في الذكرى السنوية للصرخة : السيد عبدالملك الحوثي .. وبكل ثقه يشهر بوجه دول الإستكبار وادواتها في المنطقه سلاح الوعي القرآني بهدى الله
في الذكرى السنوية للصرخة
السيد عبدالملك الحوثي .. وبكل ثقه يشهر بوجه دول الإستكبار وادواتها في المنطقه سلاح الوعي القرآني بهدى الله ، ويحتزم بالقيم الوطنية اليمنية، ويعلن تحالفه مع مشروع المسيرة القومية العربيه ..؟!!
عين الحقيقة/ كتب / عبدالفتاح حيدرة
خطاب اليوم ال20 من يوليو2017م بمناسبة يوم الصرخه في وعي وقيم ومشروع السيد القائد : عبدالملك بدرالدين الحوثي ظهر جليا وواضحا لا لبس فيه، إذ جعل من مناسبة الصرخة مناسبة وطنية يمنية بدعوته الواضحه لتوحيد الجيش واللجان ومحاربة وفضح مركز الأختراق واستقطابات العدو السعودي ، وايضا جعلها مناسبة قومية وإنسانية عربية وإسلامية في مواجهة العدو الاسرائيلي والامريكي..
هنا وبهذه المناسبه وبهذا الخطاب التاريخي للسيد عبدالملك وانتقالته الوطنية في مواجهة العدو السعودي كأداة من ادوات اسرائيل وامريكا، والانتقال القومي العربي والاسلامي الانساني لمواجهة قوى الشر والاستكبار العالمي (امريكا واسرائيل) ولا يمكن ان نحصر انفسنا في مايريده لوبي الاعلام العالمي منا بالتحليل المبطن والاستدراج العقلي لرسائل خطاب السيد عبدالملك المستجيب لخطاب السيد حسن نصر وانتقال انصارالله إلى محور المقاومه ضد اسرائيل الى جانب حزب الله..
سننتقل بالوعي إلى ما يريده وعي خطاب السيد مننا إذ لا يمر خطاب للسيد عبدالملك الحوثي إلا وهو يتحدث عن الوعي، ويطالبنا دائما بالوعي، ويشدد علينا بضرورة العمل بوعي، ويقدم لنا نماذج تحثنا على التمسك بالوعي..
وهنا نقول لأنفسنا اولا أن صاحب كل دعوة جديدة استطاعت ان تغير مسار التاريخ سوى كانت دعوة دينية أو ثورية او اقتصاديه او عسكريه او شعبيه او غير ذلك، لصاحبها من الامتياز ما ليس لغيره، ولمريديه وناصريه من التعلق بما جاء به ما ليس لغيرهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم نزل عليه الوحي وبيد الله كان تقويمه، وأمام صحابته كان نزول هذا الوحي، وعلى يدي النبي كان تقويمهم..
وقبل ان يقرأ بعض الامراض الجزئية القادمة، وحتى لا يقولوا انني اشابه هنا او اقارب ما بين رسول الله والسيد حسين بدرالدين الحوثي كما هو ديدنهم في تحريف وتحوير وعي الناس، وان كان يستحق السيد حسين الحوثي ذلك التشابه والتقارب بدعوة المصطفى محمد..
الا انني اقول لكم انني اتحدث هنا عن اي دعوة جديدة ومن ضمن هذه الدعوات الجديدة التي استطاعت ان تعمل فارق كبير في التاريخ وتغير مسارة هي دعوة السيد حسين لوعي الصرخه بوجه الاستكبار العالمي وتفعيل القيم اليمنيه الاصيله بوجه دول الاستكبار وادوات دول الاستكبار ومشروع المسيرة القرآنيه بوجه الظلم والباطل نصرة للحق والخير..
ولكن لا يعني ذلك أن نُخرج صاحب الدعوة الجديدة وصحبه من دائرة بشريتهم، ونقدسهم حد العصمة من الخطأ، مع مراعاة أن أصحاب السيد حسين كانوا في حياته على حال من التشبع بالوعي والقيم والمشروع، لم تكن هي نفس الحال التي كانت لهم بعد إستشهادة ، فقد كانوا أقرب للصواب حين كان السيد حسين بين ظهرانيهم، يقوّمهم إن أخطأوا، ويرشدهم إذا ضلوا طريق الحق، ولكن بعد أستشهاد السيد حسين، تعرض اصحابه للتنكيل وستة حروب ظالمه وتهميش سياسي واجتماعي، ليس من باب المصادفه بل من باب محاربة ذلك الوعي وتلك القيم وذاك المشروع..
بعدها ظهر السيد عبدالملك الحوثي كمجدد لدعوة السيد حسين وحاملا لوعي وقيم ومشروع النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وبعد دخول عمران وصنعاء والمحافظات اليمنية لرجال السيد عبدالملك وحركة انصارالله، وبعد أن كثرت ثروات بعضهم، وصاروا بين الناس أعلاما بثرواتهم أو بقربهم من السيد او من نسب النبي، زادت أغلاطهم، وفتنتهم الدنيا كما تفتن أهلها..
