عين الحقيقة تُعيد نشر نص اللقاء الصحفي التي أجرته صحيفة (لا) مع رئيس اللجنة الثورية العليا الأستاذ محمد علي الحوثي
هناك بلاغات لكافة الجبهات بتسهيل دخول الأمراء السعوديين الهاربين من ملاحقة بن سلمان
أدرنـــا البلـــد بظـــروف أســـوأ وسنقوِّم الاعوجـــاج إن تطلـــب الأمـــر
دمـــي ليـــس أثمـــن ولا أطهــر مـــن الدمـاء التي سفكت دفاعاً عن الوطـــن
النفط السعودي كلفة لن يستطيع بني سعود تحملها وعليهم حساب ذلك خلال تصعيدهم العدواني على اليمن
حاوره: صلاح العلي /لا
صحيفة (لا): في حوار أشبه ما يكون بجسور واصلة بين جزر المشهد اليمني، كنا مع رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي في حديث تنقلنا خلاله بين الأمس واليوم والغد وفتحنا الملفات الساخنة: الشراكة، الوفاق، الإنقاذ، مصير قائد الطائرة الـ(تايفون) والأمراء الهاربين من ملاحقة بن سلمان الطالبين للجوء لليمن… ولربما أن أهم ما قدمه لنا الحوار هي الرسائل الحصيفة التي جاءت في حديث رئيس الثورية العليا مع (لا)..
يوضح أبو أحمد الحوثي، أن النفط هو عماد السعودية وبنية نظامها الذي لن يستطيع الاستمرار بدونه، وهو الأمر الذي على العدو التنبه له، ككلفة لن يكون بمقدوره تحملها بمواصلة تأزيم الوضع المعيشي ومحاولة ابتزاز معاناتهم ضمن محاولاته مفاقمة الأكلاف والأزمات التي تقول بها خطواته التصعيدية الجديدة ضد اليمنيين الذين يملكون خيارات واسعة للرد، ولا يزال في جعبتهم الكثير مقابل عدو استفرغ جعبة وسائله وأوراقه تماماً.
ورداً على تساؤل: أكان يريد العدو توسيع دائرة الخلافات بين الشركاء بوضع (قائمة مطلوبين) لم يرد فيها قيادات مؤتمرية، يعتقد أن الشركاء لطالما كانوا متعقلين ومتفاهمين، فلن تجدي محاولات العدوان ودسائسه أي نفع. ويضيف أن الاستهداف هو لكل يمني كان في القائمة أو خارجها.
ويعلق الحوثي على إدراجه في قائمة المطلوبين السعودية، بالقول: دماؤنا ليست أثمن ولا أشرف من الدماء التي سفكت دفاعاً عن الوطن.
كل ذلك وأكثر في الحوار الآتي:
صحيفة (لا): في اليوم التالي لإدراج اسمكم ضمن (قائمة المطلوبين) التي أعلنت عنها سلطة بني سعود وعرضت عليها المكافآت؛ ظهرتم في فعالية مئوية بلفور في باب اليمن تلقون كلمة أمام عشرات الآلاف من اليمنيين.. ما الشعور الذي كان يغمركم ساعتها؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: أولاً العدوان مطبق على الشعب اليمني كله، والقائمة التي أعلنها العدو هي للاستهلاك الإعلامي لا أكثر، واستخفاف واحتقار لعقول ووعي من يحكمهم.. فبعد 3 سنوات من العدوان والحرب، ويأتي ليعلن قائمة مطلوبين، فهذا قمة الغباء والسخف، وكأن من وردت أسماؤهم في القائمة هم غير موجودين أو متخفون أو غير معروفين ولا يراهم أحد!
صحيفة (لا): ما الآثار المترتبة على هذا العرض؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: لن تكون دماؤنا أطهر وأعز وأشرف وأثمن من الدماء التي سفكت في سبيل الدفاع عن الوطن. ووضعنا في قائمة أو بدون قائمة فهذا لا يقدم أو يؤخر شيئاً، ودائماً ما كنا مستحضرين الشهادة في سبيل الله تعالى.
