فقط في اليمن .. القبائل اليمنية “أشواك الصبر الإستراتيجية .. ومؤسسة دفاعية شعبية متكاملة”
صحيفة الحقيقة/ كتب / جميل أنعم العبسي
– البعض احتاج لرؤية “الدم” مجدداً في مجزرة_أرحب .. والبعض إحتاج إلى “قرصة أذن” ليعرف وجوب تقديس أولوية رفد الجبهات ومواجهة التصعيد بالتصعيد .. فتربص العدو شراً وارتدَّت بوعي القبيلة إلى نحر العدوان الذي أراد إحراق صنعاء بأطفالها ونسائها ونازحيها، والبعض مازال للشر متأبطاً وستنقلب المخططات عليه بعون الله سبحانه وتعالى.
– وبدأت الليال العشر المباركة من شهر ذي الحجة بقوافل المدد والدعم بالرجال والمال من قبائل الأوس والخزرج، وبدأت بإحالة بعض الفاسدين والخونة إلى القضاء، وبإجماع وطني على إصلاح الاختلالات مع أولى الأولويات الموجهة ضد العدو الخارجي وأذنابه، قوّادين المارينز الأمريكي إلى حقول وآبار غاز ونفط وطنهم الأم.
– ونفروا خفافاً وثقال، نساءاً ورجال، شِبَّة وشُبان وأطفال، الجميع يعلنها للعِدا قولاً وأفعال، تقسيماً تركيعاً نهباً سلباً وكل أنواع الوصاية والقهر والإحتلال في اليمن هذا غير وارد مُحالٌ مُحال، حصّالة أمجد وخاتم أم الشهيد واسوارة الطفلة اليتيمة دلال، ومبالغ أخرى من المال قدمها مجموعة أطفال، كراتين ومعلبات أكياسُ قمحٍ وتمرٍ وماء، وقوافل أخرى تحمل العنب والرمّان سيارات سيارات والكثير والكثير من السلال، من أقصى صعدة وعمران والجوف ومأرب إلى أقاصي شبوة والضالع ولحج سهلاً تهامة أعلى ريمة وتعز وإب وذمار وادٍ وهضاب وتلال، وأخريات يُحضرنَّ الكعك والخبز على استعجال من أمهات وأخوات الرجال، وأفواجُ قبائلٍ جادت بالذخائر والسلاح والرجال الأبطال، حشدٌ هنا وتجمهرٌ هناك، هنيئاً فليذهب أعزُّ ما نملك أرواحاً وذهباً وكل المال، أن نستسلم أو نركع في اليمن صعب المنال وغير وارد، مُحالٌ مُحال .
– وفي قمم وسفوح الجبال، أحضان الصحاري والتلال، تُطلَق شرارات الغضب من بنادق الرجال، مجموعةٌ تتقدم وأخرى تقتحم وأخرى تسندهم القتال، كسروا زحفاً دحروا جمعاً، أحرقوا من مدرعات العِدا أرتال أرتال، إنها كتائب رجال الرجال تعلنها قولاً وأفعال، في اليمن غير وارد مُحالٌ مُحال … نعم، إنها ما إنها مرحلة من مراحل التاريخ، إنها ما إنها أسطورة جاوزت العنقاء وخرافات بني العرب، إنها قبائل الأوس والخزرج وحدِّث وافّخر واشّمخ ولا حرج .
– ها هي سواعد الأنصار “أشواك صبر” تمد الجسد اليمني جغرافيا وإنسان بالغذاء والمدد من مدخرات العمر، نعم، كان شعب الأنصار ولأكثر من عامين ونصف العام يرتدي الأشواك لحافاً له .. أشواكاً مفيدة للأشجار المثمرة كالحمضيات (برتقال – ليمون) وأشواكاً مفيدة للأشجار الغير مثمرة (أشجار الظل – أزهار النحل) .. وتماماً كوظيفة الأشواك في الأشجار كمخزن إستراتيجي لخزن المياة لتعطى للأشجار في وقت الجفاف والشدة، وتماماً كـ “سنام الجمل”، كانت قبائل الأوس والخزرج لا أدنى ولا أقل.
