عن عيد الغدير..إلى الجيل الجديد..
عين الحقيقة/ كتب /إبراهيم السراجي
كي لا يتحول #عيد_الغدير أو #عيد_الولاية إلى مناسبة للفرقة أو للصراع، فإن ما يجب أن تعرفوه يا معظم أبناء الجيل الجديد في اليمن إن الاحتفال بهذا اليوم ليس غريباً على اليمنيين منذ مئات السنين، الغريب كان عدم الاحتفال به، فقد مرت اليمن بعدة عقود استسلمت فيها السلطة للنفوذ السعودي وكان المال السعودي أداة لنشر الفكر الوهابي الذي انتج القاعدة وداعش، وكان التوسع أو الانتشار الوهابي في تلك العقود هو الغريب على اليمن وكان هناك رفض لذلك التوسع لكنه رفض كان يقابل بالقمع ويتعرض أصحاب المواقف الرافضة للوهابية للاعتقال والقتل أحياناً بل وشنت حروب بسبب الواقع الذي أحدثته الوهابية في اليمن لا مجال للحديث عنها الآن، لكن ما يجب فهمه اليوم أن هناك من تمسك بمعتقده والاحتفال بعيد الغدير رغم ما كان يلحق بهم من عقاب، واستمر حتى أصبح أشبه باحتفالات سرّية بعدما كان معظم اليمنيين يحتفلون به.
عيد الغدير ليس لأنصارالله مطلقاً هناك من أنصارالله من ليسوا على المذهب الزيدي ولا علاقة لهم بعيد الغدير، بالمقابل هناك مجتمع كبير ينتمي للمؤتمر ويحتفل بهذا العيد، ودعكم من مجموعة الأشخاص الذين يهاجمون هذا الاحتفال فهم لديهم وظيفة وهدف يكمن في تفجير الأوضاع وضرب الجبهة الداخلية بل والاضرار بالمؤتمر نفسه ولذلك هم مستعدين للتصدي لأي مناسبة ليس رفضاً لها بل استغلال من اجل تحقيق ذلك الهدف.
المعتقدون بعيد الغدير كعقيدة دينية يرون أن هذا المعتقد يجب أن ينتقل لكل المسلمين لكنهم لا يؤمنون بفرض ذلك بالقوة، وهذا الفرق بين التطرف والاعتدال، فالوهابية الداعشية تفرض فكرها بالقوة فيما الجماعات المعتدلة تعرض معتقداتها وتروج لها لكنها لا تفرضها على أحد ولا يحق لها ذلك، وبالمقابل فإن مبدأ القبول بالآخر هو القبول بمعتقداته وعدم العمل على منعها وفي نفس الوقت التصدي لمحاولة فرضها بالقوة.
بالمناسبة، كان اليمنيون يحيون أول جمعة من رجب باعتباره عيداً يرمز لدخول اليمنيين في الإسلام حينها، وكنا إلى وقت قريب نشتري الملابس الجديدة لهذا العيد وكأنه عيد الأضحى أو عيد الفطر، ثم تراجعت هذه العادة، وقد تأتي جماعة أخرى لتحيي هذا العيد، وربما أيضاً أن يأتي من يحارب المسلمين ويمنعهم من الاحتفال بعيد الفطر إذا حدث هذا واستمر لعدة العقود وجاء من يدعو للاحتفال بعيد الفطر سيجد صعوبة في شرح ذلك للجيل الجديد إذا لم يكن هناك لغة للحوار .
أقول هذا لأنني اعتقد أنه لا يجب أن نستجيب لاستفزاز البعض من مهاجمي عيد الغدير لأننا بذلك نحقق أهدافهم وبالتالي يصبح عدم إحيائه أفضل، لكن الصح هو أن يكون الاحتفال مناسبة للتقارب ولاختبار حقيقة قبولنا بالآخر وليعرض كل منا بضاعته دون فرضها أو إجبار الناس عليها أو القبول بمنع عرضها عن طريق القوة.