عين الحقيقة تنشر نص كلمة الرئيس الصماد في حفل تخرج دفعة الصرخة
ألقى الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى القائد الأعلى للقوات المسلحة كلمة في حفل تخرج دفعة الصرخة بالمنطقة العسكرية الخامسة بمحافظة الحديدة فيما يل نصها:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
الأخوة الحاضرون جميعاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن كلنا فخر بهؤلاء الرجال وهذه الدفع التي تتخرج على مدار الأسبوع، فلا يكاد أسبوعاً يمر إلا ونرى دفعاً تتخرج إلى الميدان لتنظم إلى قوافل الرجال المرابطين في ساحات الوغى للدفاع عن كرامة وعزة أبناء هذا الشعب.
هذه الدفع من الخريجين- بإذن الله تعالى- سيكون لها دور كبير في تغيير موازين القوى، فهناك الآلاف من زملائكم أيضاً في بقية المناطق والمعسكرات سيتخرجون لينظموا إلى الجبهات معكم ومع زملائكم الذين كانوا قبلكم.
وكما تعلمون أيها الإخوة أنكم تتحركون في إطار أسمى وأعدل وأعظم وأنبل هدف وموقف وقضية، قضية هذا الشعب المظلوم الذي تجمّع عليه شذاذ الآفاق في هذا العالم ليركبوا على ظهور دبابات المحتل.
نرى بعضاً من أبناء الشعب ممن ساء بهم الحال ارتموا في أحضان العدوان وهم الآن على دبابات المحتل آتين؛ ليمهدوا الساحة لهؤلاء المحتلين؛ لينتهكوا أعراض الناس، ويركعوا هذا الشعب، وينهبوا ثرواته، وهذا شيء مؤسف، ولكن بكم وبإذن الله تعالى سيتعزز الوضع الميداني وستشهد الساحة والمعركة نقلة كبيرة بإذن الله تعالى.
يجب أن تفهموا أولاً أنكم تتحركون وأنتم مع الله سبحانه وتعالى، وإذا كنتم مع الله فغيركم لا شيء، وأنتم بالله سبحانه وتعالى كل شيء.
هناك فارق كبير في الإمكانات بيننا وبين ما يملك أعداؤنا، لكن هناك فارق كبير فيما نملك من قضية الإيمان، وعدالة القضية، ومظلومية هذا الشعب التي تجعل أسلحتهم تتهاوى وتتلاشى كما قال الله سبحانه وتعالى (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ).
من يظن أنه بتنصُّله عن المسؤولية، وبابتعاده عن مهمته في الدفاع عن هذا الشعب سيَسلَم فلن يَسلَم إطلاقاً.
لن يسلّم إلاّ من تحركوا للدفاع عن شعبهم، وعن كرامتهم، وعن عزتهم وقد أقسم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أن أمريكا وإسرائيل وعملاءهم من العرب سيأتون ليذلونا، وليحاولوا أن يبتزونا في أموالنا وفي أنفسنا كما قال الله سبحانه وتعالى (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا) فما هو الحل؟
الحل هو: أن تصبروا وتتقوا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)
أنتم في هذه الدورات ربما أنكم واجهتم الكثير من المعاناة، والكثير من الصعاب لم تكن تحصل لمن كانوا قبلكم في الفترات السابقة أثناء دورات التدريب، وهذا بسبب ظروف العدوان، وظروف الحصار، والظروف الأمنية، وظروف الاستهداف، لكن هذه هي مقدمات أعتبرها لمن يرابطون في هذه الدورات كنهر طالوت فمن لم يستطع أن يصبر على أن لا يشرب من النهر لم يكن أهلاً للمواجهة في ساحة الميدان (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ )، البعض كان يقول ربما طالوت هذا لم يجرّب المعارك وهو يعرف أن الماء أهم شيء يحتاج إليه الإنسان أثناء المعركة، فلو نشرب ونعبئ لنا من خمسة لتر فسنكون أرجل وأقوى من أولئك الذين لم يشربوا نهائياً.. لكن لم يتوفقوا بعد ذلك (فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ربما أن أولئك الذين اغترفوا غرفة أثرت على نفسياتهم فقالوا لا طاقة لنا اليوم، لكنهم جيدون، لكنهم متميزون استمعوا لأولئك الثابتين وواصلوا المشوار وواصلوا المعركة حتى انتصروا.
