عين الحقيقة تنشر نص كلمة الرئيس الصماد في الحفل الجماهيري بمناسبة العيد الثالث لثورة الـ 21 من سبتمبر [21/سبتمبر/2017م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله ورضي الله عن صحابته الأخيار
شكراً شعب الحكمة
شكراً شعب الإيمان
شكراً أحفاد عمار ومالك والفاتحين
لقد أثبتم أنكم عند حسن ظن المصطفى محمد حين قال: (الله أكبر جاء نصر الله والفتح جاءكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية).
الأخوة المواطنون اليمنيون الأحرار في الداخل والخارج
أيها الشعب اليمني العظيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهنئكم بحلول أعياد الثورة اليمنية ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الثالثة لثورة الحادي اولعشرين من سبتمبر الباسلة تلك الثورة الشعبية الشريفة التي أسقطت نظام العمالة والتبعية والفساد وأطاحت برموز العمالة والتخلف والإرهاب وفتحت الباب لانعتاق القرار السياسي اليمني من مرحلة الوصاية والهيمنة الخارجية التي ظلت تكبل شعبناً بقيود الفقر والتخلف والقمع والوصاية على القرار السياسي.
كما نهنئ أبناء شعبنا وأمتنا بحلول ذكرى هجرة الرسول المصطفى التي تزامنت مع أعياد الثورة والتي تحل علينا وشعبنا يتعرض للعام الثالث لأبشع عدوان تقوده أمريكا وتنفذه السعودية والإمارات.
الأخوة والأخوات:
لقد كانت الظروف التي ولدت فيها ثورة الـ 21 من سبتمبر بالغة التعقيد فاقمت من التدخل الخارجي في القرار الوطني والانتهاك لسيادة اليمن حيث كان المارينز الأمريكي بالمئات في كثير من المعسكرات والمواقع ويتحكمون في الأجهزة الأمنية وهم من يديرون الوضع وعبر سفراء الدول الأجنبية فكانوا هم من يتحكمون في كل شؤون البلاد بما في ذلك فرض الجرع على أدواتهم في الداخل لفرضها على الشعب وقمع الحريات وفرض المشاريع التمزيقية لتفكيك البلاد وتقسيمها إلى أقاليم متناحرة بعد أن أجهزوا على تفكيك الجيش والأمن وتفكيك منظومة الدفاع الجوي واستهدافها عبر الاغتيالات وتعطيلها كل هذه الخطوات للتهيئة للإجهاز على البلد واحتلاله بعد أن يكون الشعب قد وصل إلى حالة من الملل والمعاناة والقمع تهيئة للقبول بأي تدخل لرفع معاناته كما فعلوا بشعوب أخرى.
إلا أن الشعب الذي تربى على الحرية والكرامة والاستقلال بادر بإسقاط تلك المشاريع بنفسه وبقرار داخلي يستند إلى العمق الشعبي والقبلي الذي لن تصله الأيادي الأمريكية فتؤثر على مساره، والذي استمر في ثورته وتحرك بكل عنفوان لإسقاط تلك المشاريع التي ظهرت للعلن فرفع شعاراته بإسقاط الجرعة وإسقاط الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني إلا أن ما كان يدور خلف الكواليس أخطر بكثير مما ظهر للعلن فاتضح جلياً أن الجرعة والحكومة وإعاقة تنفيذ أي حوارات أو تفاهمات لإخراج البلد من أزماته كانت مشروعاً خارجياً خالصاً تنفذه أدواتهم، فأصروا على أدواتهم في رفض مطالب الشعب المتواضعة حتى تصاعدت صيحة الشعب لتسقط تلك المشاريع الظاهرة في فجر الواحد والعشرين من سبتمبر عام 2014م ليجد الشعب نفسه أمام مواجهة مباشرة مع المشروع الأمريكي السعودي الأكبر والأخطر والذي كان وراء كل تلك المعاناة.
