غياب تعاليم الأنبياء عن ساحتنا يسبب حضوراً طاغياً لقوى الطاغوت
غياب تعاليم الأنبياء عن ساحتنا يسبب حضوراً طاغياً لقوى الطاغوت
من الواضح اليوم أن العالم، والواقع البشري تحت السيطرة الأمريكية وتحت سيطرة قوى الاستكبار في الساحة العالمية اليوم، إنما يئن ويصرخ من أزماته ومن معاناته، وإنما يصيح من حجم مشاكلها المتفاقمة في كل مناحي الحياة، في كل الجوانب والمجالات، نجد أنفسنا بحاجة ملحة كمسلمين في المقدمة، ونحن في مقدمة المعانين من أبناء البشر، وللأسف الشديد أننا لا ننعم بإسلامنا هذا في مبادئه، في قيمه، في أخلاقه، في تعالميه الإلهية العظيمة، لا ننعم به، ونستفيد منه بالحجم المطلوب والشكل المطلوب والمستوى المطلوب، لا في واقعنا ولا في أن نفيد البشرية من حولنا، لأن كثيرا من أبناء الأمة، من القوى البارزة في ساحة الأمة، بعض الأنظمة وبعض الكيانات أصبحت جزءا لا يتجزأ مرتبطا بقوى الطاغوت والاستكبار الشيطانية الشاذة عن منهج الأنبياء وعن قيم الأنبياء وعن تعاليم الأنبياء التي أتوا بها من الله سبحانه وتعالى، فإذا بها تلعب من داخل ساحة الأمة، من داخل واقع الأمة الدور السلبي الشيطاني، وتشتغل لتنفيذ الأجندة الاستكبارية، وتضرب الأمة من داخل الأمة وتعبث وتسعى بالإضرار للأمة حتى تحت العناوين الإسلامية، والعناوين الرسالية، فزادت على المصيبة مصيبة، وزادت على المشكلة مشكلة، فكانت مشكلة إضافية في الواقع الإسلامي والساحة الإسلامية في أوساط المسلمين، وعلى المستوى العالي الذي لم يعد يستفيد كما ينبغي من الإسلام والمسلمين، بقدر ما يرى فيهم الكثير، مشكلة إضافية مرتبطة بنفس المشكل الأمريكي والمشكل الإسرائيلي، يعني كارثة ومصيبة كبيرة جدا.
نجد أنفسنا اليوم في أمس الحاجة إلى الاستفادة من هذه الذكرى العظيمة كمحطة نتزود منها نور الله وهدايته، نتزود منها كل ما يمكن أن تعطينا من طاقة معنوية وإيمانية، نعود إلى أنبياء الله وحلقة الوصل فيما بيننا وبين أنبياء الله هو خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، والوثيقة الإلهية المضمونة المأمونة الموثوقة التي وثقت لنا أهم ما نحتاج إليه ونستفيده عن أنبياء الله هي القرآن الكريم، كتاب الله، الذي هو أيضا الخلاصة الكاملة لكل كتب الله وهديه في تعالميها المهمة وهدايتها التي تحتاج إليها البشرية، نحتاج اليوم إلى أن نعود إلى الأنبياء لأنه كل ما غاب الأنبياء في تعاليمهم، في قيمهم، في رمزيتهم عن ساحتنا البشرية كان البديل عن ذلك هو الحضور الطاغي لقوى الاستكبار، لقوى الطاغوت، لقوى الكفر والضلال والفساد والإجرام التي كلما حضرت في ساحتنا البشرية كلما ملأتها ظلما وكلما أعتمت فيها بالظلمات، وكلما مارست الإجرام تعذبت البشرية وأصبحت البشرية تعاني الويلات والآفات والنكبات، من هذا الحضور الطاغي لقوى الاستكبار، اليوم يجب أن نزيح عنا هذا الحضور في كل امتداداته، امتدادته السياسية، امتداداته الفكرية، امتدادته الثقافية، امتدادته الاقتصادية، كل امتدادات هذا الطاغوت الذي هو بلاء كبير علينا وعلى أمتنا وعلى البشرية جمعاء، نسعى لإزالة هذا الحضور، ونسعى لتعزيز حضور الأنبياء، حضور الأنبياء في ساحتنا، حضور رمزيتهم، حضورهم في موقع القدوة والأسوة، حضور تعاليمهم، حضور روحيتهم، حضور أخلاقهم، حضور مبادئهم كي نتمسك بها، نستهدي بها، نسترشد بها، ننتفع بها، نتخلق بها، نتهذب ونتزكى بها، نتحرك على أساسها وبنورها في كل مناحي الحياة، حتى ننعم بتلك التعاليم، وحتى نسموا بتلك القيم والأخلاق وحتى نكرم بتلك المبادئ التي تعزز من كرامتنا الإنسانية، وتستعيد لنا كرامتنا الإنسانية وشرفنا الإنساني الذي أفقدناه أولئك الطواغيت، أولئك الضالون، أولئك المجرمون، أولئك الظلاميون، أولئك المجرمون، أولئك المستكبرون.
نحتاج اليوم إلى أن يكون مسعانا في استحضار الأنبياء في استحضار سيرهم، استحضار رمزيتهم وتعزيز الارتباط الوثيق القوي بهم لأنهم صلة ما بينا وبين الله سبحانه وتعالى أن يكون مسعى حثيثا، لأنه لا نجاة لنا ولا فلاح لنا، ولا فوز لنا ولا خلاص لنا إلا بهذا.