في ثنايا خطاب تاريخي ومفصلي.. قائد الثورة اليمنية يضع خطة الانتصار الحاسم
أجواء الحرب تعود الى بداياتها في اليمن في خطاب للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، إعادة سرد للمشهدية منذ الدقائق الأولى للغارة الأولى للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن ، والجريمة الأولى لطائرات التحالف في بني حوات صنعاء ، قدمها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطاب اقل ما يوصف بانه تاريخي وتوثيقي يلخص صمود العاصمة اليمنية صنعاء في مواجهة العدوان ويعكس اجمالا المشهد اليمني الصابر والصامد في وجه العدوان بوصف صنعاء مركز الثقل السياسي لليمن والحاضنة الأكبر لكل الطيف اليماني .
خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي امام قيادة العاصمة صنعاء وشخصيات حكومية وعلمائية واجتماعية ونيابية الاربعاء ، أتى تذكيرا اليمنيين بان الهدنة التي يعيشها الميدان اليمني هي مؤقته ، وان حديث الطرف الاخر عن السلام مجرد نصب لشراك الخداع حيث المعطيات الميدانية والعملية دليه تقول بعكس ماينطق به السنة الامريكيين وتلك علامة المنافقين ، الاستعداد في معسكر تحالف العدوان يجري على قدم وساق لمعركة يبدوا انها ستكون فاصلة ولن تكون لها خطوط .
وفي مقابل ذلك يحذر السيد عبد الملك من التراخي لدى الطرف الوطني في ظل الهدنة ، خاصة والمؤشرات القادمة من الطرف الاخر سلبية حيث لاالتزام بالشق الانساني للهدنة او بشقها العسكري كما تحدده الهدنة ، وفي ظل تحشيد وتجندي لايتوقف وتدفق للاسلحة من قبل التحالف وقوات اجنبية مافتأت تصل الى عدن والمكلا والمهرة والجزر اليمنية .
استعرض السيد عبد الملك ماتعرضت له صنعاء منذ بداية العدوان من غارات مكثفه وهجمات صاروخية لم توفر فيها الاسلحة المحرمة ، وكيف صمدت العاصمة امام الحملات العسكرية لاحتلالها حيث وصلت جحافل المرتزقة والتحالف على بعد 40 كيلو مترا من العاصمة صنعاء ، كيف جرت محاولات اسقاطها من الداخل في ديسمبر 2017م ، وكيف استهدفت بالعمل الامني والاستخباراتي عبر خلايا القاعدة وداعش التي ظهرت على تنسق كامل وارتباط وثيق بالسعودية والاستخبارات الامريكية ، وجميع تلك الاعمال العسكرية كانت مصحوبة بحملات اعلامية وحرب اقتصادية ونفسية ودعائية .
والى جانب كل تلك الاساليب لم يوفر العدوان اساليب التهجير لسكان العاصمة صنعاء عبر التهدد بمسح احياء بكاملها ، والتضييق على اليمنيين في معيشتهم برفع الاسعار او احتجاز سفن الوقود في البحر ومقطورات الغاز في مناطق المرتزقة .
تحدث السيد عبد الملك عن كل تلك المعاناة وسبع سنوات انصرمت من عمر العدوان والحصار بطعم الانتصار لدى القائد والشعب ، حيث تجاوزت صنعاء بصمود وصبر وتكافل كل تلك المؤامرات ، ودليل انتصارها انها اضحت اكبر حاضن سكاني وحاجز صد متقدم لكل ابناء الشعب اليمني رغم عودة الغارات للاحياء السكنية مؤخرا قبيل الهدنة والتهديد بهجمات جوية اوسع واستمرار التهديدات بكل اشكالها من قبل تحالف العدوان وماكينته الاعلامية .
ذكر السيد الشعب اليمني بتاريخ مشرف لعاصمتهم في التصدي لهجمات الغزاة والطامعين ، مؤكدا بانها وفي مواجهة عدوان العصر حاضرة بذات الموقف ولكن بزخم اقوى وأعظم وأصلب مماكانت عليه على مر التاريخ .
واشار الى صنعاء بوصفها تعبر عن اصالة اليمن وعنوان هويته الايمانية ، ولسكانها الذين يتجاوز تعدادهم اليوم ال 4 ملايين بان صنعاء غدت انموذجا للتعايش بين ابناء البلد بمختلف مكوناتهم ووجوب الحفاظ على هذا النموذج الخلاق الذي يسعى العدوان لهدمة كهدف اساسي لعدوانه على اليمن .
ووجوب العمل على التصدي لاشكال الحرب الناعمة فكريا واخلاقيا والتي لايكف التحالف المعادي عن استعمالها لتدمير نموذج صنعاء وهد جدار صمودها من الداخل .
السيد عبد الملك اكد بان الاعداء الذين راهنوا أن يحسموا معركتهم ويصلوا الى صنعاء في اسبوعين الى شهرين وصلوا العام الثامن وقد شبعوا يأسا واحباطا واقروا في انفسهم بالهزيمة ، مستعيدا كلمات الزامل الشعبي صنعاء بعيدة .
ومن استعراض الانجازات على مدى الثماني سنين الى التذكير بالتحديات التي لاتزال ماثلة حيث تحالف العدوان يسعر من نار الحرب رغم الهدنة ويستعد لجولة جديدة بعد ان وحد مرتزقته في مجلس عار ونقلهم الى عدن ليجبرهم على القتال وكانه يقول لهم صنعاء امامكم والبحر من خلفكم .