وهنا دخلت الثورة مرحلة جديدة في مواجهة الفساد والهيمنة الخارجية التي استماتت عليها أدواتهم فراوغوا في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الذي قبل به الثوار رغم أنه لم يلبِ حتى الحد الأدنى من مطالب الثورة إلا أنه كان خطوةً في سبيل العمل على الإصلاح والشراكة وباركه المجتمع الدولي والأمم المتحدة والجامعة العربية والدول الإقليمية فحصل خلال الخمسة الأشهر من تاريخ الثورة من المؤامرات الخطيرة ما كان يمكن أن يعصف بالثورة وزخمها لولا حكمة قيادة الثورة ووعي شعب الثورة، فكان هناك إصرار من قبل الخارج على عدم الاعتراف بأي مطالب للثورة فلا شراكة تأتت حيث استبعدوا القوى الوطنية تماماً من الحكومة وغيرها وتعمدوا الإساءة للثورة بالاستمرار في مسارات تتناقض مع أهداف الثورة، ولا سلم حصل حيث استمر الاستهداف للثورة وللشعب من خلال تمكين القاعدة وداعش من محافظات بأسرها في البيضاء وأبين ومأرب وجبل الراس بالحديدة والعدين بإب، واستهدفوا بالتفجيرات كل فئات الشعب مروراً بتفجير التحرير والشرطة ومساجد بدر والحشوش ورداع، سقط فيها الآلاف من الشهداء والجرحى، ولم يلتزموا باتفاق السلم والشراكة ولا تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، بل انقلبوا عليها تماماً وحاولوا تمرير مشروع الأقاليم وبكل إصرار.
كما تعمدوا الإساءة للثورة وللشعب باستبعاد كل الكوادر الوطنية الكفؤة وإعادة العملاء والخونة إلى المشهد ويتضح ذلك جلياً بأن نسبة 90% من حكومة بحاح وأغلب مستشاري هادي وكل من تم تعيينهم في مناصب حساسة كانوا في مقدمة صفوف العدوان وهم الآن في عواصم العدوان.
كل هذه الأحداث الرهيبة خلال الخمسة الأشهر من عمر الثورة تعمدوها لإلهاء الثوار والشعب حتى يتسنى للأمريكان والسعوديين وأدواتهم ترتيب أوراقهم للإجهاز على الثورة والقضاء عليها بعد أن كانوا قد استهدفوا حاضن الثورة وعملوا على تشويهها بكل ما لديهم من إمكانيات.
الأخوة والأخوات:
رغم كل هذه المؤامرات وبفضل وعي الشعب تم تجاوز تلك المرحلة بالتعامل بكل حكمة لإسقاط كل تلك الذرائع التي أرادوا أن يقضوا على الثورة من خلالها وخلال هذه الفترة القصيرة من عمر الثورة واصل الشعب صموده وحقق إنجازات لم تتحقق طيلة عقود في بسط الأمن والاستقرار ومواجهة القاعدة وداعش واستعادة أغلب المحافظات والمناطق التي مكنوا القاعدة وداعش منها في البيضاء والعدين وجبل الرأس ومأرب وأبين ولحج.
وفي الشهر السادس من عمر الثورة وبالتحديد في الـ 26 من مارس2015م دشن الأمريكان وأدواتهم في المنطقة المتمثلة بالسعودية والإمارات مرحلة الإجهاز على الشعب وثورته بشن عدوانهم وحصارهم الذي دخل عامه الثالث حتى يومنا، استهدف كل مقدرات الشعب وارتكب بحقه أبشع الجرائم وقتل عشرات الآلاف من أبناء الشعب واستخدم كل ما لديه من إمكانيات لتركيع الشعب وتجويعه من خلال الحصار واستهداف مقدراته على مرأى ومسمع من العالم الذي سقط ضميره إلا من رحم الله.
إن محاولات النظام السعودي القضاء على الثورة هو نفس التوجه العدواني السعودي ضد التحرر في اليمن فمن حاول إجهاض ثورة السادس والعشرين من سبتمبر هو من حاول إجهاض الثاني والعشرين من مايو وهو من يتصدر المشهد لإجهاض كل خطوة في سبيل تحقيق أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر من التحرر والاستقلال والوحدة، والقوة والاستقلال.
ومن يركبون على ظهور الدبابات السعودية والإماراتية ويعيشون في فنادق الرياض والإمارات هم من يدمرون الجمهورية اليوم تحت عنوان الحفاظ عليها.
وعليهم أن يفهموا أن هذه الثورة التي يتصدرها رجال القبائل وخيرة شباب البلد هي ثورة جاءت لتنتصر ولن تنثني ولن تنكسر. الشباب هم صناع المستقبل وهاهم في جبهات العمل والابتكار والتصنيع ، كما هم في المثابرة على كسر الحصار والمشاركة الفاعلة في الأنشطة الرياضية الدولية يحصدون المراكز المتقدمة وينافسون على البطولات الدولية ويثبتون الفوز بجدارة ، فمزيداً من شحذ الهمم للبناء والتنمية والتحرر.
