غزّة في اليوم السادس: العدو يتبنّى «الحرب للحرب»… والمقاومة مطمئنّة ..حماس تتحفظ على طلب اطلاق الأسرى الاميركيين والمدنيين: واشنطن قلقة على جيش العدو…
حماس تتحفظ على طلب اطلاق الأسرى الاميركيين والمدنيين: واشنطن قلقة على جيش العدو
حزب الله يثبّت قواعد الاشتباك عند الحدود
واشنطن تريد «أسراها»… وحماس تطلب تحييد المدنيين
وسط تقدم الحضور الاميركي في ادارة القرار الاسرائيلي السياسي والعسكري في الهجوم البربري على الفلسطينيين، استجاب قادة العدو لطلب واشنطن تشكيل حكومة طوارئ لضم من تريد الولايات المتحدة ان يكونوا شركاء في القرارات. وصار واضحاً ان بني غانتس هو رجل البيت الابيض في حكومة الحرب الجديدة، كما تبين ان جنرالات أميركيين صاروا في قلب فريق العمل للاشراف على الخطط في غزة، وفي مواجهة ساحات اخرى، مع رسم خطوط لمنع العدو من القيام بأعمال من شأنها جرّ المنطقة الى مواجهة شاملة.
وعلمت «الاخبار» من متابعين في عاصمة غربية معنية ان التحشيد الاميركي غير المسبوق، سياسياً وعسكرياً، الى جانب اسرائيل، سببه التيقن من صحة ما كان لديهم من تقديرات عملانية حول عدم جهوزية الجيش الاسرائيلي لمواجهة تحديات كبيرة، وهي تقديرات اعدّها قادة شاركوا في مناورات مشتركة مع الجيش الاسرائيلي. وأوضح هؤلاء ان لدى واشنطن «خشية جدية من امرين، الاول عدم قدرة جيش اسرائيل على تحقيق اي انجاز فعلي غير الايغال في ضرب المدنيين، والثاني، إقدام العدو على ما قد يورّط الولايات المتحدة ودول الناتو في مواجهة واسعة تستهدف ليس قوى المقاومة في فلسطين ولبنان فحسب، بل ايران ايضاً». ولفتوا الى جهود كبيرة لأجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، بالتعاون مع حلفاء في الغرب، لتحميل ايران وحزب الله المسؤولية عن عملية «طوفان الاقصى»، فيما يعمل المجمع الاستخباراتي في واشنطن وعواصم غربية، في المقابل، على تسريبات بعدم وجود أي مؤشر على ذلك.
عملياً، ما بات واضحاً في الساحة الفلسطينية أن عجز قوات الاحتلال عن منع صواريخ المقاومة من استهداف المدن الفلسطينية المحتلة، يشكل اشارة على عجزها عن تحقيق انجازات ميدانية. أضف إلى ذلك عدم صحة مزاعم العدو عن اعادة الامساك بالامور في منطقة غلاف غزة، إذ أن مجموعات المقاومة لا تزال تنتقل الى هذه المنطقة التي تشهد مواجهات في اكثر من نقطة. كذلك، لمس الاميركيون حالة الارتباك لدى القيادتين السياسية والعسكرية، والفوضى التي تعمّ المسؤولين عن الجبهة الداخلية، مع توالي الفضائح، خصوصاً لناحية ترويع المستوطنين جراء الانذارات الخاطئة التي تعكس ارباكا وعجزاً امنياً.
محور المقاومة يعد خططا عملانية لتقليص قدرة الاحتلال على الاستفراد بغزة
كل ذلك، دفع الجانب الاميركي إلى وضع خطة عمل على عدة جبهات، أمكن للجهات المعنية في فلسطين والمنطقة الاطلاع على بعض جوانبها:
اولاً، لا تزال واشنطن تعتبر ان الفرصة مفتوحة امام جيش الاحتلال للانتقام من سكان غزة والوصول الى نتائج على صعيد تدمير قدرات المقاومة. ومع فشل محاولات تأليب الرأي العام الغزاوي ضد المقاومين، واستمرار قدرة المقاومة على التحكم ببرنامج قصف صاروخي فعال وبعيد المدى وبأعداد كبيرة، وفي ارسال مزيد من المقاتلين الى المستوطنات، يشعر الاميركيون بالحاجة الى خطوات اكثر فعالية.
