عين الحقيقة تنشر نص الحوار الذي أجرته قناة “فرانس 24 ” مع رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي
قناة فرانس 24 :
إليكم هذا الحوار الحصري والخاص مع رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن السيد محمد علي الحوثي.. أهلا بك سيد محمد..
الحدث هذا الأسبوع في اليمن ودخول الحرب عامها الرابع، بهذه المناسبة جماعة أنصار الله شنت هجوما غير مسبوق بالصواريخ البالستية على السعودية، ربما بغض النظر عن الرسالة السؤال المطروح يتعلق بالعدد الحقيقي لهذه الصواريخ في اليمن، بماذا يفسر وجود كل هذه الصواريخ؟
رئيس اللجنة الثورية العليا :
أولا نحن شعب اليمن شعب مظلوم، شعب استهدف بمئات الآلاف من الغارات، بمئات الآلاف من أطنان المتفجرات المحرمة دوليا، بمئات الآلاف من أطنان الأسلحة بمختلف صناعاتها، سواء كانت صناعات دول أمريكية أو أوروبية، وأعتقد أنه من العيب أن نسمع تلك الإدانات المتعددة لعدة صواريخ تسقط هنا أو هناك كرد، كدفاع عن شعب عن وطن عن جمهورية مستقلة عن عضو مؤسس في مجلس الأمن الدولي، ثم نسمع عن هذه الصواريخ التي انطلقت الإدانات الكثيرة، بينما يصمون آذانهم وأسماعهم وأبصارهم عن كل الجرائم التي ترتكب ضد الشعب اليمني.
من حقنا أن ندافع، ونحن شعب خلقنا لأن نعيش أحرارا، ولا يستطيع أحد أن يضع وصايته علينا.
قناة فرانس 24 :
طيب هناك سيد محمد ربما إدانة وهناك أيضا حتى التشكيك وتحديدا ربما من السعودية هي الأولى في هذا المجال.
تقول جماعة أنصار الله “إن هيئة التصنيع الحربي هي التي تطور هذه الصواريخ محليا”، لكن ربما الأرقام الكبيرة على الأقل حتى الآن ربما 200 صاروخ تم إطلاقها على السعودية تجعل البعض يشكك ويتهمكم بالتعاون مع إيران، لماذا لا تعطونهم دليلا واحدا على الأقل على أن هذا التصنيع محلي؟
رئيس اللجنة الثورية العليا :
أيش ما كانت صناعة الأسلحة فهذا لا يهم، لكن الواقع هي صناعة روسية أو صناعة كورية ولا توجد هناك أي أيادي للإيرانيين.
لكن أقصد عندما تكون أنت من تتحارب معه ثم يكون همه الوحيد هو أن يعرف مصدر الصناعة فهذا هو الغباء بعينه.
نحن نقول له إذا كنت تريد أن تستمر في حربك فحربنا عليك ستستمر بكل الوسائل، سنستطيع أن نواجه، كل الوسائل المتاحة لدينا سنتعامل معها، سنستطيع أن نقصف، سنستطيع أن نوجه كل شيئ، سنتعامل معكم بمثل ما تتعامون معنا، وأنتم تتعاملون كدول متحالفة شكلت أكبر قوة عسكرية وأكبر قوة سياسية واقتصادية في العالم ضد شعب يكاد أن يكون أعزلا إلا من هذه الصواريخ التي نحن بفضل الله استطعنا أن نصل لصناعتها، ولا يهمنا هل يصدقون أننا وصلنا إلى الصناعة أو التطوير، ما يهمنا هو عملية الردع.