أيها الشعب اليمني العظيم، يا شعب السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر والحادي والعشرين من سبتمبر:
بالتزامن مع احتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية نؤكد لشعبنا اليمني:
أننا في المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني نؤكد مضينا في الإصلاحات الإدارية والاقتصادية ومعالجة الاختلالات بما يضمن الوصول إلى تلبية الحد الأدنى في الوضع الراهن من مطالب واحتياجات الشعب وتقديم الحد المتاح من الخدمات والرواتب والعمل على جعل أولوية الاهتمامات لتعزيز الصمود في الجبهات والاستقرار الأمني ووضع المعالجات الاقتصادية لمختلف الاختلالات .
كما نشيد بالدور العظيم لأبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية في مواجهة أكبر عدوان شهده العصر ونشد على أيديهم بمزيد من الصمود والثبات للوصول إلى النصر المؤزر فرهان شعبنا على رجاله الأمناء ونؤكد أن الجميع دولة وقبيلة يقفون إلى جانبكم وسنبذل كل ما بوسعنا للوفاء لكم ولتضحياتكم ، وهاهي القوافل تتوالى منذ ليلة امس في تسابق من كل محافظات الجمهورية في صورة غير مسبوقة لتشارك فقط في هذا الاحتفال بما تجود به دوما من قوافل العطاء بالغذاء والمال والفواكه وكل ما تستطيع تقديمه ، والتي سبقها قوافل الرجال والمال والعتاد لتصبح النموذج المعبر عن حقيقة الهوية اليمنية التي استهدفت منذ سعقود الا انها حافظت على اصالتها ولم تؤثر فيها المحن والصعاب والمؤامرات بل زادتها قوة .
كما أننا نؤكد لشعبنا العزيز على متانة الجبهة الداخلية وفشل كل رهانات الأعداء على تفكيكها وتمزيقها وكل هذا الصمود والتلاحم بفضل الله ووعي شعبنا وإدراك قيادة القوى الوطنية وحكمتهم حتى الوصول إلى تحقيق أهداف ثورتنا وصمود شعبنا.
كما نشيد بالتفاهمات الأخيرة والعمل على معالجة كل أسباب الخلافات والتأكيد على أهمية الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو الهدوء والسكينة والتفاهمات الداخلية بما في ذلك ترشيد الخطاب الإعلامي وتوجيهه نحو الأهداف النبيلة في نشر التسامح وتعزيز الصمود.. ورغم استثنائية الوضع ومحاولات العدوان لزعزعة الجبهة الداخلية فإننا نؤكد على احترامنا للحريات والحقوق وندعو الجميع للعمل على صيانتها للجميع دون تمييز وبما لا يتجاوز إلى الإسهام في تعميق الفرقة والنزاع والخطاب الفتنوي الذي يثير الفرقة والعنصرية والمناطقية.
وفي هذا المقام وحرصاً منا على إخراس ألسنة المزايدين فإننا نشيد بالدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والأجهزة القضائية في محاسبة كل من ثبت تورطهم مع العدوان من أي فئه كانوا ونؤكد على صوابية جميع الإجراءات التي اتخذت في هذا السياق بحق العديد من الخلايا والعناصر الاستخباراتية التي تتحرك لخدمة العدوان ومن بينهم العديد ممن يتسترون بالعمل الإعلامي لتنفيذ بعض الأجندة التي تخدم العدوان سواء شعروا أو لم يشعروا أن عملهم يخدم العدوان أو شاركوا في أعمال استفزازية تثير النعرات والخلافات بين أبناء الشعب ونعتبر أن أي مواقف تخدم العدوان تعتبر جرائم تستحق العقاب بنص الدستور والقانون فإننا نوجه الإخوة في الأجهزة القضائية والأمنية باستكمال الإجراءات القانونية للعفو عن من تستروا بالعمل الصحفي والإعلامي وفي المقدمة وبشكل عاجل واستثنائي سرعة استكمال إجراءات العفو عن المدعو يحيى عبدالرقيب الجبيحي الذي صدر بحقه حكم قضائي مؤخراً بالأدلة والاعتراف تقديراً لوضعه الصحي، آملين أن تتحسن سيرتهم وسلوكهم وأن يعمل ذويهم على استقامة سلوكهم.