صحيفة (لا): ما الدلالات التي يشير إليها هذا السلوك؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: يشير إلى فشل عسكري واستخباراتي ذريع، إلى التخبط والعجز الشديد لدى العدو.. وهو أيضاً دلالة على ارتباطهم المباشر بالأمريكيين، وهم يقلدون خطواتهم.
صحيفة (لا): برأيكم، لماذا لم تشمل القائمة أسماء مؤتمرية؟! أكان الغرض هو توسيع دائرة الخلافات بين الشريكين؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: انظر، كل فرد من أبناء الشعب اليمني هو مستهدف بلا استثناء، سواء كان في القائمة أو خارجها. والعدو لا يستطيع أن يقدم أو يؤخر في العلاقة بين الشركاء، ومهما كانت محاولاته ودسائسه لاستهداف الشراكة، فلن تجدي طالما كان الشركاء متعقلين ومتفاهمين في ما بينهم.
صحيفة (لا): بالطبع تابعتم المستجدات الأخيرة في السعودية، وتحديداً داخل العائلة المالكة.. كيف تقرؤونها؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: نقرأه في إطار من يريد التفرد بالسلطة ولا يريد منافسين له، وذرائع الفساد هي واهية، فابن سلمان نفسه ووالده من كبار الفاسدين.. وإذا كان الأمر متعلقاً بالفساد، فالمعني هو الشعب الذي عليه أن يثور على فسادهم وعبثهم. والمستفيد هنا هو ترامب، بالمبالغ التي يتسلمها منهم.
صحيفة (لا): إلى أين سينتهي الحال بالسعودية كبنية ونظام، لاسيما في ضوء تداعيات الحرب القائمة على اليمن، التي ألقت بظلالها على الداخل السعودي والخليج عموماً؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: الوضع في المملكة هش، ولا يوجد لديهم ما يستندون إليه غير النفط لتقوية بنيتهم، وطيلة هذه السنوات من الإنتاج الهائل للنفط لم تنجز شيئاً في بنيتها التحتية وفي اقتصادها، وما إلى ذلك من المسائل التي تقوم عليها البلدان القوية.
السعودية لا تستطيع البقاء من دون النفط، ونظامها هش لا يستطيع حتى الوقوف على قدميه دون هذه المادة…
صحيفة (لا): هل تشير هنا إلى أن النفط يجب أن يضعه بنو سعود في الحسبان خلال تصعيدهم ضد اليمنيين ومفاقمة معاناتهم، بأنه كلفة لن يستطيعوا تحملها في التصعيد اليمني المقابل؟! وأمام هذا التصعيد العدواني الأخير، ما الرد المتوقع؟ وهل يجعلنا ذلك أمام تصعيد يمني صاروخي وميداني جديد؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: لا يزال في جعبة اليمنيين الكثير والكثير من الخيارات والقدرات والمفاجآت، التي على العدو أن يأخذ بحسابها. ويستطيع اليمنيون من خلالها الدفاع عن أنفسهم ومواجهة العدو. هناك أشياء كثيرة جداً، ونتركها لوقتها وللميدان، ونعدهم بأن نكون بالاندفاع ذاته الذي كنا عليه منذ اليوم الأول للمعركة.
صحيفة (لا): وهل نستطيع القول إنه بسبب هذا الوضع الهش والتداعيات التي تعيشها السعودية، تذهب السعودية ونظامها إلى التفكك والانهيار؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: من الأساس هناك مخطط أمريكي صهيوني لتفكيك المملكة والمنطقة عموماً، وهذا الأمر جارٍ على قدم وساق في السعودية، وبالتالي عقل هؤلاء أو لا فهذا السعي جارٍ.
