عن زيارة سلمان وصالح لموسكو ,, ومؤشرات تغير خارطة التحالفات بين العدوان وأدواته!
عين الحقيقة/كتب/عبدالله مفضل الوزير
زار ملك السعودية روسيا وتم الترويج لأخبار عن استجدائه لبوتين التوسط بما يضمن الخروج الآمن لدولته من ورطته في اليمن
زيارة وفد روسي تحت مسمى أطباء الى اليمن تحت ذريعة علاج “صالح” واعلان صالح عن تلقيه دعوة لزيارة موسكو!
هذان الحدثان البارزان لا يمكن الغفلة عنهما إذ أنهما ربما ينفردان باستقراء المرحلة المقبلة!
بعد زيارة “سلمان” لروسيا كان فعلا قد طلب من بوتين التوسط لاخراج بلاده من ورطتها في اليمن خصوصا بعد تصاعد كبير في قدرات اليمن العسكرية من ناحية التصنيع والتدريب والحشد للجبهات.
ما أعلنه قائد الثورة من تهديد لاقتصاد السعودية والامارات “والاقتصاد الغربي من خلفهما” رفع منسوب القلق لدى الغرب وتم الأخذ به على محمل الجد، لكن داخليا ربما برد الموضوع!! وما يهمنا هنا هو أن هذا التهديد يقف وراء زيارة سلمان الأخيرة وزيارة زعيم المؤتمر المرتقبة الى موسكو .
ربما عجزت روسيا عن اقناع أنصارالله عن تقديم تنازلات لصالح العدوان مقابل إنهاء العدوان وتقديم بعض التنازلات الصورية والمرحلية لليمنيين، وهنا لا يمكن الغفلة عن تصعيد ترامب ضد أيران، فهي محاولة أمريكية لدفع إيران للضغط على أنصارالله للقبول بخارطة الحل الجديدة التي تضمن مصالح العدوان الاستراتيجية.
لا يمكن الغفلة عن ذلك فحسب ما تناولته وسائل الاعلام في تحليلاتها عن ذهاب ترامب للحديث عن المنظومة الصاروخية لايران وبحثه عن تعديل في الاتفاق النووي مع ايران بما يضمن ادخالها في الاتفاق، وهي وسيلة ضغط فقط، ويمكن الربط بين القوى الصاروخية اليمنية والبرنامج الصاروخي الايراني حيث تعتقد أمريكا أن تريد افهام العالم ان تصاعد قدرات أنصارالله الصاروخية هو بدعم ايراني، والحقيقة أن الدعم الايراني وهم وارادت أمريكا الضغط على ايران ليتدخلوا للضغط على أنصارالله فقط!
عموما,, بالنسبة لليمن فأن المعادلة على الأرض قد تغيرت لصالح اليمنيين وليس من الحكمة تقديم تنازلات، غير أن استقراء تحرك المؤتمر الشعبي العام يقود الى قناعة موافقته على لعب دور ما سيؤثر حتما على المعادلة القائمة لصالح اليمن “ان لم يكن هناك تحرك لاحتواء هذا الجنون”
نلاحظ تصاعد وعمل مرتب ومنظم لإفشال مؤسسات الدولة بما يقود في الأخير الى فقدان الثقة فيها لدى المواطنين وبالتالي سحب الثقة عنها من مجلس النواب، بعد تقديم المؤتمر إستقالته ومن ذلك:
1- إفشال العملية التعليمية عبر دفع النقابة للإضراب تحت حجة ومبرر انقطاع المرتبات مع تحميل أنصارالله المسؤولية.
2- الدفع بفاسدين لتعيينهم في مناصب عليا وحساسة، وبأسماء هاشمية من قبل المؤتمر، مع تحميل الصماد وانصارالله المسؤولية عن ذلك عبر تشويه منظم.
3-العمل قائم على قدم وساق لدفع الموظفين في بقية الوزارات الخدمية الهامة والتي تضر جبهة مواجهة العدوان كالصحة للإضراب وتحت نفس المبرر وتحميل أنصارالله السبب مع تشويههم.
4- غير ذلك في مجال الأمن ومزعوم استهداف الصحفيين والناشطين
5- خروج صالح من اليمن وتبنيه لعنوان الحياد ورفع شعار الاصلاح بين اليمنيين المشاغبين ولا يوجد عدوان وانما هناك من استفز السعودية والعمل على تقديم خطاب على مراحل يضمن اخراج السعودية والتحالف كالشعرة من العجين.
6- التأسيس لجهة رقابية والترويج لها تتولى التشهير بأنصارالله وتحميلهم كل صغيرة وكبيرة لسحب البساط من تحت الرقابية الشعبية واللجنة الثورية العليا، بحيث تتولى هذه الجهة العمل الثوري ورفع مطالب الناس.
