عين الحقيقة تُعيد نشرالمقابلة الصحفية التي أجرتها وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” مع رئيس اللجنة الثورية العليا “الجزء الأول”
عين الحقيقة/ المصدر/سبوتنيك
دخلت الحرب في اليمن عامها الرابع، خلال تلك المدة الطويلة بالنسبة للحروب كان هناك الكثير من الأحداث الجثام، لم تتضح بعد أسبابها وأهدافها، قد يرجع ذلك إلى أن صوت الرصاص مازال الأعلى، ومازالت الأيادي الممدودة بالسلام قصيرة.
في محاولة لكشف النقاب عن الكثير من القضايا وما يدور في كواليس العاصمة اليمنية صنعاء، أجرت “سبوتنيك”، مقابلة مع أحد أهم الشخصيات التي عاشت اللحظات الأولى للحرب، واضطلعت بالمهام الأمنية والعسكرية والشأن الداخلي اليمني وكانت صاحبة القرار الأخير في كل شىء، حتى ظهور المجلس السياسي الحاكم وحكومة الإنقاذ الحالية، فكان الحوار مع رئيس اللجنة الثورية لجماعة أنصار الله محمد علي الحوثي.
سبوتنيك : قامت اللجنة الثورية بالدور الرئيسي في تسيير أمور البلاد قبل المجلس الرئاسي وحكومة الإنقاذ… ما هو الدور السياسي والعسكري للجنة الآن؟
رئيس اللجنة الثورية العليا : اللجنة الثورية كانت الحامل السياسي الذي حمى الجمهورية اليمنية من الانهيار وفق ما كان مخططا له قبل بدء العدوان، وحافظت على تماسك مؤسسات الدولة، وسلمت السلطة والمؤسسات للمجلس السياسي الأعلى الذي أتى كنتيجة لاتفاق سياسي وطني، وشرعية برلمانية ودستورية وشعبية، وعادت اللجنة لممارسة دورها الشعبي والجماهيري وفق مقتضيات الوضع القائم مع استمرار العدوان السعودي الأمريكي على اليمن لتمارس دورا من خلال قوامها الشعبي كونها ممثلة من القاعدة الشعبية التي أنجزت ثورة 21 من سبتمبر، كما أن الجهد والدعم الشعبي هو السند الرئيسي للجهد العسكري النظامي القائم الآن في مواجهة العدوان بالشراكة مع اللجان الشعبية.
سبوتنيك : هل يمكننا أن نقول إن اللجنة الثورية هى الذراع العسكري والاستخباراتي لأنصار الله؟
رئيس اللجنة الثورية العليا : هذا توصيف غير صحيح فالأجهزة العسكرية والأمنية قائمة بذاتها ومارست عملها في ظل اللجنة الثورية وهي تمارس الآن عملها تحت قيادة المجلس السياسي الأعلى، وقد شكل عناصر اللجان الثورية من أبناء المؤسسات حينها حارسا أمينا على كل مؤسسات الدولة التي واجهت الفراغ السياسي ومؤامرة التفكيك والتخريب والاستهداف المباشر للعدوان كما يعرف العالم أجمع، وعمل الثوار والشرفاء من المسؤولين في جميع الجهات على إقامة مؤسسات الدولة وتحريرها من التبعية الجهوية أو الحزبية وتعزيز حضور مؤسسات الدولة كأحد أهداف ثورة 21 سبتمبر.
سبوتنيك : ما هو الهيكل التنظيمي للجنة الثورية… وكيف يتم اختيار أعضائها وعناصرها وهل هناك جزء خفي وغير معلن في هذا الهيكل…. وموقعها داخل حركة أنصار الله؟
رئيس اللجنة الثورية العليا : اللجنة الثورية وقوامها وأعضائها وآليات عملها في السابق معروفة للجميع بمهامها المعلنة… والثورة هي كل عضو داخل النسيج اليمني المتكامل والمتجانس يرفض الفساد وكل عضو يحمل القيم والحرية ورفض الاستبداد والوصاية والغزو والاحتلال ويقاوم العدوان والحصار والتبعية العمياء.
