فلسطين: بانوراما العمل المقاوم خلال ستة أشهر.. آلاف العمليّات ومئات القتلى والجرحى
Share
شهد النصف الأول من عام 2023 تصاعدًا ملحوظًا ونوعيًّا في أشكال المقاومة الشعبية والمسلحة خاصة في الضفة والقدس المحتلة، حيث تمّ تنفيذ مئات عمليات المقاومة والاشتباك المسلّح في مختلف محافظات ومدن الضفة الغربية، وبدا واضحًا تصاعد وتيرة العمليات النوعية التي أوقعت العديد من الخسائر في صفوف الاحتلال وساهمت في استنزافه.
ورصد مركز معلومات فلسطين -معطى- مقتل (26) صهيونيًا، أغلبهم من الجنود، فيما أصيب أكثر من (243) آخرين، خلال النصف الأول من عام 2023، جراء تنفيذ أكثر من (6704) أعمالٍ مقاوِمَةٍ، منها (841) عملية إطلاق نار، و(19) عملية طعن أو محاولة طعن، و(11) عملية دهس أو محاولة دهس، إضافة إلى (2) عمليتَي إطلاق صواريخ و(9) عمليات إسقاط طائرات استطلاع.
وخلال العام الجاري، سجلت المقاومة تطورات جديدة في عملياتها النوعية، والتي تمثلت في تطور التصنيع العسكري والتي كان من أبرزها صناعة وإطلاق عدد من الصواريخ، وكذلك صناعة وزراعة العبوات الناسفة شديدة الانفجار، والتي أعطبت العديد من مركبات ومصفحات جيش الاحتلال الصهيوني.
واستهل الشهيد خيري علقم بعمليته البطولية داخل مستوطنة “النبي يعقوب” في القدس المحتلة، عمليات المقاومة المؤثرة لعام 2023، والتي أدّت لمقتل (7) مستوطنين وجرح (12) بجراح أغلبها وُصفت بالخطيرة، وذلك في 27/1/2023.
وفي 10/2/2022 نفّذ الشهيد حسين قراقع عملية دهس في القدس المحتلة، أسفرت عن مقتل (3) مستوطنين وجرح (6) آخرين، أعقبها عملية إطلاق نار نوعيّة، نفّذها الشهيد عبد الفتاح خروشة وسط بلدة حوارة جنوبي نابلس، أدّت لمقتل مستوطنين اثنين، وانسحابه بسلام، حيث بقي مطاردًا من قبل الاحتلال، حتى اغتياله في اشتباك مسلّح بعد اقتحام جيش الاحتلال مخيم جنين بشكل مفاجئ بتاريخ 8/3/2023.
وفي 19/3/2022 نفّذ الشهيد المعتز بالله صلاح الخواجا (23 عامًا)، من بلدة نعلين غرب رام الله، عملية إطلاق نار في “شارع ديزنغوف” بمدينة “تل أبيب” المحتلة أدت إلى إصابة (5) مستوطنين، توفي أحدهم متأثرًا بجراحه في ذات اليوم.
وأول أيام شهر رمضان المبارك الموافق لـ 23/3/2023، ارتقى الشهيد أمير أبو خديجة (25 عامًا)، مؤسس وقائد “كتيبة الرد السريع” بطولكرم، خلال اشتباك مسلح بعد محاصرة منزل كان متحصنًا بداخله في عزبة شوفة جنوب شرق طولكرم، بعد مطاردته من قبل قوات الاحتلال لعدة أسابيع.
وفي مطلع شهر نيسان/أبريل المنصرم، نفّذ الشهيد محمد برادعية -23 عامًا من بلدة صوريف- أحد أفراد قوات الأمن الوطني، عملية دهس استهدفت جنود الاحتلال قرب مدخل بلدة بيت أمر بالخليل، أسفرت عن إصابة (3) جنود، واستشهاد المنفّذ.
كما نفّذ الشهيدان حسن قطناني ومعاذ المصري بتاريخ 7/4/2023 عملية إطلاق نار نوعيّة في منطقة الحمراء بغور الأردن شمال شرق الضفة الغربية، ردًّا على اقتحامات المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على الحرائر فيه خلال شهر رمضان، أسفرت عن مقتل مستوطنتين وجرح ثالثة بجراح خطرة، أدت إلى مقتلها بعد عدة أيام، فيما انسحب المنفذان من المكان، وتمت مطاردتهما عدة أسابيع، حتى استشهدا خلال اشتباك مسلح بتاريخ 4/5/2023 في البلدة القديمة بنابلس.
كما استشهد المقاومان سامر الشافعي (22 عامًا) وحمزة خريوش (22 عامًا) بتاريخ 6/5/2023، بعد اشتباك مسلح مع قوة خاصة في أعقاب القيام بعملية إطلاق نار على مستوطنة “إفني حيفتس” أدّت إلى إصابة (3) مستوطنات وتضرّر مركبتين “إسرائيليتين”، بعد ساعات من إعلان استشهاد الشيخ خضر عدنان.
كذلك نفّذ المقاومان مهند شحادة (26 عامًا) وخالد صباح (24 عامًا)، عملية إطلاق نار في 20/6/2023 عند مدخل مستوطنة بين نابلس ورام الله، أدّت إلى مقتل (4) مستوطنين وإصابة (4) آخرين بجراح.
وتواصلت عمليات المقاومة في الضفّة بجميع أشكالها في النصف الأول من عام 2023، حيث بلغت عمليات إلقاء أو زرع عبوات ناسفة (221) عملية، إضافة إلى (146) عملية إلقاء زجاجات حارقة، و(65) عملية إلقاء مفرقعات نارية، و(51) عملية حرق منشآت وآليات وأماكن عسكرية، في حين كان هنالك (175) عملية تحطيم مركبات ومعدات عسكرية لقوات الاحتلال.
في ذات الوقت تواصلت فعاليات تصدي المقاومة الشعبية لاعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين، حيث شهدت الضفة والقدس آلاف عمليات إلقاء الحجارة، و(753) عملية مقاومة اعتداء مستوطنين، و(257) مظاهرة ومسيرة شعبية، و(243) مواجهة بأشكال متعددة.
وشهدت محافظات نابلس وجنين والخليل أعلى وتيرة في عمليات المقاومة المؤثرة، لا سيما عمليات إطلاق النار، حيث بلغت على التوالي (1385، 1034، 943).