قناة فرانس 24 :
طيب فهمنا أيضا سيد محمد علي الحوثي أن الصواريخ لن تكون ربما وحدها، بل توعدتم أيضا بزيادة وتيرة استخدام الطائرات المسيرة ليس ضد السعودية فقط بل ضد دول أخرى، هل أنتم بالفعل ذاهبون نحو استهداف هذه الدول ولا سيما ربما الإمارات والسودان ومصر؟
رئيس اللجنة الثورية العليا :
نحن في حربنا هذه خياراتنا مفتوحة، كما هم هم خياراتهم مفتوحة على الشعب اليمني، ويستهدفون المدنيين باستمرار، يستهدفون القرى والمدن، نحن لا زال لدينا من العقلانية أكثر مما لديهم، نحن لم نستهدف المدنيين، ولم نستهدف الأشياء الأخرى، لكن أقول لكم من هنا ومن منبركم هذا إن ما يسمى بمشروع “نيوم” الذي يعتمد في الأساس على شركة أرامكو التي سيتم بيعها في سوق البورصة البريطانية، نقول لهم إذا استمروا في عدوانهم ستستمر صواريخنا على أرامكو، وبالتالي فالشعب اليمني استطاع أن يحيد أكبر مشروع اقتصادي في السعودية، قيل إنه يساوي تريليوني دولار، كانوا يريدون أن يستفيدوا منها في مشروع نيوم، لذلك نحن نقول للبريطانيين ونقول لجميع الأوروبيين والأمريكيين أوقفوا دعمكم للسعودية حتى تتوقف عن قصفنا، إذا استمررتم سنستمر في قصفنا لأرامكو وسنستمر في قصفنا للمنشآت الحيوية التي نستطيع من خلالها أن نكون قوة ردع فيما بيننا وفيما بين هذا العدو المتغطرس الذي استمر في قصفنا لمدة ثلاثة أعوام وهو يستهدف المدنيين، يستهدف الطرقات، يستهدف الأسواق، يستهدف الأعراس، يستهدف المستشفيات، يستهدف المدارس، كل الأعيان المدنية استهدفها بحماقة، ويستهدفها مرات متعددة أيضا.
قناة فرانس 24 :
وهنا بعد ثلاث سنوات من الحرب، التحالف بقيادة السعودية يقول إنه بات يسيطر على 80 % من الأراضي اليمنية، ما هي الأرقام وفق معطياتكم على الأرض من جهة بالطبع جماعة أنصار الله؟
رئيس اللجنة الثورية العليا:
يمكن أنه يقصد على صحراء الربع الخالي ويقصد بعض المحافظات التي لم نكن متواجدين فيها، مثلا حضرموت هي تشكل مساحة كبيرة من الجمهورية اليمنية وكذلك المهرة وسقطرى وكذلك الربع الخالي، بإمكانك أن تحسبي بأن هذه النسبة تقدر بـ 65 % من مساحة الجمهورية اليمنية أو أقل، فبالتالي إذن هو يتحدث عن هذه الأشياء، نقول له نعم، لكن هل يوجد لديك الكثافة السكانية؟ هل يوجد لديك الاستقرار؟ هل أوجدت في هذه المناطق – التي تدعي تحريرها – التنمية خلال هذه السنوات التي بقيت فيها؟ نحن نعتبرك محتلا وغاز وتنفذ أجندة أمريكا وإسرائيل في المنطقة ليس إلا.
قناة فرانس 24 :
طيب تقرون بأن السيطرة باتت بالفعل على 80 % من الأراضي بغض النظر عن خصوبتها إن جاز التعبير ؟
رئيس اللجنة الثورية العليا:
خارطة الجمهورية اليمنية معروفة وبإمكانكم أن تعرفوا النسبة من خلالها، ما تحدثتم في السابق من أننا نملك صواريخ إيرانية نقول لهم لو كنا نملك التقنية الإيرانية التي تتحدثون عنها لكنا استهدفناكم منذ اليوم الأول، ولاستطعنا أن نقصف المدن التي لم نصل إليها اليوم، لو كنا نملك القدرات الإيرانية أو كان لدينا من الدعم الإيراني ما يتحدثون عنه لكنا اليوم في الرياض.
قناة فرانس 24 :
طيب هل تعطينا بشكل موجز خارطة دقيقة حول ربما سيطرة القوات التابعة لجماعة أنصارالله على ما يعرف بالحد الجنوبي للسعودية، ربما حجم التواجد وحجم الضغوط على هذه المنطقة تحديداً؟
رئيس اللجنة الثورية العليا :
الضغوط هذه كبيرة جدا، نحن متواجدون على أطراف مدينة نجران، ولو أردنا أن نستهدف المدنيين لاستهدفناهم، ولكنها ليست من استراتيجيتنا مثلما هي من استراتيجية دول التحالف، التحالف الذي تقوده السعودية يستهدف المدن.