سبوتنيك : ما هى الحالات التي يمكن أن تسلم فيها اللجنة أسلحتها ويعود عناصرها إلى صفوف المواطنين؟
رئيس اللجنة الثورية العليا : اللجنة الثورية العليا ليست كيانا عسكريا وما يريد العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه ضد اليمن أن يثير الشائعات إلا لكي تحشر الثورة اليمنية في زاوية معينة في الوعي الخارجي، خاصة محاولا القفز على الجماهير الثورية الشعبوية والنخبوية الممثلة لكل أبناء الشعب اليمني. وقد أسهمت هذه الجماهير والنخب حيث عملت ولازالت تعمل على مساندة الدولة وبقائها صامدة في وجه العدوان والتحديات التي فرضت على الشعب اليمني.
والشعب اليمني ـ الذي تشكلت منه اللجنة الثورية وعناصرها ـ هم مواطنون يمنيون ومواطنات يمنيات في كل المواقع الرسمية والشعبية والجماهيرية، ولم يحدث انفصال بينهم وبين المواطنين كي يطالب بعودتهم إلى صفوف المواطنين، فاللجان الثورية التي تشكلت في مؤسسات الدولة لحمايتها بعد استقالة حكومة اتفاق السلم والشراكة الذي أقره مجلس الأمن وانقلبت عليه دول العدوان من خلال إلزام الفار عبدربه منصور هادي بالزام بحاح وحكومته بالاستقالة كما أوضح ذلك السفير السعودي في تصريحاته المتلفزة الأخيرة، وفرار بحاح ووزرائه إلى خارج البلاد بعد رفضهم العودة عن الاستقالة أو إدارة البلاد كتصريف الأعمال كما هو معمول به في القانون اليمني يؤكد أن الاستقالة كانت بداية العدوان الذي أراد أن تكون أول خطوة له الفراغ السياسي، لذلك وقف كل المخلصين من أبناء المؤسسات ضد الانهيار الكامل لها، وكانت اللجان في كل مؤسسة من أبناء المؤسسات ذاتها، وقد أنهى نشوء المجلس السياسي الأعلى وجود تلك اللجان، وعاد أفرادها لممارسة أعمالهم الطبيعية والمعتادة في مؤسساتهم بعد تسلم الحامل السياسي الجديد ممثلا بالمجلس السياسي الأعلى لزمام قيادة الدولة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، ولعل العودة إلى اجتماعات القائمين بالأعمال المتلفزة والمعلنة التي شكلتها اللجنة الثورية من كوادر وعناصر الصف الأول والثاني من كوادر كل مؤسسة يؤكد ما قلناه هنا عن اللجان الثورية.
سبوتنيك : تصريحات السيد محمد على الحوثي يكون لها رد فعل كبير داخل وخارج اليمن، رغم إعلان المجلس السياسي في وقت سابق أنه صاحب القرار الوحيد في البلاد… وهل هذا راجع لقربكم من السيد عبد الملك الحوثي؟
رئيس اللجنة الثورية العليا : كل ما أصرح به هو حشد الطاقات لمواجهة وتعزيز الصمود اليمني في مواجهة الغطرسة العدوانية الأمريكية السعودية وحلفائهم الإرهابية أو هي تصريحات متعلقة بالسلام والدعوة لتحقيق السلام، وإنهاء العدوان على اليمن، وهي جهد طبيعي لا يتناقض أو يتصادم مع القانون اليمني والنهج الديمقراطي الذي يكفله الدستور والقانون النافذ لكل مواطن، أو كما أسلفت كدور شعبي وثوري نخبوي يعزز من الصمود للجماهير الشعبية الحرة الأبية ويدعمها ويؤكد على واحدية الرؤية والقرار اليمني والموقف الجماهيري والشعبي والثوري. ولا علاقة لذلك لقربي أو بعدي من السيد عبدالملك الحوثي بل نعمل على استلهام تحركنا وتصريحاتنا وفق خطاباته وتوجيهات القائد الأعلى للثورة.
وبالنسبة لرد الفعل من قبل العدوان فنحمد الله الذي يوفقنا على إيصال رسائل الشعب اليمني بالشكل الذي تحدثت عنه، ونحن نعتبر أي تفاعل هو نتيجة طبيعية لمصداقية التصريحات وواقعيتها وصبها في السياق ذاته الذي تصب فيه كل الجهود اليمنية الخيرة. مع أن العدوان يحاول التقليل من المختلف معه بل وعمل ويعمل من خلال شائعاته على إظهار أن هناك انقسامات وتباينات نتيجة لمعلومات مغلوطة سربت له وبعدم فهمه لليمن واليمنيين يتعامل معها كواقع.
