“فايننشال إكسبرس” الهندية : العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، تسببت بأضرار جسيمة للقوات الأمريكية في البحر الأحمر، وللعدو الصهيوني في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أكدت صحيفة “فايننشال إكسبرس” الهندية أن العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، تسببت بأضرار جسيمة للقوات الأمريكية في البحر الأحمر، وللعدو الصهيوني في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت الصحيفة في تقرير إن من وصفتهم بالحوثيين “استهدفوا أصولاً عالية القيمة”.
وفي “تقرير” بعنوان “الحوثيون يستهدفون القوات الأميركية وحلفاءها ويزيدون التوترات في البحر الأحمر وخارجه” أنه وفي تصعيد جريء استهدف الحوثيون في اليمن مؤخرًا القوات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر، وأعلنوا مسؤوليتهم عن هجمات متعددة ألحقت أضرارًا كبيرة.. موضحاً أن القوات المسلحة اليمنية استهدفت “أصولًا عالية القيمة، بما في ذلك حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري إس ترومان، إلى جانب القواعد العسكرية الإسرائيلية، مما يشير إلى تحول مثير للقلق في ديناميكيات القوة الإقليمية”.
وأفاد التقرير بأن حاملة الطائرات “ترومان” التي تُعد إحدى أقوى حاملات الطائرات في البحرية الأميركية، كانت “في قلب الهجوم الأخير للحوثيين”.. لافتاً إلى أن ترومان القادرة على نشر أكثر من 60 طائرة مقاتلة في وقت واحد، بما في ذلك طائرات إف18 سوبر هورنت المتقدمة، تُمثل حجر الزاوية في القوة البحرية الأميركية.
وتطرق التقرير إلى بيان ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، الذي أكد فيه استهداف حاملة الطائرات بمزيج من الصواريخ والطائرات بدون طيار، حققت أهدافها بنجاح في وقت كانت البحرية الأمريكية تستعد لشن هجوم جوي كبير على اليمن، فتم استهدافها وإفشال الهجوم.
وقالت الصحيفة الهندية: “ورغم أن حاملة الطائرات الأميركية هاري إس إس ترومان مجهزة بدفاعات واسعة النطاق، فقد أثبتت عمليات الصواريخ والطائرات بدون طيار التي يشنها الحوثيون أنها تشكل تهديدا متزايد القوة في المنطقة”.. مشيرة إلى أن الهجوم على حاملة الطائرات “يأتي في وقت تشارك فيه القوات الأميركية وحلفاؤها بشكل مكثف في الشرق الأوسط” والمرتبطة بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وترى الصحيفة أن ما وصفته بـ”التهديد الحوثي المتزايد في البحر الأحمر” أضاف طبقة أخرى من التعقيد إلى العمليات العسكرية الأميركية المتوترة بالفعل في المنطقة.
تأثير متزايد
وأكدت “فايننشال إكسبرس” في تقريرها أن عمليات القوات المسلحة اليمنية تسببت في أضرار جسيمة للقوات الأميركية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ففي العام الماضي وحده، أعلنت البحرية الأميركية عن فقدان عدة طائرات بدون طيار من طراز MQ9، أسقطتها الصواريخ اليمنية.
وأضافت: “بالإضافة إلى ذلك، أُسقطت طائرة مقاتلة تابعة للبحرية الأميركية من طراز إف18 سوبر هورنت عن طريق الخطأ بنيران صديقة، وفقاً للبحرية الأمريكية، خلال اشتباك مع قوات الحوثيين، مما يسلط الضوء على التصعيد الخطير في المنطقة”.
وكانت الدفاعات الجوية اليمنية قد نجحت في إسقاط 14 طائرة بدون طيار أمريكية من الطراز المتطور MQ9، خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسناداً لغزة.
وخلال هذه الفترة ذكرت وسائل إعلام هندية أن نيودلهي تراجعت عن شراء عدد 50 طائرة MQ9 من واشنطن، بعد حالات الإسقاط المتكررة في اليمن لهذا النوع من الطائرات الأمريكية.
قوة هائلة
الصحيفة الهندية واسعة الانتشار، أفادت في تقريرها، بأنه وبالإضافة إلى استهداف الأصول الأميركية، وسعت القوات المسلحة اليمنية، أيضاً، نطاق تركيزها ليشمل المصالح العسكرية “الإسرائيلية”، وشنت هجمات بطائرات بدون طيار ضد قواعد عسكرية في “تل أبيب” وأهداف مهمة في عسقلان ومناطق أخرى بفلسطين المحتلة، وتعهدت بمواصلة العمليات لدعم الفلسطينيين حتى تتوقف الهجمات “الإسرائيلية” على غزة ويرفع الحصار عن القطاع.
وتطرقت “فايننشال إكسبرس” الهندية، إلى النجاح الأمني للاستخبارات اليمنية والمتمثل بضبط خلية تجسس على ارتباط بوكالة الاستخبارات البريطانية MI6 ووكالات الاستخبارات السعودية، وما جاء في بيان الأجهزة الأمنية وكذلك اعترافات أعضاء في الخلية من أنهم متورطين في مهام تستهدف الأصول الاستراتيجية لليمن، بما في ذلك مواقع الصواريخ والبنية التحتية العسكرية وشخصيات سياسية رفيعة المستوى.
وقالت الصحيفة إن هذه العملية “تسلط الضوء على عمق العمليات الاستخباراتية في اليمن، حيث توجد مصالح راسخة لقوى دولية متعددة”.
وأضافت: “تشير الهجمات الحوثية على أهداف أميركية وإسرائيلية وحلفائها إلى بيئة متزايدة التعقيد والخطورة في البحر الأحمر والشرق الأوسط الأوسع. وقد أجبر صعود القدرات العسكرية لصنعاء، وخاصة استخدامهم للطائرات بدون طيار والصواريخ، المخططين العسكريين الأميركيين والإسرائيليين على إعادة تقييم استراتيجياتهم في المنطقة. ويشير تورط وكالات الاستخبارات الخارجية، كما تشير اعتقالات التجسس، إلى أن اليمن أصبح مسرحًا أكثر أهمية لصراعات القوة العالمية”.
وأكدت أنه وفي ظل التطور العسكري المتزايد، والاستهداف الاستراتيجي للأصول الأميركية و”الإسرائيلية”، وشبكة التجسس الدولية “أصبح الحوثيون قوة هائلة تتحدى التفوق العسكري الأميركي والإسرائيلي، كما أصبحوا لاعباً مركزياً في ديناميكيات القوة في الشرق الأوسط”.
يُذكر أن القوات المسلحة اليمنية أعلنت، أمس الأول، تنفيذ عدة عمليات عسكرية، من أبرزها استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” وعدد من القطع الحربية التابعة لها في منطقة شمالي البحر الأحمر بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة.
وللمرة الرابعة في أقل من شهر تتعرض “ترومان” لهجوم يمني، كما أنها ليست حاملة الطائرات الأمريكية الوحيدة التي تتعرض للهجوم من صنعاء منذ بدء المعركة المباشرة في كانون الثاني/يناير من العام الماضي، إذ سبقتها آيزنهاور ولينكولن وروزفلت، الأمر الذي دفع خبراء عسكريين أمريكيين إلى التحذير من إمكانية نجاح القوات اليمنية في تدمير حاملة الطائرات.
لا ميديا