نحن أيضا لدينا تقدم كبير في جيزان ولدينا تقدم كبير في عسير، نحن نعمل باستمرار في سياسة معركة النفس الطويل، وهي التي أعلنها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ونحن نعمل على استنزاف هذه القوى التي تملك القوة العسكرية وتملك القوة الاقتصادية، فهي بالتالي تعقد الصفقة تلو الصفقة وهذا دليل على استنزافها المستمر. اليوم السعودية هي تبحث عن سندات لتسد عجزها المالي، السعودية اليوم أصبحت تضع الضرائب على شعب الجزيرة، السعودية اليوم أصبحت أيضا ترفع في قيمة البترول، أصبح الآن اقتصادها مهتزا، وكذلك كما هو في الأرقام أنه إذا استمر الوضع بما هو عليه اليوم فإنها خلال العامين ستنهي كل أرصدتها أو استثماراتها في صناديقها السيادية، نحن في هذا الإطار نعتبر أننا أنجزنا الكثير في مواجهة هذا العدو، ولم نكن نريد أن ندخل نحن وهو في معركة ولا في مواجهة، لأنه عندما انطلق لمواجهتنا كنا في تلك اللحظات لسنا على استعداد لمواجهته ولا نشكل تهديدا عليه، لكن اليوم إذا استمر في ضرب مدننا وحصارنا واستمر في العدوان علينا فلا نعده إلا بأكثر مما قد واجه في الماضي.
نحن لا نتحدث هراء ولكن نقول له هذه هي الحقيقة، نحن نعلم بقدراتنا، نحن نعلم بتواجد الأفراد داخل مواقعنا، بالأمس القريب كنت في تخرج دفعة في ميدان “السبعين”، يعرف الجميع بأنه لو كان هذا العدوان يمكنه أن يصل إلى شيئ لاستطاع أن يصل إليه خلال هذه الثلاث السنوات.
قناة فرانس 24 :
طيب سيد محمد، الآن فيما يتعلق بالشق السياسي، بالطبع نتوقف عند اللقاء النادر بين السيد عبدالملك الحوثي والمبعوث الدولي مارتن غريفيت، لقاء بالطبع هو الأول منذ ثلاث سنوات ما الذي جعل السيد عبدالملك يقتنع بعقد هذا اللقاء وهو الذي كان يرفض لقاءات مع إسماعيل ولد الشيخ احمد؟.
رئيس اللجنة الثورية العليا:
إسماعيل ولد الشيخ أحمد كان غير محايد، وأنا تحدثت عنه بأنه كان كابوس الأمم المتحدة لانه كان يتحدث أو أشبه بالناطق الرسمي للسعودية، بل كان في بعض الأحيان أكثر تشددا مما كانت عليه السعودية ودول التحالف، فولد الشيخ عندما التقينا به حذرناه ونصحناه، أنا التقيت بولد الشيخ في تلك الأيام ونصحته بأن يكون محايدا فقط، لم نطلب منه أن يقف إلى جانب الجمهورية اليمنية، ولكن طلبنا منه أن يقف محايداًحتى يستطيع أن ينجز مهمته.
ما يخص هذا المبعوث الجديد نحن قلنا على أساس أن يكون هناك دفع كبير للعملية السياسية، لأننا أصلا لسنا مرحبين باستمرار العدوان ولا باستمرار الحرب، ومن يتحدث عنا بأننا رجال حرب ولسنا رجال سلام فهذا حديث عار عن الصحة وغير صحيح ومجانب للصواب، فبالتالي لقاء السيد عبدالملك بدرالدين حفظه الله بهذا المبعوث هو لقاء من أجل الدفع بعملية السلام ومن أجل الوصول إلى نتائج إيجابية من خلال ذلك اللقاء.
أنا التقيت بعده بالمبعوث الدولي وكان مستبشرا بما تم مناقشته خلال ذلك اللقاء.
قناة فرانس 24 :
لكن ربما ما فهمنا من مارتن غريفيت وخلال هذه الجولة الأخيرة في المنطقة ربما أمور كثيرة لن تتغير أنتم تطالبون بمسألة الشراكة في حكومة توافقية وطنية، لكن في المقابل هل تقبلون بالمطلب الذي يبدو أنه ما زال باقيا، مسألة التخلي عن السلاح و تحديدا الصواريخ الباليستية؟
رئيس اللجنة الثورية العليا:
نحن تحدثنا مع مارتن، وكان لديه نظرة إيجابية بحسب المجموعات التي اشترك هو وهي خلال ما يقارب ثلاثة أيام وعقدوا ورشة قبل أن يأتي إلى اليمن، حدد مسارا وحدد نقاطا وتحدث أنه ستكون هناك جولة كبيرة سيكون فيها الاستماع والنقاش الكبير مع الأطراف حتى يكون لديه الانتقال للعملية الأخرى وهي عملية وضع النقاط والحوار عليها تكون أكثر سلاسة،فأعتقد أن الحديث عن أنه لا توجد فرصة للسلام من قبلنا هو حديث عار عن الصحة.