سبوتنيك : أربع سنوات من الحرب في اليمن… تقييمكم للقدرات العسكرية للجيش واللجان الشعبية منذ البداية حتى الآن، وهل استطعتم وضع أساس للحكم العادل في صنعاء بما يمكنكم من تكوين قاعدة شعبية يصعب اختراقها من جانب التحالف، أم أن الأمر يحتاج لمزيد من الوقت؟
رئيس اللجنة الثورية العليا : المدة التي تحدثت عنها كانت كفيلة بإظهار المناطق تحت سيطرة الجيش واللجان رغم قلة الإمكانات بمناطق مستقرة وآمنة وتعمل على إدارة الوضع بنظرية الاقتصاد الحربي (فن الممكن)… والشعب اليمني الكريم العزيز يقدر لكل العاملين في كل الجبهات العسكرية والأمنية والمدنية ذلك فهو شعب حر يرفض الظلم والامتهان والارتهان والتعالي والغرور، وهو بطبيعته شعب يحمل في ثقافته ووعيه الحس الثوري، وبهذه الميزة يحصن المجتمع نفسه أمام كل غزو أو احتلال، أو إشاعات أو إرجاف أو مؤامرات تلفت انتباهه عن مواجهة العدوان الإرهابي الذي يرهب بقصفه وقتله جميع أبناء الشعب اليمني فالكل متوقع بأن يقصف في أي وقت وفي أي مكان، وبنك أهداف العدوان أثبت ما قلناه خلال هذه السنوات، والشعب أيضا دائما ما يلتف ويتحرك مع من يرفض الاستعمار على مدى التاريخ، وأيضا من يقف مع الغازي ينبذه ويستهجنه ويبقى عميلا ومرتزقا بنظر الغالبية الشعبية.
ومن منطلقات أعراف المجتمع وثقافته ينطلق دائما في مواجهة المشاريع الاستعمارية ويناضل في سبيل التحرر من الاستعمار، كون بقاء المستعمر يشعر أبناء الشعب بأن إذعانهم يفقدهم صفات الحرية والإباء والعزة والرجولة، مع ما يصاحب الغزو والاحتلال في العادة من امتهان وانحلال ودوس على القيم والكرامة ومصادرة الحقوق من قبل الغزاة والمحتلين، ولن تعود الصفات الكريمة أو القيم القبلية إلا بالتحرر.
وبإمكانكم قراءة التاريخ فالفارق كبير بين وسائل التواصل التي من خلالها يتم استنهاض الشعوب اليوم وبين الماضي، والشعب الذي لم يخضع في السابق لمحتل لن يخضع في الحاضر الذي أصبح أكثر فهما ووعيا وتقدما ولديه وسائل التواصل السريعة ويعي تماما مؤامرات المحتلين ويفهم أساليبهم، كما أن من المهم أن نذكر هنا بأن الشعب اليمني شعب ذو حضارة عريقة، والشعوب التي تملك حضارة لا يمكن التأثير الدائم فيها من قبل الغازي والمحتل، وكل قوته وبطشه تصبح عرضا يسهل أن يزول، بل ويعزز من قيم الحضارة اليمنية الأصيلة.
وبالنسبة للقوة فلا يوجد قلق، فالشعب الذي تمكن من المواجهة لسنوات يستطيع المواصلة، والمعادلة العسكرية تقول إن امتصاص الضربة الأولى هو نصف المعركة، باعتبار المفاجأة تعمل على ضرب المعنويات وضرب المواقع والأهداف الاستراتيجية إن وجدت، وأنا تحدثت مطلع العدوان في مقابلة سابقة مع صحيفة “المصري اليوم” ردا على سؤال مشابه قلت (بأن قواتنا لم تتأثر حينها) وأقول لك اليوم إن قوات الجمهورية اليمنية ازدادت خبرات وازدادت قوة في كل المجالات، والشعب كسر الكثير من القواعد التي كانت تدرس كمسلمات، ولعل الصمود في مواجهة قوات الإمبريالية العالمية وأسلحتها الاستراتيجية نموذج واقعي وعملي أصابها بالملل والاستنزاف والفشل والانهيار لقواتها النظامية فعمدت لتجنيد مليشيات إرهابية كما فعلت في أفغانستان، وها هي تستجلب القوى الإرهابية التي طردتها سورية وروسيا من سورية إلى الساحل الغربي لليمن، وقد ظهرت قيادات للقوات التي حشدتها الإمارات العربية المتحدة والسعودية بدعم أمريكي من عناصر تنظيم “داعش” والقاعدة على رأس ما يسمى المليشيات التي تقاتل جنبا إلى جنب مع المليشيات الأخرى المحظورة أمميا والمصنفة بالإرهابية “الجنجويد” تحت مظلة هذا التحالف الأمريكي السعودي وحلفائه بل حتى على قائمة القيادات العسكرية والحكومية للمرتزقة قيادات مطلوبة للخزانة الأمريكية ومعروفة بالاسم وأثارها الإعلام بين فترة وأخرى، وهناك بعض القنوات كـ “BBC” — القناة البريطانية — وثقت حضور أولئك من الميدان، وهذا هو التهديد الحقيقي للأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم، فهذه المليشيات يتم دعمها بالمال والسلاح والتدريب والحماية.
