لم نكن لنرضى بالقُعودِ والخنوعِ والاستسلامِ حين هاجمت جحافلُ الغزاة بلدنا.. أَيًّا كانت النتائجُ المتوقَّعةُ حينَها..
بل عشقنا التضحية عن قناعة كاملة ويقين راسخ.. وأصبحت الشهادةُ في سبيل الله طموحَ آلاف الشباب المجاهدين.. منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر..
قاتلنا دفاعاً عن أمتنا وديننا ووطننا.. ولم نقاتل سعياً وراء سلطة أَو طمعاً في منصب أَو جاه..
نهضنا بالمسؤولية كشعبٍ يقفُ مكشوفَ الظهر بلا نظام أَو جيش أَو حكومة تدافع عنه.. وقدمنا نموذجاً راقياً للثبات والصمود والفداء أذهل كُـلّ العالم..
عزّزنا ارتباطَنا بالله.. وكفى به ناصراً ومؤيداً ومعيناً.. والتحمنا بجماهير الشعب واعتمدنا على مجتمعنا اليمني المؤمن في رعاية شجرة الصمود التي أثمرت أبطالاً لا مثيل لهم على مر التاريخ..
لو لم نكن كذلك لهُزمنا في الشهر الأول من العدوان.. ولا يمكن أن نُهزمَ إلَّا إذَا فرّطنا في هذه الثوابت أَو تنازلنا عن أيٍّ منها..
إنِّها سُنَّةُ الله التي ليس لها تبديل.. ووعدُه الصادق الذي لن يتخلف.. ومن أصدق من الله حديثاً..