صحيفة (لا): تتردد أحاديث أن هناك أمراء سعوديين استجابوا لدعوتكم باللجوء لليمن باعتبار أنها آمن مكان يحفظ نجاتهم وسلامتهم يمكن أن يذهبوا إليه.. ما صحة ذلك؟!
الأستاذ محمد علي الحوثي: نحن سنقول أهلاً وسهلاً بهم، ولا نتحدث عن وقوع ذلك من عدمه. لكن نقول إن بلدنا هو آمن مكان لهم والأسهل لهم باعتبار قربه. وهناك بلاغات في كل الجبهات لدى الجيش واللجان بتسهيل الدخول لهم.
صحيفة (لا): وهل صحيح أن الطائرة المروحية التي كان يستقلها نائب حاكم (أبها) نجل الأمير مقرن، كانت متوجهة إلى اليمن قبل إسقاطها؟!
الأستاذ محمد علي الحوثي: نحن لا ندخل في هذه التفاصيل، والتحقيقات ستكشف كل شيء. لكن على النظام السعودي أن يكون شفافاً مع شعبه وجمهوره -كما كان في موضوع الفساد- ويكشف ما هي خلفيات وأسباب سقوط المروحية.
صحيفة (لا): عقب ضربة (بركان H2) على الرياض بغضون نصف ساعة تقريباً، بدأ الإعلام السعودي بالإعلان عن الإقالات والاعتقالات التي تابعناها.. ما أريد قوله، أن هذا التزامن بين الحدثين، قد يكون من المرجح كثيراً أن العدو حاول بإخراج ما يدور في بيته الداخلي للإعلام في ذلك التوقيت، التغطية على خبر الـ(بركان)، وبلا شك أن الانقلاب جارٍ من قبل الضربة؛ لكن هل يعقل أن يكون الأمر بالنسبة لجانبنا هو مجرد مصادفة؟! أي أننا لم نكن نعرف ما يدور في كواليس العدو، خاصة أن لدى القوة الصاروخية اليمنية قدرات استخباراتية دقيقة لا تقوم بالضربات إلا في توقيت مناسب على عدة مستويات؟!
الأستاذ محمد علي الحوثي: بالنسبة لما قام به محمد بن سلمان فهو قد سبق وتحدث به في الدوائر الضيقة، وعبر عنه بتمثيل أنه يريد تغيير السيارة التي يركبها. قد يكون هو حاول التغطية على خبر صاروخ (بركان)، لكن الضربة كانت أكبر من أن تتم تغطيتها. وهذه خطوة غبية بالتأكيد، وظهرت كأنها من تداعيات الصاروخ.
القوة الصاروخية لديها إمكانيات عالية بالتأكيد، لكن لا نريد أن نحمل الأمر أكثر مما يحتمل، ولم يكن هناك تنسيق للضربة مع ما يجري في الداخل السعودي.
صحيفة (لا): ماذا أراد العدو بتشديد الحصار وغلق كافة المنافذ وبهذا الابتزاز الرخيص؟! هل هناك ضغط للقبول بمبادرات الاستسلام التي سبق ورفضتها القيادة الوطنية؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: هو ضغط وإمعان في محاولة تركيع الشعب اليمني، يريد العدو استسلامنا وقبولنا بشروطه، لكنه يعرف مع ذلك أنه لن يحصل على شيء، والشعب اليمني لا يمكن أن يمكنهم منه مطلقاً، والعالم أجمع يعرف نهاية كل حرب واجهت اليمنيين.
صحيفة (لا): ماذا عن ضغوط لوقف الضربات الصاروخية اليمنية؟ وتابعتم كيف ظهرت إدانات للضربة على الرياض.