كما نوجه بالإفراج عن كل من تم التحفظ عليهم مؤخراً بعد التفاهمات بين القوى الوطنية إن وجدوا ومنحهم فرصة للتأكيد على استقامتهم لمرة واحدة. ونهيب بالجميع بالالتزام بكل ما من شأنه الحفاظ على الوحدة وتعزيز عوامل الصمود ولا يعني ذلك أن تغفل الأجهزة الأمنية عن متابعة الوضع عن كثب واتخاذ كل الإجراءات القانونية بحق كل من يتحرك في الاتجاه الذي يهدم ولا يبني و يفرق ولا يوحد.
وأنصح كل من يستغل تسامح القيادة السياسية فينطلق في أعمال تخل بالوحدة الداخلية محاولاً أن يجعل من نفسه رمزاً وبطلاً أن يدرك أن هذه هي فرصة لن تعود وأن أي إجراءات قادمة لن تنتهي قبل انتهاء العدوان وبمحاكمتهم المحاكمة العادلة، فعليهم أن يراجعوا مواقفهم ويقفوا حيث ما وقف شعبهم.
كما نهيب بالجميع بالتفاعل مع رجال الجيش والأمن واللجان الشعبية وتعزيز الجبهات بالرجال والمال والعتاد والاهتمام بأسر المرابطين والشهداء والأسرى والجرحى وتفعيل القيم الأصيلة للشعب اليمني في التكافل والتعاون وبث روح التكافل لمواساة الأسر الفقيرة والمهجرين الذين ساء بهم الحال بسبب العدوان والحصار.
ونؤكد استمراريتنا في مد يد الإخاء لكل من أراد أن يرجع عن غيه من كل أبناء اليمن ممن وقفوا في صف العدوان وهذا تأكيد لدعواتنا السابقة والتي نعلم يقيناً أن قرارهم بأيدي غيرهم من دول العدوان ولكن تأكيداً منا عن ذلك.
كل الشكر والتقدير لكل من وقف وتضامن مع الشعب اليمني من كل العالم سواءً كانوا دولاً أو كيانات أو أحزاب أو منظمات وكل الأقلام الشريفة وندعو الآخرين إلى تصويب مواقفهم ورفع أصواتهم لوقف نزيف الدم اليمني كما لا ننسى دور شبابنا ومن تضامن معهم في الخارج في تعرية العدوان وكشف جرائمه ونشيد بهذه الجبهة التي لا تقل عن الجبهات الأخرى.
كما أنوه إلى الإشادة بالموقف الإيجابي لدول البريكس والذي نأمل أن يصل إلى الضغط لوقف العدوان والحصار.
ونقول لدول العدوان وفي مقدمتهم النظام السعودي والإماراتي إن عدوانكم مهما كان حجمه، ومهما كثر داعموه، ومهما غارت جراحه في شعبنا لن يثنينا عن المضي في مشروعنا التحرري، وعليكم أن تدركوا أنكم أنتم من سيخسر في نهاية المطاف وعليكم أن توقفوا عدوانكم، فالدور قادم عليكم وشعوبكم مهما طال سكوتها نتيجة قمعكم وسطوتكم ستستفيق يوماً ما فتلفظكم إلى مزبلة التاريخ وقد أفقدكم الأمريكان كل تعاطف وقد تسبق أمريكا شعوبكم فتسقطكم غير آبهة بكل ما قدمتموه في سبيل استرضائها.
ونوجه دعوتنا للشعب السعودي أنه كلما طال سكوتكم كلما كانت كلفة رفع الاستبداد عنكم أكثر والفرصة سانحة لتحرككم وسيقف معكم كل أحرار العالم وفي مقدمتها الشعب اليمني العظيم.
ونحن معكم وإلى جانبكم وسنوفر بيئة آمنة لكل الأحرار من المعارضة السعودية ونستقبلكم بكل حفاوة وتوفير بيئة آمنة وضامنة لتحرككم لإسقاط هذا النظام المتخلف الرجعي.
أيها الأخوة والأخوات:
مع انعقاد اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة الثاني والسبعين ووجود رؤساء العالم في هذه القمة وفي يوم السلام العالمي الذي يصادف اليوم فإننا نوجه لهم الرسائل التالية:
أننا في الجمهورية اليمنية دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة وكل الهيئات الدولية نؤكد لكم أن الشعب اليمني يتعرض لعدوان ظالم للعام الثالث على التوالي استهدف الشجر والحجر وكل مقدرات الشعب وارتكبت بحق الشعب اليمني أبشع الجرائم على مرأى ومسمع العالم سقط فيها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى وتجاوز الوضع الإنساني كل الخطوط الحمراء جراء العدوان والحصار الذي أحرم الشعب اليمني من أبسط مقومات الحياة وأن عليهم أن يتدخلوا لإيقاف العدوان وفك الحصار ومحاسبة مجرميه وتعويض الشعب اليمني عن كل ما لحق به من أضرار معنوية ونفسية ومادية وبشرية.