7-الترتيب للأنسحاب من الحكومة بعد العمل على إيصال المواطن الى قناعة انسحاب أحد الطرفين من الحكومة، ومن خلال الاعذار التي رفعها عارف الزوكا في ما أسماه قائمة الكتاب والناشطين في أنصارالله الذين يسيؤون لزعيم المؤتمر و عائلته، مع التباكي على كامل الخوداني الذي لازال هاربا من يد العدالة وسبق فبركة خبر الاعتداء على منزله واسرته وسجنه ومن ثم اخراجه من السجن “من قام بهذا العمل هو المؤتمر” اما الجهات الرسمية فلا زالت تبحث عنه بالطرق القانونية.
ما نتوقعه أن الخروج من الحكومة لن يتم الا بعد ضمان إفشال أنصارالله في المرحلة المقبلة وهذا يتطلب سحب الايرادات وتعيين فاسدين في اغلب الجهاز الاداري للدولة وغير ذلك من الاجراءات التي يعملون من خلالها، بما يضمن لهم السيطرة ليتمكنوا من العرقلة والمواجهة لأي محاولات إصلاح تحت عناوين سلمية كالاضراب وغيره
ما تشهده الجبهات وأيضا ما توعد به الصماد وقائد الثورة من العمل على إنهاء الفساد واصلاح القضاء هو السبب وراء هذا الاستنفار المؤتمري، بما دفعه الى ترجيح المصالح التي يلتقي مع دول العدوان فيها على المصالح التي يحققها بمواجهة العدوان التي يرى أنه قد حصل على مبرر بما ضخه من أكاذيب وتشويه لإعفاء نفسه من هذه المهمة التي لن يتخلى عنها وانما سيرفعها اعلاميا مع حمل رأية الحياد الذي يقود الى الاستسلام.
هناك مؤشرات كثيرة عن تغير خارطة التحالفات في اليمن بين دول العدوان وأدواتها ربم وهناك، ومنها ما يتعرض له حزب الاصلاح في الجنوب ومارب من عمليات منظمة تستهدف وجوده السياسي وما تتعرض له حكومة المرتزقة برمتها من تشويه وافشال، ترتب على ذلك مؤشرات عن تقارب مع المؤتمر الشعبي العام ومنها ما يمكن قرائته من تصعيد المؤتمر الذي لا يمكن فهمه الا أنه سعي حثيث لإفشال مؤسسات الدولة.
وبمعنى أن دول العدوان استكفت من أياديها السابقة للأبد وعادت للتحالف مع من يغازلها ليل نهار من داخل البلد ومن الجهة المواجهة للعدوان ويمتلك أوراق مؤثرة.
أستبعد أي تقارب بين الاصلاح وانصارالله، وما يجب التأكيد عليه أن المستقبل ليس في صالح السعودية حيث تشهد الجبهات تراجعا كبيرا لصالح اليمنيين في ظل عمليات تحشيد وتدريب وتصنيع لا قبل للسعودية بها وكأن الرد لم يبدأ بعد! وهذا ما دفعها للقبول بصالح.
السعودية بتوجيه أمريكي تسعى لقطف ثمار صمودنا وانتصاراتنا لصالحهها، وبما يضمن لها تحقيق الأهداف الاستراتيجية وصالح يرى أن بإمكانه قطف ثمار تضحيات اليمنيين مقابل مصالح فئوية مع عودة نظام العمالة للسعودية ولا مانع لديه ولا يتحرج من هذا
قبل أيام قليلة صرح وزير خارجية حكومة الفنادق المدعو المخلافي أن تحرير الحديدة سيتم قريبا! ولم يصرح عن الكيفية التي سيتم بها ذلك، ومبادرة مجلس النواب لا زالت قائمة.
بعد إفشال مخطط الاستسلام الذي رفعه البعض وافشال محاولة ثني الناس عن مواجهة العدوان برفع شعار الحياد، ظهرت خطط بديلة تبدأ بخروج صالح من اليمن ورفع شعار الحياد والطرف الثالث بعد عرقلة وتأزيم الوضع الداخلي وتشويه أنصارالله بصورة أكبر من السابق ومن ثم وضعهم في فخ تحمل المسؤولية كاملة والصورة التي تؤدي الى إفشالهم.
في الحقيقة أستغرب ممن يرى أن مصلحته لدى الخارج ولم يتعض ممن سبقه من الأدوات ونسي تاريخه السابق وكيف تعامل معه الأسياد، ويترك لأنصارالله وبقية القوى السياسية شرف مواجهة العدوان لوحدهم، وبالتأكيد ستكون المهمة في المرحلة المقبلة صعبة للغاية ولكن هل أعد الطرف المسؤول خطة لمواجهة ذلك وقبل هذا هل يمتلك قاعدة بيانات عن الكوادر البشرية التي سيتوقف النجاح من الفشل على العنصر البشري.
ستتوقف عملية اطالة العدوان من عدمها على مدى نجاح المؤتمر في تحركه المريب هذا، وعلى مدى افشال هذا المخطط، حيث ان افشاله سينهي العدوان!! والحديث عن هذا يطول.