سبوتنيك : الحقيقة فيما حدث بينكم وبين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح… ماذا جرى وكيف اكتشفتم خيانة صالح… ولماذا سمحتم لطارق عبد الله صالح بمغادرة صنعاء ليقوم بمحاربتكم اليوم من الجنوب… وهل ما زالت هناك ثقة بينكم وبين المؤتمر؟
رئيس اللجنة الثورية العليا : استهداف الداخل اليمني، والمؤتمر كمكون وطني أصيل وقيادته الحقيقية — وليس ما يسمى بقيادات البرشوتات — الوطنية المخلصة والسباقة في الدفاع عن الوطن وحريته واستقلاله وكرامته كانت تعلم بالمعطيات والانحراف الذي لحظه هؤلاء والشعب من وقت مبكر، وقد عملنا على التواصل معهم لتجنيب البلد المزيد من الدماء، وتم عقد اللقاءات العامة منذ لقاء العاشر من رمضان وما بعده حتى الأحداث، كنا نعمل بجد في توضيح الصورة، وطلب من الشخصيات الفاعلة التواصل والنصح وحمل وجهات النظر لمناقشتها بدون تعصب ولكن مع الأسف كان يلقى الكثير من هذه الشخصيات إما الإعراض أو الاستهتار به أو محاولة تغييبه.
ولا يوجد فيما يخص علي عبد الله صالح ولم يجر بيننا وبينه شيء غير واضح أو خلاف أكثر مما ظهر للعلن حينها وفي وقتها وعلى لسانه، وهو حينها شخصية اعتبارية مسئولة عن كل رسالة أو موقف اتخذه، انحيازه إلى العدوان وتحالفه الباغي على اليمن كان نتيجة للتواصل مع قوى العدوان وقد أفصحت عن ذلك قيادة العدوان في تصريحاتهم، وكذلك تصريحات علي محسن وغيره ممن هم مرتبطون بالعدوان، وكان دعم العدوان له واضح بالمال والإعلام والطيران وغيره، وقد افتعل الكثير من المشكلات والأزمات، وأعاق سير كثير من قرارات الدولة والمجلس السياسي الأعلى لحسابات شخصية وعائلية بحتة وتحت تأثير مجموعة من المقربين إليه، ولعل الرسائل التي نشرت في ذلك الوقت تحت توقيع رئيس المجلس السياسي الشهيد الصماد ردا على رسالة الزوكا فيها الكثير من التفاصيل بهذا الشأن.
وكنا نتمنى أن لا تقع المعركة وتجنبناها، وتم دعوة شيوخ اليمن لتشكيل لجان وساطة لإيقاف العمل العسكري وطالبه قائد الثورة في خطاب متلفز وترجاه أن لا يدخل في مواجهة الأجهزة الأمنية، وحينها رفض فاضطرت إلى حسم الموقف حينها وإيقاف الاعتداءات وفك الطرق التي عمدوا إلى قطعها وتم حسم الموقف وأعلنت الداخلية ذلك وانتهت الفتنة، وعادت الحياة إلى طبيعتها وفشل العدوان في تحريك آخر ورقة حاول استخدامها في حساباته ورهانه على الجماهير وعلى قواعد المؤتمر أن تستجيب له ولكن خسر كل رهاناته وامتعض لفشل هذه المؤامرة بفضل الله.