ثانياً، الضغوط الناجمة عن الجرائم الكبيرة في غزة دفعت الاميركيين الى استغلال هذه الجرائم لفتح ثغرة في ملف الاسرى لدى المقاومة. وقد ناقشت واشنطن مع المصريين والقطريين خطة عمل، تقضي بفتح معابر تتيح نقل نحو ربع مليون فلسطيني بحاجة الى الايواء بعدما دمرت منازلهم، وتأمين انتقال نحو خمسة الاف مصاب من ابناء القطاع للاستشفاء خارجه، والسماح بوصول مساعدات غذائية وطبية عاجلة.
ثالثاً، طرحت الولايات المتحدة فكرة عملية عاجلة لاطلاق الاسرى الاميركيين او الكشف عن مصير المفقودين منهم، ضمن صفقة تأخذ طابعاً انسانياً. وفرض اصرار الولايات المتحدة على العملية بدء اتصالات قطرية ومصرية مع «حماس» وبقية الفصائل. وجاء الرد الاولي من حماس بإطلاق إمرأة اسرائيلية مع طفليها للتأكيد على ان البعد العملاني لعملية الاسر لا يستهدف حجز حرية مدنيين كما يفعل العدو. إلا أن حماس ترفض فكرة اطلاق المعتقلين كبادرة حسن نية، وقد أبلغت الوسطاء بأنه سيكون هناك مقابل فوري لمثل هذه العملية.
رابعاً، حصل جس نبض من وسطاء عرب لمعرفة السقف الذي سترفعه حماس في ملف الاسرى. وعلمت «الاخبار» ان الجانب الفلسطيني لن يقبل بأقل من وقف العدوان، والحصول على ضمانات اميركية عملانية وعلنية بوقف الحملة العسكرية الاسرائيلية على القطاع، أو ضمانات بوقف التعرض للمدنيين مقابل وقف قصف المستعمرات، مع استمرار المعركة العسكرية بينها وبين العدو.
الجبهة مع لبنان
في غضون ذلك، واصل الاميركيون استخدام كل قنواتهم الاوروبية والعربية لمنع توسع الجبهة لتشمل الحدود الشمالية لكيان الاحتلال. وبعد العمليات المحدودة على الحدود، كرر الاميركيون نقل رسائل الى الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، ومن خلالهما الى حزب الله، بأن واشنطن ستكون الى جانب اسرائيل، لكنها ليست طرفاً في الحرب، وانها لن تمنع اسرائيل من تنفيذ اي ضربات قاسية ضد لبنان، بما في ذلك بيروت، في حال لجأ حزب الله الى اجتياح المستوطنات الاسرائيلية في الشمال، مع طلبات مباشرة من الجيش والحكومة بمنع اي تحرك لعناصر فلسطينية على الحدود.
من جهته، قرر حزب الله عدم استقبال اي رسالة او موفد يحمل تهديداً، وهو ابلغ من يعنيهم الامر بأن التهويل لا ينفع لا معه ولا مع المقاومة في فلسطين، وان الوسيط المرحّب به هو فقط من يحمل طلباً في سياق مشروع وقف العدوان الاسرائيلي، وانه لا يمكن سؤال المقاومة – فضلاً عن مطالبتها – بأي خطوة تتعلق بعمل مقاومين فلسطينيين عبر الحدود اللبنانية.
والى جانب العملية التي نُفّذت أمس لإفهام العدو بأن لا تغيير لقواعد الاشتباك، واصلت المقاومة في لبنان الاستنفار والتعبئة في صفوفها، والتنسيق مع بقية قوى المقاومة. وتتواصل الاتصالات التنسيقية بين حزب الله والحرس الثوري الايراني وحماس والجهاد الاسلامي لدرس الخيارات التي تساعد المقاومة في فلسطين على الصمود وافشال خطة العدو.
وقالت مصادر معنية لـ «الاخبار» ان على قوى المقاومة خارج فلسطين القيام بكل «العمليات الذكية» التي تربك جيش الاحتلال وتمنعه من حشد كل طاقاته في وجه القطاع، وإفهام العدو بأن غزة ليست متروكة لقدرها، اضافة الى درس الخطوات في حال تورط الجيش الاميركي في الحرب مباشرة الى جانب العدو.
