة لاستقطاع أجزاء من البلاد.
واعتبر الحصار ومنع تسليم المرتبات من عائدات النفط والغاز، عدوانا مكتمل الأركان والشعب اليمني وقيادته وجيشه لن يقفوا مكتوفي الأيدي وقد أعذر من أنذر.
وأضاف «نقول للأمريكيين وللقوات الأجنبية الموجودة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي: لا تلعبوا بالنار، وإياكم والاقتراب من مياهنا الإقليمية، أو الاستمرار في احتلالكم لجزرنا؛ لأننا سنجعلكم تدفعون الثمن غاليًا، بإذن الله المهيمن العزيز الجبار المتكبر».
ودعا البيان أبناء الشعب اليمني إلى الجهوزية الدائمة، واليقظة والانتباه، والاستعداد لمواصلة التصدي للأعداء وردعهم وتطهير البلاد من شرهم وطغيانهم ومؤامراتهم.. حاثا الجميع على استلهام دروس الثبات والوفاء والوعي والبصيرة من مدرسة الإسلام وأعلامه الأبرار كالإمام زيد ورفاقه.
نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أيها الإخوة وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
وعظَّم الله أجرنا وأجركم في ذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «عليهم السلام»
إنّ صلتنا كأمة مسلمة بتاريخنا ورموزنا هي صلة حتمية؛ ولذلك تأثيرٌ في واقع الأمة، وخروجنا اليوم هو لنعبر عن مدى ارتباطنا برموز القرآن وأعلام الهدى كالإمام زيدٍ عليه السلام الذي كانت ثورته امتدادًا لثورة جده الإمام الحسين وللدين المحمدي الأصيل؛ لأنها قدمت النموذج والقدوة والأسوة، وأعطت للحق حيويته في واقع الأمة.
لقد تحرك الإمام زيد وكان من أهم عناوين نهضته: التمحور حول كتاب الله؛ لأن الإمام زيد كانت له صلة قوية بالقرآن حتى سُمي بحليف القرآن، وهذا ما يجب أن تأخذه الأمة بعين الاعتبار وهو أن تعزز من ارتباطها بكتاب الله على مستوى الاهتداء والوعي والبصيرة والاتباع والعمل، وعلى مستوى أن يكون لها موقف تجاه من يسيئون إلى القرآن وإلى الرسول كموقف الإمام زيد الذي قال لليهودي الذي كان يسب رسول الله في محضر الطاغية هشام: (أما والله لئن مكنني الله منك لأختطفن روحك).
كما أنّ من عناوين نهضته المهمة هو إنقاذ الأمة من حالة الذل والهوان والاستسلام والخضوع للمجرمين الظالمين المستكبرين المفسدين، وهو القائل: (ما كره قومٌ قط حرّ السيوف إلا ذلوا).
كما أنّ من العناوين البارزة والواضحة في نهضته عليه السلام هو اهتمامه الكبير بأمر المسلمين، وأَلَمُه على واقعهم، وسعيه للتغيير تجاه ذلك، وهو الذي قال كلمته المشهورة: (والله لوددت أن يدي ملصقةٌ بالثريا ثم أقع إلى الأرض أو حيث أقع فأتقطع قطعةً قطعة وأن يُصلح الله بذلك أمر أمة محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
والإمام زيد هو الذي قال كلمته الشهيرة: (عباد الله: البصيرة البصيرة) لأنه كان يرى أنّ من أهم ما تحتاج إليه الأمة هو الوعي والبصيرة مقابل حالة التضليل الرهيبة التي تستهدف الأمة في كل شيء.
كما أنه تحرك في الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما لهذه الفريضة من ثمرة وقيمة في استقامة الحياة، وكان يقول: (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت)، ويقول: (لا يسعني أن أسكت وقد خولف كتاب الله وتحوكم إلى الجبت والطاغوت).
والإمام زيد اعتبر نهضته وجهاده أمرًا ضروريًا لكمال الدين، ما لم فسيبقى الدين ناقصًا نقصًا جوهريًا يؤثر على ما بقي منه، وهذا ما أكده حينما خفقت فوق رأسه رايات الجهاد فقال: (الحمد لله الذي أكمل لي ديني، لقد كنت استحيي من جدي رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) أن أَرِدَ عليه يوم القيامة ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنهَ عن منكر).