الأستاذ محمد علي الحوثي: الذي يدين اليوم الصاروخ هو المشارك في الاعتداء على اليمن. ولسنا نأبه بذلك، من يدين اليوم الصاروخ لم يدن المجازر اليومية بحق اليمنيين منذ 3 سنوات، ولم يتحدثوا عما يعانيه شعبنا من سجن جماعي وحصار ومعاناة، وبالتالي فهؤلاء ليسوا أكثر من باحثين عن المال السعودي.
صحيفة (لا): كيف تجدون الموقف الروسي إزاء ما يحصل في اليمن؟! يختلف موقفها مع اليمن بالمقارنة مع موقفها مع سوريا وإيران، وحضر سفيرهم في اجتماع أخير مع الفار هادي ضمن البعثات التي تم استدعاؤها للرياض، واعتبر أن الضربة الصاروخية على الرياض لم تكن مبررة!
الأستاذ محمد علي الحوثي: المعركة في اليمن هي معركة اليمنيين، ليست معركة روسيا أو إيران أو سوريا أو أي كان.. ونحن نعلم وفقاً لما يؤكد لنا سفراؤهم خلال التواصل بيننا، أنهم مع اليمنيين، ويريدون وقف العدوان على اليمن…
صحيفة (لا): لكن ما يظهر أن موقفهم متخاذل إزاء ما يحدث لليمن، وخطاب قناتهم الرسمية (روسيا اليوم RT) يبين ذلك!
الأستاذ محمد علي الحوثي: موقفهم في سوريا يختلف عن موقفهم في اليمن، لأنه يعتقد أنه ترك اليمن، هم وأمريكا متفقون على القضية في اليمن…
صحيفة (لا): تقصد أن هناك صفقة أو مساومة جرت بينهما بخصوص اليمن متعلقة بالشأن السوري؟!
الأستاذ محمد علي الحوثي: ربما.
صحيفة (لا): يرى محللون استراتيجيون أن اليمن دخلت طوراً جديداً من المعركة مع العدوان .. هل نحن كذلك؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: نحن بإذن الله مع موعد انتصار الشعب اليمني، الشعب الذي ضحى بدمائه سينتصر مهما حاول المتعجرفون التصعيد بمواجهته.
والاهتمام لدينا الآن هو بالتقدم في جبهات الحد الشمالي.
صحيفة (لا): وفقاً لمتابعتكم والمعطيات الواردة إليكم، ما التحرك الجديد الذي تتجه له الإدارة الأمريكية في المناطق الواقعة تحت الاحتلال، خاصة مع بدء تداول تسميات (داعش) من قبلهم والإعلان عن ضربات ضده من جهة، ومن جهة مقابلة في ضوء معادلة الردع البحري اليمني الذي دخل تطوراً تصاعدياً من ثماره الأخيرة (مندب 1)؟!
لأستاذ محمد علي الحوثي: أمريكا تعتبر نفسها سيدة العالم، وتريد السيطرة على البحرين الأحمر والعربي ومضيق المندب، وكل الجماعات والفصائل هناك هي موجودة برعايتها، ونذكر في 2015م أن البنتاجون سلح العصابات من القاعدة وداعش وغيرها هناك، أمريكا خلف كل ما يجري هناك، وهي تريد إنتاج مبررات لوجودها العسكري في المناطق المحتلة، وبناء القواعد تحت بند (مكافحة الإرهاب)، وبالتالي تحقق النفوذ والهيمنة على البحر.
صحيفة (لا): بالانتقال إلى الوضع الداخلي.. كيف تقيمون الأداء الحكومي في ضوء تقييم أداء الشراكة عموماً؟!
الأستاذ محمد علي الحوثي: هناك اختلالات كثيرة في أداء الحكومة، وعلى المجلس السياسي الأعلى أن يقوِّم أداءها، وجعله يصب لصالح المواطن.
الإشكالية قائمة في عدم وجود القرار الواحد، والرؤية الواحدة. ونحن نطالب رئيس الحكومة بأن يكون هناك برنامج واضح ونقاط واضحة لعمل الحكومة يتحركون من خلالها.