واشارت المصادر الى ادلة كثيرة ظهرت في الساعات الـ 48 الماضية تشير إلى ان قيادة العدو العسكرية والامنية لا تقل تخبطاً عن قيادته السياسية، رغم حملة التهويل في الاعلام العالمي، مع تفاصيل كثيرة ترد لحظة بلحظة عن حجم الفوضى التي تعاني منها الجبهة الداخلية في اسرائيل.
إرباك وتوتّر يسيطران على الاحتلال جنوباً
شهدت جبهة الجنوب أمس أحداثاً «مثيرة» بالنسبة إلى الإسرائيليين، ثبت أن غالبيتها ناتجة عن إنذارات خاطئة وأخطاء في تشخيص الخطر، وعبّرت عن الإرباك الذي يتخبّط فيه العدو وسط توتّر شديد حيال أيّ مفاجآت من لبنان.
وتوالت الأنباء العاجلة على شاشات التلفزة العبرية عن عمليات اشتباكات مع مجموعات مسلّحة قدمت من لبنان، وتسلّل عشرات الطائرات الشراعية والمُسيّرات عبر «الحدود الشمالية»، وتحدّث الإعلام العبري عن دخول أكثر من مليون إسرائيلي في الشمال والوسط إلى الملاجئ، استجابة لتحذيرات قيادة الجبهة الداخلية، بعدما دوّت صفّارات الإنذار إثر الاشتباه بتسلّل مُسيّرات من لبنان. ترافق ذلك مع إطلاق قوات الاحتلال القنابل المضيئة فوق المناطق الحدودية في جنوب لبنان. وتحدّثت القناة 12 الإسرائيلية عن «الاشتباه باختراق 15 طائرة شراعية على متنها مقاتلون من لبنان إلى منطقة أفيفيم»، فيما تحدّثت وسائل إعلام عبرية عن «حدث أمني في منطقة ديمونا». وبقي التوتر مسيطراً على الأداء الأمني والإعلامي الإسرائيلي لأكثر من ساعتين قبل أن يعلن جيش الاحتلال أن الإنذار المتعلق بالمُسيّرات ناجم عن «خطأ تقني».
إرباك المشهد الإسرائيلي شمالاً كان له ما أسّس له عملانياً، إذ استهدف حزب الله، لليوم الثاني على التوالي، موقعاً لقوات الاحتلال على الحدود مع فلسطين. وأعلن الحزب في بيان أنه استهدف موقع الجرداح الصهيوني مقابل منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة، ما أدّى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكّدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح، في ردٍّ على الاعتداءات الصهيونية التي أدّت إلى استشهاد ثلاثة من عناصره الاثنين الماضي. وأكّد الحزب أنه «سيكون حاسماً في ردّه على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف بلدنا وأمن شعبنا، خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء» ووزّع الإعلام الحربي التابع للمقاومة شريطاً للعملية، فيما نقل الإعلام العبري عن «مسؤول أمني كبير» أن «الحدث في الشمال يغيّر قواعد اللعبة».
http://www.al-akhbar.com/Palestine
غزّة في اليوم السادس: العدو يتبنّى «الحرب للحرب»… والمقاومة مطمئنّة
غزة | مع انقضاء اليوم الخامس من معركة «طوفان الأقصى»، أعلن العدو الإسرائيلي تشكيل «حكومة طوارئ»، «مجلس وزراء لإدارة الحرب». وفي أعقاب ذلك، خرج رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزيرا الحرب (بموجب حكومة الحرب) يوآف غالانت وبيني غانتس، ليعلن الأول الحصول على «تأييد مطلق لمواصلة الحرب» طالباً تعزيز القوات على محاور القتال، فيما أشار غالانت إلى أن «ما تعرّضنا له لم نرَ له مثيلاً منذ عام 1948»، وقال غانتس إن «دولتنا تواجه أصعب ساعاتها ونواجه عدواً قاسياً».