كما نؤكد أن كل العناوين التي رفعها العدوان عناوين زائفة، وأن الشرعية المزعومة هي شعار زائف رفعه النظام السعودي لتبرير عدوانه، فهادي لا يمثل شرعية اليمن واليمنيين وشرعيته انتهت بانتهاء فترته في عام 2014م وانتهت حين قدم استقالته وسقطت حين قبل أن يكون مطيةً لشن الحرب على شعبه.
كما نطالبهم بإيقاف كل الإجراءات التعسفية التي أقدم عليها العدوان من نقل للبنك المركزي إلى عدن وإغلاق مطار صنعاء في خطوات فاقمت الوضع الإنساني وحرمت الملايين من مصادر قوتهم رغم مخالفتها لكل الدساتير والأعراف الدولية كما نطالبهم بإيقاف دول العدوان وعلى رأسها السعودية والإمارات من نهب ثروات الشعب اليمني والتي أقدمت مؤخراً على خطوات لتصدير النفط والغاز عبر بلحاف وموانئ أخرى في الوقت الذي يعاني الشعب اليمني من شحة حصوله على أبسط مقومات الحياة وكل هذه التعسفات لا يشرف المجتمع الدولي إلا القيام بدوره في وقف العدوان ورفع الحصار والحفاظ على وحدة اليمن وثرواته واستقلاله.
ونؤكد أننا في الجمهورية اليمنية مع السلام العادل والشامل ولن نتردد في الدخول في أي تفاهمات والتعاطي مع أي مبادرات تفضي إلى وقف العدوان والحصار والجلوس على طاولة الحوار للوصول إلى تسوية سياسية تحفظ للشعب اليمني تضحياته وكرامته واستقلاله.
الأخوة والأخوات:
وفي ذكرى هجرة النبي المصطفى صلوات الله عليه وآله نرفع صوتنا من ساحة السبعين إلى رسول الأمة قائلين له: يا رسول الله نحن اليوم في ذكرى هجرتك التي أخرجك منافقو الأعراب من مكة المكرمة وهاجرت إلى طيبة وشنوا عليك الحروب تلو الحروب لوأد رسالتك الخالدة وجيشوا ضدك الجيوش مستغلين مكانة الحرم المكي في قلوب العرب لتجييش الجيوش لمواجهة رسالتك.
واستمرت ثورتك القرآنية لتوصل الإسلام إلى مختلف أصقاع الأرض غير آبهة بأولئك، واستمرت برغم سيطرتهم على الحرم أغلب سنوات رسالتك حتى دخلته فاتحاً في فتح مكة ليتواروا تحت شفرات السيوف، وهاهم اليوم ظهروا من جديد وبنفس تلك الشعارات يتقدمهم آل سعود مستغلين مكانة الحرم المكي في نفوس المسلمين ليجيشوا الجيوش من شتى بقاع العالم ليواجهوا ما تبقى من مشروعك الأصيل في يمن الإيمان والحكمة الذي بعثت به إلى اليمن على أيدي خيرة رجالك وفي مقدمتهم الإمام علي عليه السلام ومعاذ بن جبل وغيرهم من الصحابة الإجلاء واستعان آل سعود بالأمريكان والصهاينة كما استعان أولئك ببني قريظة وبني قينقاع.
وكما كان النصر حليفك في نهاية المطاف فإن أنصارك من أحفاد عمار بن ياسر ومالك الأشتر وغيرهم ممن حملوا لواء رسالتك ماضون اليوم في دربك حتى الانتصار وتحرير العالم من شر هذه الفئة الباغية المستبدة.
وفي الختام نكرر وبكل إجلال واحترام شكرنا وتقديرنا لكل الرجال المرابطين في جبهات الصمود والعزة وكل رجال القبائل الذين قدموا قوافلاً من الرجال وقدموا قوافل الشهداء والدعم وكل الشكر والتقدير لكل فرد في هذا الشعب العظيم المقاوم.
الرحمة للشهداء، الشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، وقدماً قدماً إلى الفتح المبين والنصر المؤزر.