قال السيد بان العدو لايزال متكبرا ولم يتعلم بعد من نكساته المتتابعة ويجره طمعه في ثروات البلد الى خوض مغامرات جديدة ، مايوجب التحلي باليقظة والوعي والبصيرة والاستعداد ، ومواجهة الدعايات التي تحوال حرف البوصلة الى الداخل وقضايا جانبية تسرق الانتباه وتشتت الجهود عن الخطر الداهم وهو الاحتلال والغزو الخارجي .
مؤكدا بان احتلال الاعداء هو اكبر جريمة وهو الفساد بعينه وذكر هنا السيد عبد الملك بجريمة اغتصاب ست فتيات في حيس وكان يمكن ان يكون في صنعاء لوتمكن منها الاعداء .
السيد القائد اكد ان السيطرة على اليمن من قبل تحالف العدوان يعني خضوعه لأمريكا واسرائيل وهو مالايقبل به أي يمني شريف وحر ، وقدم من اجل منع ذلك التضحيات الجسيمة حيث قوافل الشهداء تترى ذودا عن ثرى اليمن واستقلاله وصونا لدينه ومجتمعه .
في نهاية مشهد المعركة عسكريا واقتصاديا واجتماعيا على مدى ثماني سنين يضع القائد خطة النصر الجامعة لآإمكانيات الدولة وطاقة المجتمع باعتبار الثنائي الذهبي صنع النصر ومن شان اجتماع الطاقات الرسمية والشعبية احراز الانتصار الحاسم .
تنطلق الخطة من تحديد التحديات القائمة بعد ثماني سنين من القتال والصمود وتتلخص التحديات وفق رؤية القائد وهو الملم بكل تفاصيل المعركة وخلفياتها :
-
عدو مستكبر لا يستفيد من فشل مؤامراته في كل المجالات، وطمع في ثروات البلد
• التحلي باليقظة والوعي والبصيرة والاستعداد لكل مؤامرات الأعداء
• حرب الدعاية لصرف الاهتمام عن الأولويات المهمة وتزييف الوعي
• احتلال الأعداء يترتب عليه كل الإجرام والفساد فهو أكبر طامة
• السيطرة عل ىاليمن تعني إخضاع اليمن لأمريكا وإسرائيل
وانطلاقا من هذه التحديات يضع القائد الاولويات للمرحلة القادمة ضمن خطة مواصلة المعركة وادارتها بمايتناسب وحجم التحدي في كل مرحلة من العدوان الذي فرض على اليمن وتتمثل :
• الأولوية الكبرى لدفع خطر احتلال البلد
• الاستمرار في التعبئة والتوعية بشكل مستمر
• التصدي للحرب الناعمة
• على الصعيد العسكري:
– الاستمرار في التحشيد والتجنيد
– الحفاظ على الجهوزية العالية.
وتعزيزا لعوامل المواجهة لتحقيق الاولويات خلال المرحلة القادمة يشدد السيد على قرب الدولة من المواطنين وتعز التكافل وقرب المسئول من المواطن ، اضافة الى استثمار التجار اموالهم في الداخل لخفض نسب البطالة وتوفير العملة الصعبة لصالح البلد ، اضافة الى الاستمرار في برامج الاكتفاء الذاتي خاصة والعالم مقبل على ازمات اقتصادية وغذائية نتيجة الصراع الامريكي الروسي الصيني ، صراع لا أخلاق له ولامكان للدول الضعيفة كي تبقى .
في الخلاصات :
وضع السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ملامح وخطوط المرحلة المقبلة من المواجهة والتي يبدوا انها ستختلف عما الفه اليمن خلال محطات العدوان السابقه ، اذ يلقي العدوان باخر اوراقه في اتجاه معركة فاصلة قد لايوفر فيها ورقة الا واستخدمها بقسوة .
في ثنايا خطاب القائد ثمة مايشير الى قسوة المواجهة المقبلة وسهولة الانصار فيها متى تم الالتزام بمحددات الخطة التي وردت في ثنايا الكلمة في الجانب العسكري تحشديا وجهوزيه وعلى المستوى الشعبي نفيرا وصمود ورفدا للجبهات ، ورسميا اقترابا من المواطن وتخفيفا لنتائج المواجهة المعيشية بقدر المستطاع .
ماقدمه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه اما قيادات امانة العاصمة صنعاء يتجاوز كونه خطة مواجهة الى خطة بناء شاملة ستمكن اليمن من وضع قدمه على خارطة الدول الاقليمية المؤثرة من حيث القوة العسكرية والاقتصادية وتلك عماد الدول الكبرى ، اذ ليس من المعقول ان تنجح في الجزئية العسكرية وتظل عالة على الاخرين في غذائك وكمالياتك ..
لعقود افتقد اليمن قيادة لو كانت وجدت لوفرت عقودا من اضطهاد اليمني اقليميا ودوليا وسرقة ثرواته من قبل الطغاة وادواتهم العفنة .
ليس مبالغا القول ان المنطقة والعالم على اعتاب عصر اليمن العائد بقوة وبأس شديد تحدث عنه القران ، يعود اليوم تحت قيادة ابن المصطفى والتفاف الانصار من حوله كما كانوا مبتدأ الاسلام وعماده .
بين خطاب السيد عبد الملك ثاني ايام العدوان والذي اطلق فيه عبارته المشهوره تعليقا على من يريدون اخضاع اليمن للمحتل والغازي ” في اليمن هذا ليس وارد ” وحطابه الاربعاء الماضي مع اقتراب الهدنة الهشة من نهايتها واستعدادات العدو العسكرية وفيه استعار عبارة ” صنعاء بعيده قولوا له الرياض اقرب ” استحالة مكنية ، وشارات عسكرية للداخل والخارج بان صنعاء في حالة معنوية بعد ثماني سنوات من القتال تشابه حالتها اول يوم في المعركة ، واثقة من النصر وقد استعدت جيدا .