وبهذا الإقرار، الذي يبدو أقرب إلى إعلان الارتباك منه إلى الحرب، يَظهر الاحتلال وكأنه لا يزال يحاول استيعاب الضربة الأولى والعمل على الحدّ من تداعياتها الإستراتيجية عليه، في ظلّ فداحة الخسائر التي لحقت به، وعمق الخروقات التي استطاعت المقاومة إحداثها في جدار «هيبته». وعلى طريق ذلك، يعزّز العدو من قصفه الهمجي على غزة بتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، واستهداف المدنيين العُزّل وطواقم الإسعاف والمساجد، وقصف الأبراج والمكاتب الإعلامية، فضلاً عن استخدام القنابل الفوسفورية المحرّمة دولياً. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تلويحه بهجوم بري على القطاع (حتى مساء أمس)، بهدف دفع المشهد إلى نهايات تساعده على استثمار النتائج الميدانية، في أيّ مفاوضات ستجري، ولا سيّما في ظلّ امتلاك المقاومة الفلسطينية رهائن له، لن يكون مصيرها قيد البحث، إلا بعد وقف العدوان على غزة.
ويدرك العدو جيداً أن ما أعلنه من نيّته القضاء على المقاومة في غزة بعيدُ المنال؛ إذ إن أي محاولة لتنفيذ هذه النية ستعني توسيع دائرة المواجهة، في ظلّ معادلة «وحدة الساحات» التي رسّختها قوى المقاومة سابقاً، ويَصعب إبطالها برفع مستوى العدوانية. ولعلّ استنفار قوات الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة، ودويّ صافرات الإنذار هناك باستمرار، فضلاً عن الدعوات إلى الاختباء في الملاجئ، كلّها تشير إلى حجم الإرباك الذي تشكّله الجبهة الشمالية للعدو حالياً، حيث يخشى اشتعالها هي الأخرى، ولا سيمّا في ظلّ عدم تمكّنه من تحمّل جبهة غزة وحدها، وانشغاله بمحاولة «تأمين» الحدود من أي اقتحامات إضافية بدلاً من شنّ هجمات، فيما لم يستطع حتى الآن السيطرة بشكل كامل على «الغلاف»، مع استمرار المقاومة الفلسطينية في تنفيذ عمليات تسلّل إلى داخله.
وفي السياق، أكّدت مصادر في المقاومة، في حديث إلى «الأخبار»، أن المقاومين يواصلون تنفيذ عملياتهم العسكرية في منطقة «غلاف غزة» خلافاً للإعلان الإسرائيلي عن القضاء عليهم، مضيفةً أن هؤلاء «نفّذوا عمليات إنزال بحري وتسلّلٍ عدة مرات خلال الساعات الماضية، وخاضوا اشتباكات مع قوات الاحتلال في عدة مناطق في الغلاف». كما أكّدت المصادر أنه «برغم القصف الهمجي من قبل جيش العدو، لم تتضرّر قدرات المقاومة، وأن جميع استهدافات الاحتلال تتركّز على المدنيين العُزّل بهدف الضغط على الحاضنة الشعبية»، مضيفةً أن المقاومة «تنفّذ خطتها بقوة واقتدار، ولا تزال مفاعيل التحكّم والسيطرة لديها تعمل بجودة عالية جداً وهي تدير المعركة وتُفقد الاحتلال القدرة على المبادرة أو على إضعاف قدراتها العسكرية». وكانت «كتائب القسام» أعلنت أنها تمكّنت، في اليومين الماضيين، من القيام باستبدال للمقاتلين في محور «زيكيم – عسقلان» ومحور «صوفا» الذي يشهد «اشتباكات عنيفة»، ومحاور أخرى.
تتواصل المباحثات بين المقاومة الفلسطينية والوسطاء الذين جدّدوا اتصالاتهم بحركة «حماس»
أيضاً، نفّذت المقاومة، أمس، سلسلة عمليات إطلاق صواريخ مكثّفة على منطقة «غلاف غزة» وعلى مدن في الداخل المحتل، تركّز أكثرها على عسقلان، وذلك رداً على استمرار تهجير المدنيين من غزة، وضمن معادلة «التهجير بالتهجير»، التي أعلنها الناطق باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، أول من أمس. وأفادت وسائل إعلام العدو بوقوع «أضرار كبيرة جداً» في عسقلان بسبب سقوط أعداد كبيرة من الصواريخ التي أُطلقت من غزة، فيما تحدّثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن إصابة 12 إسرائيلياً من جراء القصف. وبحسب تقارير إسرائيلية، كان سُجّل في عسقلان وحدها تضرُّر أكثر من 1160 مبنى، و434 مركبة، في حين سُجّلت في تل أبيب إصابة 850 مبنى، و288 سيارة، على الأقل، من جرّاء إصابات صاروخية، منذ بدء معركة «طوفان الأقصى».
