فرقاء جمعتهم أمريكا للعدوان على اليمن عابد حمزة
بعد الحرب الأولى التي أستمرت قرابة أربعة أشهر وانتهت باستشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ودخول الجيش جبل مران وتمركز قيادته في بيت الشهيد القائد وجد عشاق الوجاهة والنفوذ في ذلك المجتمع فرصتهم للتقرب من السلطة وبقليل من المال استمالتهم قيادة اللواء ليكونوا مخبرين عن تحركات أبناء المجتمع الثائر وعلى الرغم من أنهم كانوا أصحاب توجهات متعددة ومختلفين في ما بينهم ويحقد بعضهم على بعض إلا أن الرضوخ والاستسلام للسلطة وتنفيذ توجيهاتها والتنافس على كسب ودها هو الشيء الذي كان يجمعهم وبقدر ما كانت الثورة الشعبية في ذلك الوقت تشق طريقها وتلتهم أعدائها بقدر ما كان هؤلاء يتلاشون ويكتشفون كم كانوا بلهاء وأغبياء عندما وثقوا بسلطة ليست أهلا للثقة ولا تستحق أن يضجوا من أجلها بأنفسهم وقيمهم ومبادئهم
اليوم وبعد أن تلاشى هؤلاء وتلاشى أسيادهم وبعد أن أخذت القضية نفسها بعدا عالميا في ضل العدوان السعودي الأمريكي على اليمن نرى التاريخ يعيد نفسه وإن بشكل أكبر فبدل أن كانت أمريكا وخادمتها “سلطة صنعاء” تدير معركتها ضد الثورة والمسيرة القرآنية بلواء عسكري وبمجاميع من المرتزقة والشواذ ها هي تحتاج في محاربتها لتلك الثورة المباركة إلى تجييش شواذ العالم من أنظمة وحكومات وتنظيمات متطرفة لا يجمعهم شيء إلا الشيء الذي جمع أولئك الشواذ والمرتزقة قبل عشر سنوات في جبال مران ولنا أن ندلل على ذلك بالخلافات القائمة اليوم بين النظام المصري وبين الإخوان المسلمين وتوتر العلاقات المصرية والإماراتية مع السعودية على خلفية تقرب الأخيرة من قطر وتركيا وجماعة الإخوان ودعمها لداعش والقاعدة في سيناء كذلك ما نشاهده من تراشق إعلامي بين خلفان الإمارات وجزيرة قطر من الذي جمع بين المتناقضات ووحد هؤلاء المتباينين المتنازعين المتقاتلين وقادهم جميعا للعدوان على اليمن من العجيب أن نرى الإخواني والداعشي يقاتلان الجندي المصري في سيناء ويقاتلان معه في عدن وقاعدة العند ونرى أيضا طلائع جنود وأليات أمير الإمارات محمد بن زايد الذي أنقلب الملك سلمان على حلفائه داخل الأسرة وتحالف مع أعدائه في قطر في مقدمة الجيش السعودي في اليمن حتى الإخوان الذين ذبحهم السيسي بأوامر سعودية تناسوا ما حدث لهم في رابعة العدوية والتحقوا بركب العدوان إن كل الدلائل والمعطيات تؤكد أنه لا يوجد في العالم أي قوة يمكنها أن تجمع بين هؤلاء المختلفين المتباينين المتقاتلين إلا الولايات المتحدة التي تمتلك أوراق ضغط كبيرة عليهم تخولها القدرة على التلاعب بعقولهم وتحديد مسار توجهاتهم ومن صراعاتهم التي تصنعها هي تستفيد في ضرب أعدائها في المنطقة العربية والإسلامية