وكان استقبال الإمام زيد للشهادة بقوله: (الشهادة الشهادة، الحمد لله الذي رزقنيها)؛ لأنه كان مطمئنًا من المبادئ التي تحرك بها وضحى من أجلها، ثم بعد استشهاده عليه السلام ودفنه، تم إخراجه من قبره، ثم عُري وصُلب لسنوات، ثم أُحرق وذُر رماده في نهر الفرات؛ لكيلا يبقى له أثر؛ لكن الله بارك جهوده وتضحياته، وجعل لها الأثر المستمر في واقع الأمة إلى يومنا هذا الذي خرجنا فيه لنؤكد على ما يلي:
1- المسيرة القرآنية بمنهجها وقيادتها تمثل الامتداد للنهج المحمدي الأصيل، والامتداد لخط الإمام زيد عليه السلام في استنهاض الأمة وتربيتها، وفي مواجهة الطغاة والمستكبرين، ونحن كشعبٍ يمني، ومن واقع انتمائنا الإيماني، وما نالنا من شرف كبير عندما قال عنا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) معنيون بأن نتحرك وأن نتصدى لأعدائنا الذين يستهدفوننا بمثل ما كان المجتمع المسلم مستهدفٌ به في عصر الإمام زيد، وفي هذا العصر وفي هذا الزمن الذي تطورت فيه الوسائل والإمكانات لدى أعدائنا نحن معنيون بأن يكون لنا الموقف الواعي والاستعداد العالي للتضحية، وإدراك ضرورة التحرك على المستوى الإيماني والأخلاقي، وعلى مستوى إنقاذ الأمة.
2- ندعو أبناء أمتنا الإسلامية في كل البلدان الإسلامية إلى اتخاذ موقفٍ حازمٍ وجاد يرقى إلى مستوى المسؤولية؛ تجاه الأعداء فيما يقومون به من إساءةٍ للقرآن الكريم، وإحراقٍ للمصحف الشريف، وتمزيقٍ له، وتدنيسٍ له، وأقل شيءٌ في ذلك هو: قطع العلاقات الدبلوماسية، والمقاطعة الاقتصادية؛ وإذا لم يرقَ موقف الأمة إلى هذا المستوى البسيط المتاح السهل الممكن؛ فذلك تفريطٌ عظيم، وتقصيرٌ كبير، وتنكرٌ للقرآن الكريم، وتنصلٌ عن المسؤولية، تجاه أهم مقدس من مقدسات المسلمين، ولذلك العواقب الخطيرة عليهم.
3- نؤكد على موقفنا المبدئي تجاه القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني العزيز، وسعينا لتعزيز التعاون والتنسيق مع إخوتنا المجاهدين في فلسطين، وإخوتنا في محور الجهاد والمقاومة؛ وصولًا إلى تحقيق الهدف المنشود في تطهير فلسطين، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من براثن العدو الإسرائيلي، كما نؤكد وقوفنا إلى جانب شعوب أمتنا في مظلوميتهم في البحرين، وسوريا، ولبنان، والعراق، وإيران وسائر الأقطار الإسلامية.
4- ندعو تحالف العدوان إلى وقف عدوانه على بلدنا، وإنهاء الحصار والاحتلال، ومعالجة ملفات الحرب في موضوع الأسرى والإعمار والأضرار، والكف عن المؤامرات الدنيئة الهادفة لاستقطاع أجزاء من البلاد، ومع استمرار الحصار ومنع تسليم المرتبات من عائدات النفط والغاز؛ فإننا نعتبر ذلك عدوانًا مكتمل الأركان، وشعبنا وقيادتنا وجيشنا لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وقد أعذر من أنذر.
5- نقول للأمريكيين وللقوات الأجنبية الموجودة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي: لا تلعبوا بالنار، وإياكم والاقتراب من مياهنا الإقليمية، أو الاستمرار في احتلالكم لجزرنا؛ لأننا سنجعلكم تدفعون الثمن غاليًا، بإذن الله المهيمن العزيز الجبار المتكبر.
6- ندعو شعبنا العزيز إلى الجهوزية الدائمة، واليقظة والانتباه، والاستعداد لمواصلة التصدي للأعداء؛ لردعهم عن مواصلة عدوانهم، ولإنقاذ البلد من شرهم وطغيانهم ومؤامراتهم، وأن نستلهم من مدرسة الإسلام، وأعلامه الأبرار، كالإمام زيد ورفاقه: دروس الثبات والوفاء، والوعي والبصيرة.
وفي الختام: نسأل اللَّه أن يكتب أجركم أيها الأعزاء على حضوركم ومواساتكم
وَالسَّــــلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَــــةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتـــُه
صادر عن مسيرات ذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام زيد بن علي عليهما السلام 1445هـ