ما يخص السلاح نحن تحدثنا إلى سفراء الاتحاد الأوروبي عندما زارونا وقلنا لهم بأن ما يملكه المرتزقة اليوم من أسلحة هو أكثر بكثير مما يملكه الشعب اليمني، الشعب اليمني كان لديه سلاح لا يمثل تهديدا على الآخرين، لديه دبابات تعود إلى الحرب العالمية الأولى أو الحرب العالمية الثانية، فنحن لسنا ممن يعقد الصفقات المستمرة مع مصانع السلاح الأمريكي ولا الروسي ولا البريطاني ولا الفرنسي ولا غيرها من المصانع المعروفة، لذلك نحن نستغرب عندما يتحدثون باستمرار بأننا نقوم بالتسليح وأن لدينا ترسانة كبيرة، نحن لدينا ترسانة كبيرة من الرجال الأحرار الأوفياء الأبطال في كل الجبهات يستطيعون أن يصدوا زحوفاتهم وأن يواجهوا كل قوتهم التي هي أشبه ما تكون بقوى ضعيفة لا تملك الإرادة ولا تملك الرجال الذين يقودونها.
قناة فرانس 24 :
طيب في مقترحات الأمم المتحدة أيضا في إطار مقترحات ربما تسوية، هناك مقترح لتحييد ميناء الحديدة لأهداف إنسانية، يتم ربما بموجب استغلال عائدات المرفق لدفع الرواتب على الأقل، لماذا ترفضون هذه المبادرة؟
رئيس اللجنة الثورية العليا :
هذا غير صحيح، هذا غير صحيح، أولا نسبة الإيرادات عندما تكون الأمور حتى بدون حرب لا تتجاوز الـ 6 مليار ريال، والـ 6 مليار ريال هذه لا تساوي شيئا من مرتبات موظفي الجمهورية اليمنية التي قد تبلغ من 70 – 130 مليار ريال، فـ 6 مليار ريال هذه لا تساوي شيئا.
من يسيطر اليوم على البترول ومن يسيطر على الغاز ومن يسيطر على بقية المنافذ ومن يمنع أيضا وصول الطيران ومن يحاصر كل الإيرادات للجمهورية اليمنية هي دول العدوان التي تحاصر الشعب اليمني وفرضوها حرب اقتصادية عليه.
أنا كنت أسلم المرتبات للجمهورية اليمنية كاملة، يعني شمال اليمن وجنوبه وشرقه وغربه، ولم نتوقف عن تسليم المرتبات حتى لمن يقف ضدنا ومن يحاربنا، وهذا شيئ حقيقي ولا يمكن لأحد أن ينكره خلال إدارة اللجنة الثورية.
وما استجد هو عبارة عن نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء بقرار وتغطية أممية وأيضا بالستار السياسي الأمريكي الذي استطاعوا من خلاله أن يقفلوا على الحوالات وعلى أيضا فتح الاعتمادات للتجار وغيرها.
قناة فرانس 24 :
طيب في هذا الشق الإنساني أيضا سيد محمد مجلس الأمن طلب من جماعة أنصار الله ربما الإفراج عن مجموعة من الأشخاص هناك 13 صحفيا محتجزون إضافة بالطبع إلى وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي المحتجز لديكم مع قادة سياسيين وعسكريين، هل ما يزال الرجل على قيد الحياة بدايةً؟
رئيس اللجنة الثورية العليا:
نحن تحدثنا فيما يخص ملف الأسرى بأننا جاهزون لتبادل الأسرى جميعا، كل هذه الأشياء يمكن أن تدار من خلال الحوارات وليس من خلال القنوات الإعلامية.
قناة فرانس 24 :
طيب وماذا عن مصير الصحفيين ؟
رئيس اللجنة الثورية العليا:
الجميع ممكن نتحدث نحن وإياهم إذا كان لديهم أي مبادرة حسن نية لإطلاق الجميع، نحن مستعدون لإطلاق الجميع إذا كان لديهم استعداد في هذا الملف، وهذا هو ما أعلنته حتى في مبادرتي.
قناة فرانس 24:
إذن نفهم انهم لا يزالون على قيد الحياة فيما يتعلق بوزير الدفاع وأيضا الصحفيين؟
رئيس اللجنة الثورية العليا:
هذا الموضوع لم يتم الإفصاح عنه، إذا رغبت وزارة الدفاع بالإفصاح عنه فستصدر بيانا بذلك.
قناة فرانس 24 :
نشكرك جزيل الشكر السيد محمد علي الحوثي على هذا الحوار الحصري لقناة فرانس
24