في الصورة..الدب الداشر || عابدحمزة
قبل أن يعلن التحالف الأمريكي السعودي عدوانه على اليمن بأشهر قليلة كانت السعودية تعيش حالة من الصراع والتنافس بين أمراء آلـ سعود على السلطة هذا التنافس كسبه الملك سلمان وابنه على حساب تيار الملك الراحل وأبنائه وبعض أمراء آلـ سعود الذين اضمحل دورهم وتلاشى بعد أن حرف الأمريكيون بوصلتهم باتجاه سلمان الزهايمر الذي تكفل لهم مقابل دعمه وتقليص دور المناوئين له من الأمراء السعوديين بالعدوان على اليمن .
اليوم وبعد مرور عامين من العدوان عاد صراع أمراء آلـ سعود على السلطة من جديد داخل تيار سلمان نفسه بين ابنه ومحمد بن نايف ويبدو أن الأخير أصبح في الموقف الأضعف نتيجة استحواذ الدب الداشر على صلاحيات أبيه الملكية وتقربه من الأمريكيين والإسرائيليين وحلفائهما في المنطقة كآلـ خليفة وملك البحرين وملك الأردن الذي تكفل له ببناء مدينة سكنية كبرى بمئات المليارات وإهداؤه ترامب أثناء زيارته للبيت الأبيض 200 مليار دولار لتطييب خاطره إن كان في نفسه شيء على بلده المهزومة في سوريا والعراق والعاجزة عن حسم المعركة في اليمن كذلك استئنافه بتوجيهات إسرائيلية مد نظام السيسي بالنفط بما يعادل 180 الف برميل يوميا وتوجيهه بصرف 750 مليار دولار للعاطلين عن العمل في أمريكا هذه الأموال وغيرها كثير ينفقها بن سلمان بسخاء كرشاوى للمؤسسة الحاكمة الأمريكية وللأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والمؤسسات الإعلامية العالمية جعلت منه الأكثر حظوة لدى الأمريكيين والإسرائيليين وصناع القرار في الغرب لكن تهوره واستهانته بشعبه وإسرافه في نهب المال العام وإنفاقه بسخاء على كل ما من شأنه أن يطيح بخصومه من أبناء عمومته ويضمن له الوصول إلى السلطة مع ما تمر به السعودية من أزمات اقتصادية حادة ولد نتائج كارثية فهناك ما يزيد خلال 9 اشهر فقط 50 الف موظف سعودي تم فصلهم وأكثر من 50 ألف جريمة ارتكبت وهناك انفلات أمني وعمليات سطو وسرقة وغلاء أسعار وبطالة بسبب الفساد والمحسوبية وتدني أسعار النفط والأهم من ذلك الحرب على اليمن التي أنهكت الخزينة السعودية وعطلت الاستثمارات وأوقفت الكثير من الشركات والبعض منها تم بيعه كأسهم السعودية في أرامكو حتى أن الكثير من أمراء آلـ سعود بدؤوا بتحويل أموالهم واستثماراتهم إلى الخارج بعد أن تأكدوا بأن من يسمونه في جلساتهم الخاصة بالدب الداشر طالع نحس على بلدهم ويسير بها بشكل متسارع نحو الإفلاس والهاوية.
المواطنون في السعودية ارتفعت أصواتهم بشكل غير عادي ضد سياسة التقشف وخصم المرتبات ورفع الدعم عن المشتقات النفطية والخدمات الإنسانية والإسكان إلى درجة جعلت الأمير عبد المجيد بن سلطان يعاتبهم وفي نفس الوقت يتوسل إليهم بالقول “إن الدولة لم تقصر معكم أيام الرخاء، ولا خير فيكم إذا لم تقفوا معها في السنين العجاف” شيوخ الوهابية بإيعاز من محمد بن نائف بدأ صوتهم يرتفع ضد بن سلمان وأصبحوا يطالبونه عبر شبكات التواصل الاجتماعي بالكف عن ملاحقتهم وتقليص نفوذهم وفي الجنوب أيضا حرب لا كأي حرب أكلت الأخضر واليابس وقضت على آلاف المليارات وعشرات الآلاف من الجيش السعودي وهناك الكثير ممن هرب من ميدان المواجهات وفضل النجاة بروحه لمعرفته بعدم جدوائية الحرب وأنها حرب ظالمة على شعب مسلم لا تخدم إلا أعداء الأمة أما خارجيا فهناك أكثر من 800 أسرة وشركة أمريكية قدمت دعوى قضائية ضد السعودية مطالبة لها بدفع تعويضات أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي تقدر بأربعة ترليون دولار مثل هذا وغيره كانتكاستها وهزيمة بسيجها التكفيري في سوريا والعراق وارتفاع الصوت العالمي ضدها واتهامها بتمويل ودعم الإرهاب تؤكد بأن السعودية في طريقها نحو الزوال إن لم يكن على يد اليمنيين فعلى يد الغرب وإن لم يكن على يد الغرب فعلى يد ثورة شعبية لشعب الجزيرة العربية والأيام بيننا