بالنسبة للمجلس السياسي، فقد ذكرت رسالة رئيس المجلس الأخيرة عن المعيقات لأعمال المجلس، وبأن هناك شللاً في أدائه. ولا زلنا اليوم ندعو إلى أن يترك ما يتعلق بمهام المجلس للمجلس.
صحيفة (لا): لكن هل نجح المجلس في تحقيق الأهداف التي تشكل من أجلها بما يخص تعزيز الصفوف ودعم الجبهات وتفعيل مؤسسات الدولة… ؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: طالما وهناك معيقات لأعمال ومهام المجلس، فبالتأكيد أنه لا يستطيع أن ينجح في ذلك.
صحيفة (لا): إلى أين ستفضي هذه الأوضاع؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: نحن نؤمل أن تفضي إلى حلول، وأن يترك للمجلس صلاحياته ومهامه.
صحيفة (لا): وفيما لو لم يحدث ذلك؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: سيكون لكل حادث حديث.
صحيفة (لا): البعض يتحدث عن أن الشراكة تعيش مأزقاً الآن من حيث إنها استخدمت من قبل طرف يحاول إعادة إنتاج وضعه القديم، وبأنها قامت بين مكونين مختلفي الهموم والرؤى والمصالح والتوجهات، الأمر الذي خلق تخوفات لدى الشارع والأوساط السياسية بأن تحدث أزمة جديدة أسوأ مما هو حاصل الآن مارأيكم ؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: هناك لجان مشكلة لحلحلة الإشكاليات والاختلالات، وبإذن الله أنها ستفضي إلى حلول.
صحيفة (لا): يزعم البعض أن لكم دوراً في عرقلة أداء المجلس السياسي.. ما تعليقكم؟!
الأستاذ محمد علي الحوثي: أعتقد أن رسالة المجلس السياسي رداً على المؤتمر، أوضحت من هو المعيق والمعرقل. ونحن ليس لنا أي دور في ذلك.
صحيفة (لا): باعتبار أن اللجنة الثورية لا تزال قائمة، ما الدور الذي تزاوله الآن؟ وهل من دور قادم تنتظره اللجنة الثورية مستقبلاً؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: نحن نعمل من أجل المواطنين ورفد الجبهات، وسنواصل عملنا ونشاطنا في مواجهة العدوان. وأيضاً كما وعدنا بأننا سنقوِّم الاختلالات إن لزم الأمر. سنكون مساندين ومصلحين. لا زلنا في طور المساندة، ونعمل بكل جهدنا مع الحكماء والعقلاء لتصحيح المسارات والاختلالات، والوصول إلى حلول للإشكاليات التي تواجهها الشراكة.
صحيفة (لا): إلى أين وصل لقاء حكماء وعقلاء اليمن؟!
الأستاذ محمد علي الحوثي: إلى الإعلان عن لجان ستشكل، ويتم الآن إعداد رؤى وآليات عملها، وبحيث تتحول إلى عمل ميداني.
صحيفة (لا): هل سيكون حكماء وعقلاء اليمن هو المرجعية الأولى للبلد؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: الحكماء والعقلاء، موجود حتى في العديد من البلدان المتقدمة، وهي تعمل على تصحيح الاختلالات وتقويم المسارات والرؤى.
صحيفة (لا): أدارت اللجنة الثورية العليا البلد لنحو عامين.. ما السلبيات التي ظهرت في عمل اللجنة والإيجابيات؟!
الأستاذ محمد علي الحوثي: أعتقد أن من يقيِّم نفسه لن يكون صادقاً في ذلك، والتقييم هو للشارع، وبإمكانكم عمل استطلاعات الشارع، وهو أفضل من يقيم.
ما كنا نجده من سلبيات نقف أمامها بصدق وبدون تكلف أو خجل، ونعمل لحلها، وكنا نسهر حتى بعد منتصف الليل للخروج بحلول ولمتابعة الأعمال.
