في السعودية بعد قرار ترامب.. تعتيم ولامبالاة
عين الحقيقة/احمد شعيتو
لم يكن متوقعا من معظم الدول العربية الخليجية وخاصة السعودية اي موقف متقدم ضد اعلان ترامب ان القدس عاصمة “اسرائيل”. على ضخامة هذا الحدث وتداعياته الخطرة على قضية الامة تَواصل الصمت لدى الساسة في الرياض، لكن لم يقف الامر عند هذا الحد.
فيما كان القرار الاميركي في خضم الحديث الذي بات علنيا عن التقارب السعودي الاسرائيلي، وتواصل التطبيع الاعلامي والمقابلات عبر الاعلام السعودي مع “قادة” صهاينة، فإنه لم يكن متوقعا اي موقف سعودي مضاد لهذا القرار الاميريكي الذي تحدثت تسريبات في بعض وسائل الاعلام ان الرياض كانت على علم مسبق به. القادة السعوديون لم يبدوا موقفا او اهتماما بالامر ، وبينما تستمر السعودية في صمتها ازاء هذه القضية الخطيرة يستقبل الملك مدير الاستخبارات الاميركية، بل وياتي خبر استقباله دون اي ذكر لموضوع القدس في الاعلام السعودي .
على الصعيد الشعبي العربي والعالمي هناك حراك جيد، لكن لوحظ في دول الخليج والسعودية انه لم يكن هناك تحرك حتى الان ازاء هذا الحدث، يمكن ان يكون مرد ذلك الى اهمال لدى معظم الداخل لقضايا الامة وانصرافه الى امور اخرى اضافة الى انه يمكن تفسيره بتخوف من اي حراك لا يرضي السلطات ويثير استفزازها، لان مثل هذا الامر يبدو مستفزا لها كمان حصل ازاء رفع جماهير جزائرية لصورة مزدوجة للملك سلمان والرئيس الاميركي وعبارة “وجهان لعملة واحدة”، حيث اعقبه في الرياض تهديد ووعيد بالرد على هذه “الاساءة”، أما الاساءة الاساسية لقضية الامة فلا تثير اي استفزاز.
بل برز على تويتر تهكم على الانشغال في الداخل السعودي بالحفلات التي لم تعهدها السعودية والتي فتح لها المجال في الاشهر الاخيرة ، بحيث ظهرت الجماهير في واد وقضية فلسطين والامة في واد آخر.
في تعاطي الاعلام السعودي نجد تعتيما كبيرا على القنوات والصحف والمواقع بشكل واضح وتجاهل لما يحدث على الاراضي الفلسطينية وكأن شيئا لا يحدث لفلسطين والامة، وان ذُكرت بعض الاخبار فيكتفى باخبار مهمشة يتخللها وصف الشهداء الفلسطينيين بالقتلى.
بل وافردت مواقع سعودية اساسية صفحاتها للكتاب الذين يحذرون مثلا من اي انتفاضة فلسطينية لانها بنظر هؤلاء المحللين امر خطير على الفلسطينيين. فيما كان اعلاميون و”مثقفون” آخرون يتخذون مهمة الترويج “للحق اليهودي”.
الاعلام الصهيوني بدا مرحّبا بالتعاطي الرسمي والاعلامي السعودي وقد برز ترحيب الاوساط الصِهيونية بالموقف الذي اعلنه رئيس معهد ابحاثِ الشرقِ الاوسط في مدينةِ جدة السعودية حولَ الاعترافِ بالحقِ التاريخيِ لليهودِ في القدسِ وفلسطينَ ورأت في هذا الموقفِ تأكيداً سعودياً على المُضيِ في مسيرةِ التقاربِ مع تل ابيب.
كما ان صحيفة معاريف بدا واضحا لديها التعاطي اللامبالي للاعلام السعودي مشيرة الى اغفال الصحف السعودية بعض الأحداث المهمة ومن بينها المواجهات في القدس والضفة الغربية المحتلة.
المصدر: موقع المنار + انترنت