فمن يحاول أن يتنصل أو يتضايق أو يتعقد مما يحصل له من إشكالات، مما يحصل من تعقيدات، من معاناة، من نقص في كثير من الأشياء خلال هذه الدورات هذا لن يكون أهلاً للمواجهة في ساحة المعركة؛ لأنه ذاهب برأسه وبجمجمته ليبذلها في سبيل الله وفي سبيل هذا الوطن، فمن لم يتمحص، من لم يصبر على المكاره سيكون في الميدان أقرب إلى التلاشي وأقرب إلى الضعف.
نحن اليوم ونحن نشاهد هذه الدفعة في ظل هذه الظروف، وفي ظل هذا الاستهداف، وفي ظل هذا العدوان نلمس أن هناك رجالاً استثنائيين في مرحلة استثنائية، فأنتم فعلاً تستحقون أن نقول أنكم رجال استثنائيون.
والله لو صب هذا العذاب وهذا الحصار وهذا العدوان على شعب غير شعب اليمن لكان استسلم في الأسابيع الأولى، ولو واجه غيركم من الجيوش ما واجهه الجيش اليمني من أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية لما استطاعوا أن يصمدوا في وجه هذه القوة العالمية، لكنكم بالله سبحانه وتعالى كنتم الأقوى، وكنتم الأعظم، وكنتم الأبرز في الميدان فما عليكم إلا أن تستفيدوا مما تعلمتموه أو تلقيتموه خلال هذه الدورة من الدروس النظرية والعملية والثقافية فلا غنى لنا إلا بأن يكون هناك قوة إيمان فهي التي ستقهر سلاحهم وربما أنكم تشعرون كم يستاء الأعداء من هذه الدورات ومن هذه العقيدة القتالية التي يتبناها جيشنا ورجالنا المدافعين عن كرامة هذا الشعب، هم يستاؤون، فالطيران من الجو يبحث عن هذه المواقع، والمثبطون والمخربون والمرجفون في كل قرية يحاولون أن يثبطوا الناس أن لا يدخلوا إلى مثل هذه الدورات!! ماذا عليهم عندما يدخلوا ليقال لهم: ( إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،
منكم نتعلم الصبر والثبات والعزيمة، ومنكم نستمد الإباء، ونستمد المعنويات، فأنتم أهل المواقف وكلنا فخر بكم وبأمثالكم من الرجال المرابطين.
أملنا فيكم بعد الله كبير، أملنا وأمل شعبكم فيكم.
كما تعلمون أيها الإخوة نحن أمام عدوان همجي لا يراعي قيماً، وربما قد شاهدتم وسمعتم بالأمس عندما ارتكب مجزرة بشعة بحق عدد من العمال المساكين في سوق الليل بمحافظة صعدة راح ضحيتها ستون شهيداً وجريحاً.
هذه المجازر لا يمكن أن يوقفها إلا ضربات حيدرية منكم ومن أمثالكم تنكل بهذا العدو، فالشعب الذي عانى، وله أكثر من عام بدون رواتب، والذي صبر على المكاره، والذي يدفع بأبنائه إلى الجبهات، أمله فيكم وفي أمثالكم من الرجال المرابطين، هم ينتظرون على أيديكم الفرج وساعة النصر والحسم بإذن الله تعالى.
لا نريد أن نطيل عليكم، لكن كما أسلفت لكم، نكرر أن ما تلقيتموه في هذه الدورة من برامج عملية ونظرية وثقافية من المهم أن تستوعبوها وتعكسوها ميدانياً؛ لتجعلوها مواقفاً عملية بإذن الله تعالى.
كما نكرر لكم: أن المعاناة التي يعاني منها الإخوة في مراكز التدريب جراء العدوان والحصار هي مقدمات الثبات ومقدمات التمكين، هي مقدمات ومؤهلات للنصر، وأنتم ستخرجون إلى عدو لا مولى له كما قال الله سبحانه وتعالى (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ).
أنتم من سيملأ الله سبحانه وتعالى قلوبكم أمناً وإيماناً وطمأنينة وسيملأ قلب عدوكم رعباً وخوفاً وهلعاً، فما عليكم سوى أن تبرزوا إلى الميدان كما برز أصحاب طالوت (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) فعدونا أمره محسوم إذا وجد الرجال أمثالكم.
كل الشكر والتقدير للإخوة القائمين على هذه الدورات الذين بذلوا في سبيل ذلك الكثير من الجهد، وكذلك الإخوة في قيادة المنطقة الخامسة، وقيادة الدفاع الذين لم يتسنى لهم الحضور معنا بسبب وجودهم أيضاً في زيارات ميدانية لمعسكرات تخرج دفعات أمثال هذا المعسكر.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.