ونحن أدرنا البلد في وضع مختلف عن الآن، كانت الوزارات شبه فارغة، ولا يوجد من يدير هذه المؤسسات والوزارات، وعملنا بكامل جهدنا وطاقاتنا للحفاظ على المؤسسات وإعادتها للحياة.
هذا وضع استثنائي تحت القصف الذي عملت في ظله اللجنة، وهو يبقى استثنائياً حتى الآن بالنسبة لعمل المجلس السياسي أو الحكومة وغيرها.
صحيفة (لا): وما هي العوامل التي ساعدتكم في أداء مهامكم؟!
الأستاذ محمد علي الحوثي: أهم العوامل مثل وحدة الهم والتوجهات العمومية في ما يخص الوطن ومواجهة العدوان، أيضاً تواجد الكادر في جميع الجهات الرسمية، وإعطاؤه الثقة في العمل. أيضاً وعي الشعب اليمني بالمرحلة ومخططات العدو التي تستهدفه.
صحيفة (لا):جاءت الشراكة وأعادت مجلس النواب للانعقاد مجدداً، فما الإنجاز الذي حققه المجلس من حينها؟!
الأستاذ محمد علي الحوثي: أداء مجلس النواب يجب أن يكون مواكباً، يتحرك لكسر الحصار ورفع العدوان. يجب عليه التحرك خارجياً بمبعوثين ووفود بين الدول التي تدعي الحرية والديمقراطية والدفاع عن الحقوق الإنسانية لوقف العدوان، وهذه من أهم مهامه، أن يوصل قضية الشعب اليمني للعالم، وليس عليهم أن يغرقوا في المسائل الصغيرة في الداخل.
صحيفة (لا): في ظل أزمة المشتقات القائمة، أين يكمن الخلل والقصور؟ علماً أن قرار التعويم لا تزال الحكومة تعمل به! هل الخلل في هذه الآلية، إذ يرى خبراء اقتصاديون أن التعويم مكن (غيلان الاستيراد) من التحكم بالأسعار وفقاً لمصالحهم؟!
الأستاذ محمد علي الحوثي: قرار التعويم كان قراراً مؤقتاً، وكتب ذلك في نص إعلانه. كان ذلك لحل أزمة خلقها العدوان بمنع الدولة من الاستيراد للمشتقات، وكان الحل هو جعل الاستيراد من قبل التجار.
ومنذ صعود الحكومة قلنا لهم الغوا القرار إذا ارتأيتم أنه لا جدوى منه.. وإذا كانت الإشكالية تكمن في قرار التعويم، فلماذا لا يزال باقياً! هناك حكومة بيدها القرار، فلماذا لا تتخذ اللازم.
التعويم نحن أدرنا به أزمة المشتقات آنذاك، ونجحنا، وكان هناك آلية ونقاط واضحة لعمل التعويم، ولم ترفع السلطة يدها، بل كانت حاضرة لتصويب الأمور.. لكن اليوم، لا يُعمل بهذه الآلية التي أفترض أنها تضبط التعويم.
صحيفة (لا): وقع البلد في مفارم الاتفاقيات الدولية والسياسات التي فرضتها الجهات الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد ومنظمة التجارة العالمية، ومنها كان (عدم زراعة القمح).. وسؤالي هو كيف تعاملتم معها كلجنة ثورية انبثقت عن الثورة والتحرر الوطني؟! وهل يمكن للبلد أن يستقل ببقائه في فلكها؟!
الأستاذ محمد علي الحوثي: يجب أن تعلق الآن كل الاتفاقيات والتفاهمات التي تضر بمصلحة الوطن، ونحن اتخذنا قراراً بتشكيل (مؤسسة إنتاج وتنمية الحبوب) لنأكل مما نزرع، وأنا أدعو الحكومة لدعم المؤسسة وعدم عرقلة عملها، وليفرضوا عليها ما شاؤوا من رقابة، لكن دون إعاقة عملها في إنتاج القمح.