هنا يجب نتدارس أمر هؤلاء القوم والصحبه وخطابات التقويم التي يقوم بها السيد عبدالملك وملازم السيد حسين (رضوان الله عليهما) واضعين في اعتبارنا البُعدين الزماني والمكاني، فليس الصحابة في زمان النبي هم الصحابة بعد رحيله، وليس الصحابة في مدينة رسول الله كالصحابة حين توزعوا في الأقطار بعد ذلك، وليس اصحاب واتباع السيد حسين في الحروب الثلاث الأولى مثل اصحاب واتباع السيد حسين والسيد عبدالملك في الحروب الست ودخول صنعاء والمحافظات اليمنية والحرب مع السعوديه وتحالف ادوات امريكا واسرائيل..
لابد لنا ألا نسقط أي اعتبار من هذه الاعتبارات من سياق قراءتنا لهؤلاء الجند المقربين والاصحاب والشخصيات والمقاتلين ، حتى لا نقع في تقليل من شأنهم، أو التورط في تقديس ليس من الصواب في شيء لبعضهم، ولنعرف جيدا ماذا يريد مننا وعي السيد ان نعمله وما هي مسئوليتنا تجاهه وما هي القيم والمبادئ التي يجب ان نتمسك بها وما هو المشروع الذي نحارب ونقاتل ونضحي من أجله..
اذا لم يكن السيد عبدالملك يتحدث عن الوعي الذي خلقنا الله من أجله وهو الوعي الأول لخلق الإنسان المتمثل بالإيمان الحقيقي بسنن وقوانين واحكام وأقدار الله التي يستقر بها الكون كله وتسيره وفق مخطط إلهي مرسوم، فما هو الوعي الذي يطالبنا السيد عبدالملك به غير ان يكون لدينا وعي أن هذا الإيمان لا يمكن أن نحصل عليه إلا إذا كان لدينا وعي وإيمان إنه يتطلب مننا ايضا الوعي بمعرفة حزمة من القيم النبيلة التي تحافظ على إستقرار مرور سنن وقوانين واحكام وأقدار الله بإنسيابية لتسيير وإستقرار هذا الكون..
وإذا لم يكن الوعي الذي يشدد السيد عبدالملك علينا به هو ضرورة الوعي ان وعي الإيمان ووعي المعرفة بالقيم النبيلة يتطلبان مننا ايضا وعي كيفية العمل بهما كحزمة متكاملة من خلال الوعي ان العمل بهما يتم وفق قيم لها معايير وشروط معينة لا تتجزاء أبدا ولا تنجز مهمتنا التي خلقنا من أجلها وهي الإيمان إلا بالإلتزام بهذه المعايير والشروط التي تحافظ على سنن وقوانين واحكام واقدار الله في إستقرار وتسيير الكون..
وقدم لنا السيد عبدالملك في كل خطاباته نماذج كثيرة ومختلفه وواسعه ومتعدده تحثنا على ضرورة التمسك بوعي الإيمان والتسليم به كواجب مفروض علينا ومهمة خلقنا من أجل تأديتها ومسئولية يجب أن نقوم بها مهما كلفنا الأمر..
وقدم لنا السيد عبدالملك نماذج تحثنا على ضرورة التمسك بوعي القيم النبيلة كالتمسك بوعي قيمة الحق والدفاع عنه والى جانبه والتمسك بوعي قيمة التطوير والبناء والتمسك بوعي قيم الأخلاق والكرامة والعزة والشرف والنخوة..
وقدم لنا نماذج تحثنا على ضرورة الوعي بالعمل الصادق والمتقن والصحيح وفق وعي معايير العمل بالقيم النبيلة ووعي شروط العمل بالإيمان تتحكم به اخلاقيات ترتقي بالعمل الصادق والنزيه والمتقن واخلاقيات تنبذ العمل بالغش والكذب والإجرام، حتى يستقر الأمر كله لوجود مشروع ذات وعي ثابت واصيل وقيم ومُثل عليا..
هذا ما فهمته من مطالبات السيد عبدالملك لنا بالوعي، وعي بسيط وسهل لا يحتاج مننا إلى مراكز أبحاث وجامعات ومدارس وورشات عمل وتأهيل ووظائف عليا وأموال وسيارات ومرافقين ومستشارين..
كل ما يحتاج الأمر منا هو وعي الإيمان وقيم عليا ومشروع سوي يشهدان على ان هناك رب له سنن وقوانين واحكام واقدار تسير كونه ولسنا سوى أداه بسيطة من أدوات تسيير هذا الكون مثلنا مثل النمل التي تؤدي مهمتها لتغيير الكون، والوعي ان هناك قيم نبيله واصيله وعظيمة تحافظ على الحق وتقف ضد الباطل وتطور الانسان وتبنيه وتحفظ كرامته وشرفه وحياته ، والوعي ان هناك شروط ومعايير للعمل من خلال مشروع نقوم به، يجب ان نلتزم بها ولا نفرط فيها مهما كانت الظروف وحتى لا يصبح النمل أفضل منا في خدمة إستقرار وتسيير كون الله، الذي سيسير هذا التغيير ويتغير الكون وفق ما هو مخطط له وليس وفق ما نحاول ان نكونه بدون وعي وإيمان وقيم ومشروع ..