فيما صنعاء تحتفل باستقلال عدن .. لم تشهد أي محافظة يمنية جنوبية أي مظاهر احتفالية بعيد الجلاء
تقرير-هاشم يحيى
الثلاثون من نوفمبر يوم عيد تحقق الاستقلال وجلاء قوات الاحتلال البريطاني من الاراضي اليمنية الجنوبية، لم يصل اليمنيون لهذا اليوم إلا بسيل من الدماء والتضحيات التي قدمها المناضلون في كل ربوع اليمن، لا سيما أبطال وشجعان المحافظات اليمنية الجنوبية الذين داسوا بأقدامهم علم المحتل البريطاني ورفعوا علم جمهورية اليمن الديمقراطية في حينه.
اليوم تنكر الجنوب اليمني لهذا العيد، والأحرى القول بأن الصراع الذي نشب في الجنوب ألقى بظلاله على مناسبات اليمنيين الوطنية، والارتماء كليا في أحضان الإمارات والسعودية اللتان تحكمان اليمن الآن بتوقيع من طرفي الصراع في الجنوب (الشرعية والانتقالي).
غير أن المفارقة في هذه المناسبة أن سلطات صنعاء والمكونات اليمنية الجنوبية في العاصمة صنعاء ومحافظة الضالع الواقعة تحت سيطرة مجلس صنعاء السياسي احتفلت بالمناسبة الوطنية بزخم أكبر لا يقارن بالركود والخمود من قبل كل من الشرعية والانتقالي. حيث أُقيم في العاصمة صنعاء اليوم عرض شبابي ورمزي لوحدات أمنية في إطار الاحتفال بالعيد الـ 52 للاستقلال 30 من نوفمبر.
كما نظمت وزارة الثقافة بصنعاء اليوم حفلاً خطابياً وفنيًا بمناسبة العيد الـ52 للاستقلال “الثلاثين من نوفمبر”.
وفي الحفل، الذي حضره قيادات سلطات صنعاء في المجلس السياسي الأعلى ورئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ورئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور ورئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل ورئيس المحكمة العليا القاضي عصام السماوي، ألقى عضو السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي كلمة أكد فيها أهمية الاحتفال بذكرى الاستقلال في عيدها الـ52 والتي تمثل مناسبة هامة للتذكير بانتصار اليمنيين على الاحتلال الذي أندحر بخروج آخر جندي بريطاني. وأشار إلى ما تحقق في ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر واللتين مهدتا لما جاء في الثلاثين من نوفمبر. ولفت إلى ما كان يمارسه المحتل البريطاني حينها وما أقامه من سجون وما دفعه الشعب اليمني من ثمن باهض إزاء حريته واستقلاله عام 1967.
وتطرق الرهوي إلى ما تعانيه المحافظات الجنوبية والشرقية مقارنة بما تتمتع به المحافظات الشمالية من أمن وأمان واستقرار، بينما الاحتلال جاثم على المحافظات الجنوبية والشرقية لدرجة لم تستطع أن تحتفل بما يليق بذكرى الاستقلال.
الجدير بالذكر أن ما يسمى بالمجلس الانتقالي التابع للإمارات أعلن أنه أحيا فعالية رمزية في إحدى ملاعب المدينة بحضور فرق شعبية جابت شارع الشهيد مدرم وصولاٌ إلى جولة حجيف بالمديرية ابتهاجاً وفرحاً بعيد الاستقلال الوطني. غير أنها فعالية على قدر صغر حجمها والمناسبة تم ترويجها على أساس الانتماء للانتقالي وأخذت عنوانا-عيدالاستقلال- كان قد نفاه رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي عندما زار بريطانيا العام الماضي حيث اعتبر أن الاحتلال البريطاني كان في حالة شراكة مع اليمنيين وأن الاحتلال أوصل اليمن إلى الأمن والاستقرار والأزدهار.
ويبدوا أن ضغوطات كبيرة تمارس ضد كل من يحاول إحياء مثل هذه الفعاليات التي تهاجم المحتل البريطاني الذي عاد من واجهة دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات، وهو الأمر الذي انعكس على الشارع في الجنوبي بشكل واضح.
المساء برس