– حمقاء كانت ظنون العدو، حين أعتقد أن الحصار والعدوان الشامل سيتكفلان بإخضاع الشعب، فكان الصبر والثبات أشواكاً للقبائل اليمنية، وفي ظل الجفاف والحصار كانت أشواك الصبر تبذل الدم والروح والكلمة والموقف والفعل قبل القول من رجال الرجال، بالذهب والمال بالدولار والريال، إمداد وإسناد وتموين، نعم، كأشواك الأشجار وسنام الجمل كانوا، إنها آيات من آيات الله عز وجل، فالجمل والشجرة إن ماتوا، ماتوا واقفين، نعم، يموت الشجر والجمل واقفين، ومثلهم “شعب الأنصار” شامخين.
– باعوا من الله أنفسهم وأموالهم وجاهدوا في سبيله، وبالكلانشنكوف والأقدام الحافية سحقوا المنجنزرين المحصنين في بروج مشيدة.. مجاهدين لله كانت عليهم معركة “فرض واجب” وبذل النفس والمال ليست فرض “شرط راتب” أو ربما “بعض مناصب”.
قبائل الخطاب الوطني الجامع .
قبائل تحمي الوطن من التقسيم والتمزيق والفوضى .
قبائل تتصدى للمؤامرة والهجمة الصهيونية بوعي وإدراك.
قبائل لا تسمح بإهانة كرامة المواطن اليمني وإباحه دمائه على إمتداد جغرافيا اليمن.
قبائل لا تنبطح ولا تخون ولا تعرف قواميسها لغات العهر وألوان الهوان.
قبائل لا تباع ولا تشترى ولا تحفظ أسماء الفنادق والعواصم وحسابات البنوك.
قبائل تصدرت المشهد السياسي وحضرت ساح الميدان بعدما تخلّى من تخلَّى، واستقال من إستقال، وخان من خان، وانبطح من إنبطح، من دولة الهاربين، ومثقفي البترودولار وهلافيت اليسار وعّبّدة الدراهم ومرتزقة الريال.
قبائل الوطنية اليمنية الكاملة بعدما توسط من توسط، واعتدل من اعتدل، وحايد من حايد في “صراع داخلي” بين بني وطنه وبني خوذة مارينز من ولاية تكساس أو إبن بني كولومبي بشهادة “جزيرة إخوانية” مستأجر من الأدغال
– ما نراه اليوم وكل يوم، لا ولن ولم نشاهده لا اليوم ولا الغد ولا في أي بقعة من بقاع الأرض، فقط وفقط عند شعب الأنصار، يتحول الشعب إلى جيوش عسكرية وإقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية، نساءاً وأطفالاً وشبة وشبان ورجال، يُسطِّرون ملاحم النصر والكرامة والشموخ على إيقاع موحد بزوامل يمنية خالدة أبدية أزلية أصيلة “لن تري الدنيا على أرضي وصياً”، يضبطها مايستروا قائد يجيد إستعمال مفردات كيف ومتى وأين، فكانت مؤسسة دفاعية شعبية متكاملة.
– تكاملٌ قلَّ نظيره في التاريخ، بين الشعب وسياج الوطن المنيع من جيش ولجان شعبية أبية، أولئك حرموا أنفسهم الزاد، ومنحوه لمن أسقوا الوطن دمائهم وأرواحهم في ساحات وميادين العزة والكرامة .. نعم، إنها ما إنها اكاديمية من أكاديميات الصبر والثبات والتضحية.. كمثل السنام والجمل والأشواك والشجر، والصديق وقت الضيق، فلا جمل بلا سنام ولا شجرة بدون أكسير الحياة، كذلك كان الشعب اليمني وسياجه في المحراب الأقدس، فلا مجاهدين بدون شعب الإمداد والإسناد، ولا شعب بدون أبطال التضحية والجهاد، ولا نصر بغير صبر، ولا صبر بدون أشواك القبائل اليمنية الأصيلة، وبشر الصابرين .
– نسأل الله العلي القدير أن يحمي شعب الأوس والخزرج ويحرسهم بعينه التي لا تنام، وأن تظل حالة الإجماع الوطني ضد العدوان كذلك حتى النصر والتمكين .. قبل أن يحتاج البعض إلى “الإستبدال” .
– والله سبحانه وتعالى يقول في سورة التوبة ((يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل (38) إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير (39) ))… صدق الله العلي العظيم، والعاقبة للمتقين.