وفيما يخص الآخرين ممن ذهبوا الى المناطق التي تحت الاحتلال فهي نتيجة طبيعية تؤكد ارتباط وانكشاف الأجندة والحسابات التي كان يعمل تحتها صالح وبعض المقربين له تبعا للعدوان الأمريكي السعودي وحلفائه.
سبوتنيك : السيد محمد علي الحوثي… إيران متهمة بإمداد كم بالصواريخ الباليستية من جانب التحالف… ما هو دور طهران في حرب اليمن… وهل تحولتم إلى ساحة تصفية حسابات للقوى الإقليمية؟
رئيس اللجنة الثورية العليا : لو كانت أمريكا تمتلك الأدلة الكافية لما تدعيه لما احتاجت “هيلي” تمثيل دور فنانات هوليود وهي تستعرض بقايا صاروخ زعمت أنه من الصواريخ التي اعترضها الباتريوت الأمريكي، ولكن الباتريوت يبدو أنه كان حريصا جدا عند تدميره للصاروخ.
إبقاء الدليل لهيلي فدمر الصاروخ إلا الجزء الذي يحمل فيه اسم المنشأ، وبعد استعراضها السخيف خرجت الصين لتقول لا توجد أدلة قوية لاتهام إيران بالصواريخ، لذلك تعمد قوى تحالف العدوان من إشاعة أن الصواريخ إيرانية شماعة فقط تعلق عليها أسباب عدوانها وذرائع استمراره، وواشنطن لا تقصر في أعمال الدعاية والضخ الإعلامي الذي يجعل من إيران ذريعة من ذرائع العدوان على اليمن، إن إشاعة مثل هذه الدعاية هدفه التغطية على قيادة أمريكا واشتراكها الفعلي في العدوان الإجرامي الذي يرتكب المجازر اليومية والحصار على اليمن ولكن هذه الحقيقة لا يمكن إخفائها على شعب يرفع شعار “الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام”، وقد تبنى حملات أمريكا تقتل الشعب اليمني، وقال كلمته ورفض الوصاية على قراره وثروته وحريته وكرامته في يوم الواحد والعشرين من سبتمبر المجيد.
ومن المهازل الذي يجب أن يتذكرها القارئ أن يتم نسج كل هذا الوهم عن تهريب الصواريخ الإيرانية إلى اليمن بإشاعات مختلفة، فمثلا عندما أرادوا إيقاف الطيران الذي كانوا يجبرونه على النزول في منطقة بيشة السعودية للتفتيش قالوا إن الصواريخ تدخل إلى اليمن من المطار، مع أن الطائرات كانت تقلع من مطارات دول تشارك في العدوان وتخضع أيضا للتفتيش ذهابا وايابا، ومع أن دول العدوان تحاصرنا برا وجوا وبحرا، وتتحكم أو تحاصر أمريكا والإمارات والسعودية وحلفائهم كل المنافذ البرية والبحرية، كما أن الإشاعات عن تهريب الصواريخ ترافقت مع غزو كل الموانئ اليمنية في سواحل البحر الأحمر أو العربي مثل بلحاف والمخاء وميدي والآن الحديدة مع أنها تفتش كل سفينة تدخل إلى ميناء الحديدة وفق آلية للأمم المتحدة وتبدأ العملية إما في جيبوتي أو جدة، وتتعرض السفن للمصادرة وحتى إلى الاعتراض في البحر وإعادة التفتيش مرات عديدة، وغيرها من الابتزازات بلغت إلى أخذ الإتاوات في حالات كثيرة و متعددة.
