غارات أميركية ضد «الإصلاح» في مأرب: الإمارات تقترح هجوماً برياً

بعد يومين من تنفيذ الطيران الأميركي المُسيّر غارات جوية على محافظتي شبوة وحضرموت الواقعتين خارج سيطرة حكومة صنعاء، شنّ الطيران الحربي الأميركي، فجر أمس، سلسلة غارات استهدفت منازل تابعة لقادة عسكريين تابعين لحزب «الإصلاح» في محافظة مأرب. الهجوم الأخير الذي استهدف مناطق في مديريتي العبدية ورغوان شرق مدينة مأرب بنحو 16 غارة، جاء بعد أيام من استهداف مماثل للطيران الأميركي طاول مواقع عسكرية تابعة للحزب في جبهات التماس الواقعة في محيط مدينة مأرب، ما أدّى إلى مقتل نجل قائد «مقاومة صنعاء»، منصور الحنق، وهو قيادي رفيع المستوى في حزب «الإصلاح»، وعدد من عناصر الحزب.

وقالت مصادر محلية في محافظة مأرب لـ»الأخبار « إن سلسلة الغارات التي شنّها الطيران الأميركي استهدفت منازل تابعة لبيت الشدادي في مديرية العبدية في مأرب. والأخير كان قائد المنطقة العسكرية الثالثة التابعة لـ «الإصلاح» في مأرب.

وتزامنت هذه الغارات مع محاولة تصدير الإمارات قائد قواتها في مأرب، عبد الهادي نمران، وهو قائد محور سبأ العسكري، الذي أكّد في تصريحات صحافية تناقلتها وسائل إعلام محلية في مأرب خلال الساعات الماضية، أن «مسألة إشعال جبهات مأرب (ضد حركة أنصار الله) مسألة وقت فقط». وأضاف أن قواته «على أتمّ الجاهزية وهدفها التصعيد باتجاه صنعاء»، مشيراً إلى أن تلك القوات «حدّدت الهدف وأعدّت العدة».

وعلى رغم أن مسار الغارات الأميركية التي تركّزت بشكل لافت على خطوط دفاع قوات صنعاء في مناطق سيطرتها في محيط مدية في مأرب منذ أيام، إلا أن الاستهداف المتعمّد الذي طاول منازل قادة عسكريين في «الإصلاح»، عكس حالة الصراع التي تعيشها الفصائل العسكرية الموالية للتحالف في مأرب، وأكّد أيضاً أن الإمارات تحاول الانفراد من دون منح «الإصلاح» أي هامش، وهي محاولة لانتزاع الملف العسكري من الحزب في مأرب لأول مرة منذ سنوات.

هذه التطورات تزامنت مع كشف أميركي عن خطة عسكرية تقدّمت بها أبو ظبي لواشنطن تهدف إلى تحريك الميليشيات الموالية لها في محافظات شبوة ومأرب والضالع والساحل الغربي لتفجير الوضع عسكرياً ضد صنعاء، مع التركيز على محافظة الحديدة والمناطق الساحلية المحاذية للبحر الأحمر الواقعة تحت سيطرة قوات صنعاء.

وفي هذا الإطار، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إن «الإمارات طرحت فكرة اجتياح مناطق سيطرة الحوثيين براً على الأميركيين في الأسابيع الأخيرة»، ونقلت عن مسؤولين أميركيين ويمنيين قولهم إن «أميركا منفتحة على دعم حملة برية ضد الحوثيين في اليمن، وإن قراراً نهائياً بهذا الشأن لم يُتخذ بعد»، مؤكّدة أن «السعوديين أبلغوا اليمنيين والأميركيين أنهم لن ينضموا أو يساهموا في أي عمل بري في اليمن، خشية الأضرار التي قد تسبّبها الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة نتيجة ذلك»، مشيرة إلى أن «المناقشات حول عملية برية تأتي في الوقت الذي تدرس فيه أميركا خيارات لتقليص هجومها الجوي في اليمن في مسعى منها لتجنب الدخول في حرب استنزاف لا نهاية لها».

وكان الطيران الأميركي من دون طيار، قد نفّذ سلسلة عمليات خلال الأيام الماضية، في مدينتي العبر في حضرموت وعتق عاصمة محافظة شبوة أدّت إلى مقتل وإصابة خمسة أشخاص. وعلى رغم تأكيد الفصائل الموالية للإمارات في شبوة أن الاستهداف الأميركي طاول عناصر في تنظيم «القاعدة»، إلا أن التنظيم لم يؤكّد أو ينفِ ذلك.

رشيد الحداد  الأربعاء 16 نيسان 2025

قد يعجبك ايضا