كذلك، قصفت «القسام» برشقات صاروخية مناطق في «تل أبيب» ومطار «بن غوريون» وبئر السبع وأسدود المحتلة. كما، قصفت مدينة حيفا المحتلة بصاروخ من طراز «R160»، وأطلقت صاروخين من طراز «متبر1» تجاه طائرات الاحتلال في سماء خانيونس، واستهدفت مُسيّرة إسرائيلية من نوع «هيرمز» في سماء المحافظة (غزة) الوسطى بثلاثة صواريخ من الطراز نفسه. أيضاً، هاجمت مربضاً للآليات والأفراد شرق غزة بطائرتين انتحاريتين من طراز «الزواري»، فيما نشرت «القسام»، أمس، مشاهد من اقتحام موقع إسناد مدرّع تابع لكتيبة «كيسوفيم» شرق محافظة خانيونس، وقتل وأسر من فيه.
سياسياً، تتواصل المباحثات بين المقاومة الفلسطينية والوسطاء الذين جدّدوا اتصالاتهم بحركة «حماس»، في وقت تحظى فيه دولة الاحتلال بغطاء أميركي أوروبي لارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وفي السياق، كشفت مصادر «حمساوية»، في حديث إلى «الأخبار»، أن «هناك اتصالات مكوكية تجري مع المصريين لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة عبر بوابة صلاح الدين في معبر رفح البري، وسط تعهّد مصري بعدم تمرير القرار الإسرائيلي بفرض حصار مطبق على القطاع»، مؤكّدةً أن «المساعدات ستدخل إلى القطاع بشكل عاجل بما في ذلك إمدادات الوقود والأغذية والطعام». ونقل المصريون إلى «حماس» تأكيدهم أنهم ضد المخططات التي يدفع إليها أطراف في دولة الاحتلال لتهجير الفلسطينيين إلى مصر، وأن مصر لن تسمح بمجزرة إنسانية تؤدّي إلى تهجير جديد للفلسطينيين.
وكان أعلن «البيت الأبيض» أن واشنطن «تعمل بنشاط» مع السلطات الإسرائيلية والمصرية، لتوفير «ممرّ آمن للمدنيين» من غزة، وفق ما أفاد به المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، أمس، في ما يؤشّر إلى انخراط واشنطن في مخطّط «الترانسفير» الإسرائيلي. كما أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لنشر حاملة طائرات ثانية من طراز «يو إس إس دوايت آيزنهاور» لتلتحق بحاملة الطائرات «جيرالد فورد»، وذلك «إذا اقتضى الأمر»، بعد أن أعربت عن «قلقها» إزاء «بعض الهجمات الصاروخية عبر الحدود الشمالية لإسرائيل، ومصدرها بطبيعة الحال حزب الله».
وبينما نقلت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية عن مسؤولين في البنتاغون «قلقهم إزاء احتمال وقوع هجمات على قواتنا بالشرق الأوسط من إيران والقوات التابعة لها»، علّق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على إرسال واشنطن «جيرالد فورد»، حيث تساءل خلال مؤتمر للطاقة في موسكو: «لماذا تذهب الولايات المتحدة بمجموعة حاملة الطائرات إلى البحر المتوسط؟ لا أفهم حقاً مغزى هذا. هل سيقصفون لبنان أم ماذا؟ أم أنهم قرّروا محاولة تخويف أحد؟ هناك أشخاص لم يعودوا يخافون أي شيء. هذه ليست الطريقة لحل المشكلة. يجب البحث عن حلول وسط. مثل هذه التصرفات تؤجّج الوضع بالطبع».
من ملف : حماس تتحفظ على طلب اطلاق الأسرى الاميركيين والمدنيين: واشنطن قلقة على جيش العدو