وصل سعر الدولار في المحافظات والمناطق المحتلة إلى 1400 ريال للدولار الواحد ، مسجلا رقما قياسيا غير مسبوق في الانهيار، الأزمة المعيشية من جانب آخر تطحن المواطنين في هذه المحافظات والمناطق ، ومؤخرا شاهدنا أدخنة مولدات الكهرباء في عدن كما لو أنها حرائق مشتعلة ، وبالمختصر ، لا الوديعة السعودية أنقذت الانهيار ، ولا دول العدوان التي وعدت عدن أن تكون جنة خضراء وجنانا ملونة قامت بذلك ، ولن تكون عدن وبقية المناطق الشرقية والجنوبية دبي ورأس الخيمة بالانفصال والتقسيم ، كل ما حصل ويحصل هي مجرد شعارات وعناوين ووعود كاذبة ، أما الحقيقة فهي ما تراه الأعين ويعيشه الناس هناك. الأزمات التي يعيشها الناس في المناطق المحتلة عاصفة وقاسية ، كبار العملاء والمرتزقة يراكمون ثرواتهم واستثماراتهم في تركيا والقاهرة ودول أخرى ، دول العدوان تضاعف معاناة الناس ، وتسمن عملاءها وأدواتها المتخمة بالأسماء والمسميات والأوصاف، هذا رئيس وذاك وزير وهم مجرد أدوات حقيرة وعميلة تعمل بالأجر اليومي كترسانة للعدوان وأدوات بيده. الحرب الاقتصادية على الشعب اليمني أحد أوجه الحرب الإجرامة البغيضة لهذا العدوان ، وقد اتبعت دول العدوان التجويع والإفقار كأسلوب حرب ضد كافة اليمنيين ، فقام بمحاصرة اليمن ، وأطلق حربا ضارية على مقومات الحياة والمعائش ، وقام بنقل عمليات البنك وقطع الرواتب ، وعمل على ضرب العملة ، ونهب الموارد الوطنية، وسعى إلى تدمير الدولة واستبدالها بحفنة عملاء ومرتزقة ، ولم تكن المحافظات المحتلة استثناء من كل ذلك ، بل على العكس أثرت هذه الحرب تأثيرا كبيرا ومدمرا على الناس هناك لأنها كانت ساحة مفتوحة لهذه الحرب ، بينما كان تأثيرها على المناطق الحرة بشكل أقل حدة ، وإن كان الجميع يعيش المعاناة فالسبب هو العدوان وحربه الإجرامية. إنها الحربُ التي أطلقتها دول العدوان والحصار بعنوان إعادة الشرعية الكاذبة، إنها الحرب التي أطلقتها منظمة العدوان والحصار والإرهاب، وقالت إنها تريد تحويل عدن إلى جنان خضراء وحضرموت إلى دولة والسواحل إلى متنزهات ، لكنها دمرت كل شيء وأشاعت الجوع والفقر والظلام. واليوم.. و بعد نحو تسع سنوات الواقع يكشف تلك الشعارات والعناوين .. إنه الغزو والاحتلال بالقتل والتجويع والإماتة بترسانة هائلة من العناوين وماكينة ضخمة من التضليل والغشّ والخداع ، إنها الحرب التي ما نتج عنها إلا قتل الناس ونهب الثروات وتدمير الحياة ومقوماتها وتجويع الملايين ، واحتلال المحافظات والمناطق ، وتخمة المرتزقة والعملاء ، إنها الحرب التي احتشد فيها أعداء اليمن والطامعون فيها مع الإرهاب والإرهابيون والمرتزقة والعملاء ، والذين تتبجح منظومة العدوان بتسميتهم «الدولة اليمنية» ، وليسوا إلا أدوات مأجورة ومرتزقة تجندوا للعدوان وعملوا كترسانة مأجورة لتحقيق أهدافه ، ما يحدث في المحافظات المحتلة اليوم ألا يذكر الذين ما زالوا محايدين بالحقيقة ويدفعهم إلى الموقف؟ . لما يقارب تسعة أعوام والشواهد يومية تفضح للناس هذا العدوان وتكشف أهدافه وتعريه أمام الملأ ، وعلينا جميعاً اليوم أن نواجهها وفق هذه الحقائق الماثلة ، ولتخوض اليمن ملحمة تاريخية تنتصر فيها إرادة التحرر والاستقلال وتهزم العدوان وحشد العملاء والمرتزقة ، وقد حانت لحظة تأكيد الهوية الوطنية اليمنية ، بتوحيد جميع اليمنيين، ولمّ شملهم تحت راية الوطن الواحد والدولة الوطنية الواحدة، وقطعِ أذرع العدوان وعزل العملاء، حرصاً على حياة كل اليمنيين وعلى حقهم ، وقد ثبت للجميع أن العدوان ما احتل مدينة ولا قرية إلا وأفسد الحياة فيها من جميع النواحي وفي جميع المجالات.. والله ولي الهداية والتوفيق.