عن الحديدة : قلم يذوب .. احساس يتبخر..كتب / اسامة الموشكي
حين رأيت ما يجري ويحدث في الحديدة والمعاناة التي يعيشها من هم
“أرق قلوبا وألين افئدة”
لم يكن بوسعي شيء اقدمه .. الا عن معاناتهم اكتب.
اردت الغوص فيما يعيشونه لكي اكتب بواقعية اكثر عن ما يعانونه.،
أخرجت قلمي الرصاص لكي اكتب فلم يتحمل حرارة الورق واذا به يذوب ليسقط.،
فضحك طفل قائلا:
سقط الرصاص وتبخر الاحساس وانا مازلت امام مروحتي لم أسقط .. لكني ما زلت اطلب :
بان تدور دورة لعلها لحروق جسمي تطبطب .. وان كان دورانها أمرا صعبا
فلتدر انت في ذهني لعلك تجد ما تكتب ..
أبي على قاربه الصغير بفعل القصف استشهد؛ وامي برغم حرارة الجو لأجل اطعامنا تحطب؛
واخي الكبير عند احد الارصفة يقف ؛ ليبيع ماءا .. ريقه نشف ؛ وقدماه بسبب حرارة الاسفلت تنزف؛
اما انا كما ترى؛
عن ملابسي استغنيت ليس بسبب الحرارة؛ بل لإيجاد علبة زيت ،
بغصة تملؤها الدموع ابتسمت .. واخرجت قلمي الجاف لكي أستطيع ان اكتب .. او اشجب .. او لعلي اندب،
البداية كتبت “بسم الله”…
فنظر الي عجوز قائلا:
ياالله .. يالله ؛ مشهد حبرك وهو على الورق يسيل؛ كسيل دموع نساء على الأرصفة تنوح .. إلاهي هل للحشمة في هذا الحر بديل ؟
منظر قلمك وهو يذوب .. وعنا محاولا أن يذود ؛
كمن بيده ريشة محاولا ان يهوي .. لكنه نسي اننا على جمر ، واذا به لقلوبنا وجلودنا يشوي ؛
لملم اوراقك وأمض ؛
واكتب عن قسواتي معك لتروي ؛ ان ليونة افئدتنا اصبحت تكوي ؛ ورقة قلوبنا ماتت لتحكي ؛
ان الليونة استغلت .. والرقة بررت .. لكي نصبح شعبا
أمره
وفرحه
وحزنه
ووجعه
منسي ..