وفعلياً، الآن لا توجد أية اتفاقيات مع اليمن، فالعالم هو من يقاطع البلد، وهو من تنصل من الاتفاقيات.
نحن كثورة سنقف مع ما يخدم مصلحة شعبنا اليمني واستقلاله وحريته وسيادته، وعلى مجلس النواب والحكومة فتح هذه الملفات، واتخاذ ما يحقق مصلحة البلد، وقبل أيام كان المجلس السياسي الأعلى أصدر قراراً بتجميد التعامل مؤقتاً مع الاتفاقيات العربية والسعودية. ونحن نطالبهم بأن يشمل القرار كل دول العدوان.
صحيفة (لا): بقيام العدوان السعودي الأمريكي على الوطن، تأجل ملف الفساد من أجل أولويات فرضتها المواجهة، بمقدمتها توحيد الجبهة الداخلية ورص الصفوف، بينما يظهر الآن أن الفساد يريد أن يجعل الشراكة غطاءً يمكنه من العودة للمشهد بشراسة، وصار ذلك بمثابة الأزمة التي تواجه ثورة الـ21 من أيلول؟!
الأستاذ محمد علي الحوثي: على الأجهزة الرقابية والقانونية أن تكون حاضرة ضد أي فساد وأي اختلالات، وأن يكون هناك تقييم، وعلى المجلس السياسي ألا يغفل عن الإجراءات المطلوبة للإصلاح.
صحيفة (لا): لكن أليست هذه الجهات الرقابية والقانونية جزءاً من هذه المشكلة؟ فكيف يؤمل أن يكون التغيير عبرها؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: بالتأكيد، لا يمكن للتغيير أن يكون في يوم وليلة، ويفترض أن يوجد برنامج دقيق وقائم على بحوث وقواعد لمكافحة هذا الوضع، تعمل في ضوئها الحكومة والمجلس السياسي.
صحيفة (لا): إذا ما استمر هذا الحال من التأزم والفشل الحكومي وأزمة الشراكة، هل سنكون أمام ثورة جديدة تكمل خطوات الثورة السابقة لها؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: نحن ننتظر من المجلس السياسي الأعلى أن يقوِّم الاختلالات كما دعوناه، وإلا فلكل حادث حديث.
صحيفة (لا): كيف تجد المساجلات السياسية في مسألة مواجهة الفساد؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: نحن نتمنى أن يبتعد الجميع عن هذه المساجلات، والعمل على مواجهة ومحاربة الفساد بعيداً عن أي اعتبارات أخرى غير محاربة الفساد وتصحيح الاختلالات..فالفساد بنية ويجب محاربته كبنية.
صحيفة (لا): ما قصة الطائرة (تايفون) التي أسقطتها الدفاعات الجوية اليمنية؟ يتردد أن الطيار وقع في قبضة الجيش واللجان الشعبية، فيما لم تعلن القيادة ذلك رغبة بأن يعلن العدو أولاً ذلك، وبأنه من المرجح أن يكون الطيار ليس عربياً وفقاً لمراقبين قرأوا ذلك من التكتيم الحاصل على الأمر؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: هذه المسائل لا تزال قيد التحفظ من قبل قوات الجيش واللجان، ولم تقم بالإفصاح عنها، وهي أرادت أن تعرف إمكانية اختراق العدو للداخل، من حيث معرفته بالضربة وأين ومتى وكيف ونوعها وما إلى ذلك.. والآن الكرة هي في ملعب العدو للمبادرة والتحدث بهذا الشأن.
صحيفة (لا): كيف ترون المكافأة التي عرضها العدوان.. أكان مبلغ 20 مليون دولار رقماً بخساً بحقكم؟
الأستاذ محمد علي الحوثي: (ضاحكاً): لا تعليق.