إن الملفت والفاضح لمن يزعم التهريب للسلاح أن هناك مواد أساسية لا يسمح لها بالدخول وهناك قائمة لسلع محظورة من دخول اليمن بلغت ٤٠٠ مائة صنفا وأعلنها العدوان ولا علاقة لها بالصواريخ بل إن إيصال بعض الأدوية إلى الشعب اليمني صار صعبا ومكلفا، فهل يعقل أن يتم تهريب صواريخ أو تحويلها إلى قطع (بازال) وإعادة تجميعها كما يروج الإعلام الأمريكي السخيف وتتجاوب معه مع الأسف الأمم المتحدة ومجلس الأمن بصمت مطبق عن هذا الحصار الإرهابي المجرم الذي يعمل على إبادة شعب
كما أن هذه التهمة تسوق من أجل فرار دول تحالف العدوان من ملاحقات القانون ومن سخط الأحرار في العالم الذين لو عرفوا الحقيقة لانتفضوا، وأيضا لمحاولة المغالطة على حقيقة صمود اليمن أمام الأنظمة وأمام شعوبهم من حقيقة أن الشعب اليمني العزيز والفقير والمحاصر تمكن وخلال سنوات العدوان والحصار، ورغم فقره من تصنيع الصواريخ والذخائر وتعزيز ثقافة الاعتماد على النفس فيما تنفق ترليونات الدولارات من ثروات شعوب الخليج في شراء وتكديس الأسلحة والعتاد الحربي الأمريكي والبريطاني والفرنسي وغيره، وتحرم هذه الشعوب المغلوبة على أمرها من استثمار أموالها وطاقات شبابها فيما يعود عليها وعلى مستقبل الأجيال بالخير والنماء والازدهار والتقدم أو في أقل الأحوال تجنبها الزيادات الضريبية وغلاء المعيشة ورفع أسعار المشتقات وغيرها.
وما أؤكده أن اليمن لن تتحول إلى ساحة تصفية حسابات لأي طرف، فاليمن قامت فيها ثورة تغيير حقيقية قضت على مراكز النفوذ والعمالة والإرتهان للغرب فشنت عليه هذه الحرب الظالمة، كما أن موقعها الاستراتيجي وثروته المتمثلة في أبنائها جعلاها مصدر قلق ورعب لدول الارتهان والعمالة والخيبات والأطماع التوسعية المبتذلة وغير القابلة للتحقق.
سبوتنيك : بن سلمان وبن زايد يعلنان التحالف عليكم، ما هو تقييمكم للعلاقات السعودية الإماراتية والوضع في الحديدة والمعارك الدائرة وما يتردد عن دخول قوات التحالف لمناطق قريبة من الميناء؟
رئيس اللجنة الثورية العليا : التحالف الذي عقد مؤخرا هو محاولة للتغطية على الخسائر التي مني بها التحالف من خلال الابتزاز من أمريكا وغيرها للنظامين لدعمهم أو مشاركتهم في العدوان علينا وهم بهذا التحالف يريدون توحيد صرف الفاتورة من فاتورتين إلى واحدة فالاقتصاديين السعوديين والإماراتيين يعانيان اليوم من اهتزازات عنيفة وصلت إلى حد القرض للسندات المالية، وإفلاس الشركات الكبيرة وغلاء ورفع الأسعار في هاتين الدولتين وأيضا لمحاولة التغطية على الفشل الإداري في التكتيك والتخطيط الذي ظهر للعيان في اليمن، وكان جليا التناقض بينهما كما حصل في سقطرى والجنوب والصراع في المناطق الجنوبية من اليمن، كما هي في سير العمليات الحربية في الساحل الغربي حين أعلنت الإمارات التعليق وأعلنت السعودية الاستياء لذلك، والذي كان مخططا لها أن تنتهي في ساعات فإذا بها تدخل إلى مستنقع كبير تخسر فيه الإمارات حتى آخر ما تبقى من سمعتها، كما خسرت عتادها وستخسر أموالها ثم تكون عليها حسرات وعلى تحالف العدوان ودوله، فكل تحالف بُني على باطل يظل باطلا وسرعان ما ينتهي ويصرعه الحق الذي لا ينتهي.
وحقيقة معركة الساحل والانتصارات الإعلامية لقوى تحالف العدوان فضحتها المعارك على الأرض وتطورات الميدان، وما أصبح العالم يراه من معجزات صمود ومقاومة يمنية لم يفت في عضدها أقوى أسلحة أمريكا وحلفائها وأموال أغنى دول العالم كافية لذي لب.
سبوتنيك : إلى متى ستستمر الحرب؟
رئيس اللجنة الثورية العليا : لايخيفنا استمرارها كما لا نحب استمرارها وبالتالي فاستمرارها مرهون بتحقق كسر أوهام من أشعلها وبإذن الله سيتحقق للشعب ذلك، فاليمن لم تطلق الطلقة الأولى في الحرب والعدوان، ولم تؤسس لتحالف ضد أحد، ولكنها تقاوم وستنتصر على أقوى وأغنى الدول، وحجم المؤامرة دفع الشعب لقرار الدخول في معركة النفس الطويل حتى ينتصر كما انتصرت الثورات في العالم ومنها الثورة البلشفية في روسيا.