عوامل الصمود في وجه العدوان
عوامل الصمود في وجه العدوان
1- إن أول عوامل صمود شعبنا هو إيمانه بالله وتوكله على الله ورهانه على الله العظيم الكريم، والله هو القائل ومن يتوكل على الله فهو حسبه، فهو حسبه، هو جل شأنه نعم المولى ونعم النصير، العامل الآخر والثاني من عوامل الصمود هو إنما يكون مع بقية العوامل امتدادًا للعامل الرئيسي ونتاجًا للعامل الرئيسي في التوكل على الله والإيمان بالله والرهان على الله سبحانه وتعالى.
2- العامل الثاني الفرعي إن صح التعبير، هم الشهداء، شهداء الميدان، رجال هذا الشعب وأبطال هذا الشعب الذين استبسلوا في كل جبهات القتال، وقدموا أرواحهم وحياتهم في سبيل الله سبحانه وتعالى، نصرة لعباد الله المستضعفين، دفاعًا عن شعبهم، دفاعًا عن بلدهم، دفاعًا عن حرية شعبهم وعن كرامة بلدهم، الشهداء العظماء، شهداء الميدان شهداء الجبهات الذين وقفوا وقفة الإيمان، وقفة العزة، ووقفة الكرامة، وقفة الثبات، وقفة البطولة، واستبسلوا بكل جد في مواجهة هذا العدوان، فكان استبسالهم وكان ثباتهم وكانت تضحيتهم تمثل عاملًا مهمًا وقويًا وكبيرًا في التصدي لهذا العدوان، وفي إفشال مساعي هذا العدوان، في السيطرة السريعة والعاجلة التي كانت أمنية له على هذا البلد، هؤلاء العظام، هؤلاء الشهداء الكرام، بتضحياتهم واستبسالهم وعطائهم العظيم، أسهموا في إخفاق العدوان، كبدوه الخسائر، وقدموا له الدروس المهمة من واقع الميدان، عن أن هذا شعب عزيز وعظيم وحر ومؤمن لدرجة أنه مستعد وحاضر أن يقدم الأرواح وأن يضحي بالحياة في سبيل الله تعالى، في سبيل أن يحافظ على حريته، وعلى كرامته وعلى استقلاله، أنه شعب حاضر للتضحية، في سبيل أن يحمي نفسه من استعباد قوى الطاغوت، ومن الذل ومن الهوان.
3- العامل الآخر من عوامل الثبات والصمود هو صمود الجرحى، الكثير من الإخوة الجرحى صمدوا وكانت مسألة احتمال أن يصاب الإنسان، أن يجرح في ميدان القتال وهو يتصدى لهذا العدوان لا تؤثر في معنويات المقاتلين بقدر ما يزيدهم إحساسهم بالمسؤولية استعدادًا عاليًا للتضحية بالنفس.
4- العامل الآخر هو صمود أسر الشهداء وأسر الجرحى وأسر المرابطين في الجبهات، وصمود المنكوبين والمتضررين من هذا العدوان والنازحين، من المناطق المحتلة في تعز والجنوب، والمناطق الشرقية، هؤلاء كانوا على درجة عالية من الصبر والثبات والتحمل، بالرغم من حجم المعاناة.
5- عامل آخر أيضًا هو الصبر والصمود لكافة أبناء هذا البلد في القرى والمدن، بالرغم من القصف الذي شمل الجميع، شمل المدن، شمل الأحياء السكنية في المدن، وشمل الشوارع والحارات، وشمل القرى والأرياف، بالرغم من ذلك كله الكل أو في غالب الأحوال صامدون وثابتون.
6- كذلك من العوامل المهمة صبر الموظفين الذين انقطعت مرتباتهم وتوقفت بعد تآمر قوى العدوان على البنك المركزي، مع حجم المعاناة الكبير في لقمة العيش، المعاناة المعيشية التي يعاني منها الموظفون، حتى على مستوى التغذية لأسرهم ولأطفالهم، على مستوى إيجار السكن، حيث يسكن البعض منهم، والكثير منهم يعتمد على الإيجار، الكل صمدوا رغم حجم المعاناة، ورغم مستوى المؤامرة.
7- من أهم العوامل التي ساعدت على هذا الصمود تماسك الصف الداخلي للمكونات الرئيسية في هذا البلد، بناء على المسؤولية، وانطلاقًا من الوعي، المكونات الرئيسية التي لها دور كبير في هذا البلد، في تماسك الصف الداخلي وفي الثبات في الموقف من الجميع، سعى الأعداء لشق صفها؛ لإثارة المشاكل فيما بينها، لإثارة الخلافات والنزاعات وتأجيجها، بغية تفكيك الصف الداخلي وبعثرة هذه المكونات ثم الانفراد بها مكونًا مكونًا، حتى تصل إلى مآربها وأهدافها الشيطانية في القضاء على الجميع،
8- من العوامل المهمة أيضًا التحرك الفاعل لكل الأحرار في أوساط هذا الشعب من العلماء الربانيين والواعين والمدركين لمسؤوليتهم، وللوجاهات الاجتماعية من مشائخ وغيرهم، وللمثقفين، ولكل الشخصيات الفاعلة من أبناء هذا البلد، من مختلف المكونات والفئات، التي تحركت بوعي ومسؤولية وجد واهتمام، هذا التحرك الشامل الواسع من كل المكونات، ودفع الجميع إلى الموقف أسهم بشكل كبير ومفيد وعظيم ومهم في الصمود والثبات والتصدي للعدوان.
9- من أهم -أيضًا- ما ساعد شعبنا بكل مكوناته وفئاته في صموده، بالرغم من حجم العدوان، وحجم المعاناة، ومستوى التضحيات، هو الرصيد التاريخي لشعبنا العزيز كشعب أصيل متمسك بهويته وأخلاقه وقيمه، وشعب تواق على الدوام للحرية، هذا الشعب هو شعب عظيم، شعب أصيل، وشعب له تاريخ، وله تراكم في هذا التاريخ، تراكم من التجربة، تراكم كبير في رصيده القيمي والأخلاقي
10- أيضًا من أهم عوامل الثبات والصمود المظلومية الكبيرة والممارسات الإجرامية الوحشية من قبل قوى الشر والعدوان، قوى العدوان فعملت من هذا العدوان ما يمكن ان يستفز كل انسان بقي فيه ذره من الإنسانية وأي رجل بقي فيه ذره الرجولة، وأي انسان بقي فيه شعور بالكرامة الآدمية، قتلت الأبناء والأطفال والنساء هدمت ودمرت المساجد مزقت المصاحف في المساجد بقنابلها وصواريخها ، يعني انتهكت كل المحرمات وفعلت كل المحظورات، فعلت كل ما يستفزك كمؤمن بحكم إيمانك حين ترى ما يفعله أولئك الظالمون وهم يفعلون ما يغضب الله ما يسخط الله يرتكبون أبشع الجرائم وأفظع المنكرات والقبائح التي تستفز كل إنسان مؤمن يرى فيه المنكر الذي يجب عليه أن ينكره يرى فيها القبيح الشنيع الذي يجب عليه أن يستفظعه وأن يسعى لمواجهته وأن يسعى لتغييره يرى فيها الفظائع التي يأبى له إيمانه ودينه وهويته وقيمه ومبادئه أن يسكت عليها أو أن يتفرج عليها.
من كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في ذكرى مرور عامين من الصمود 25-03-2017