عنوانُ الجهاد والشهادة

 

 

حسين الحبسي

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهُ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مِّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).

الجهاد والشهادة والاستعداد العالي للتضحية في سبيل الله ثقافة تُحمى بها الأُمَّــة وتعتزُّ بها الأُمَّــة ولا بد من ترسيخ هذه الثقافة في أوساط هذه الأُمَّــة؛ لأَنَّ هناك أعداءً لهذه الأُمَّــة الإسلامية لا تُجدي معهم إلا لغة القتال في سبيل الله؛ لأَنَّهم عدوانيون ومجرمون يتلذَّذون بارتكابهم الجرائم بحق أمتنا، يرتاحون لمآسِينا ومعاناتنا، وقد لاحظنا كم هم عدوانيون! عدوانيون بشكل عجيب جِـدًّا، عندما نشاهد المجازر اليومية في غزة، وكذلك يعطينا مصداقية لقول الله تعالى: (ولا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ استطاعوا)، ندرك أنه لا بُـدَّ من دفع هذا الظلم والعدوان، ولا بُـدَّ من التضحية، هل يمكن أن يسود العدل ويُدفَعَ الظلم دون تضحية وجهاد؟

لا يمكن إزهاق الباطل ودفع الظلم دون تضحية وجهاد ضد الطواغيت؟!

الجهاد في سبيل الله يعني الخروج في وجه الظالمين وإقامة القسط والعدل وإصلاح أمر هذه الأُمَّــة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وهل هناك أعظم من المنكر الذي نشاهده من مجازرَ بالبث المباشر والصوت والصورة في غزة ولبنان الذي يعجز الإنسان عن وصفه؟؛ لذلك لا بُـدَّ من التضحية والجهاد والشهادة لننهيَ هذا المنكر الكبير جِـدًّا.

إذا لم تتحَرّك الأُمَّــة الإسلامية اليوم فمتى ستتحَرّك، إذَا لم تتحَرّك وتجاهد في سبيل الله وَإذَا لم تتثقف بثقافة الشهادة والجهاد في سبيل الله، فَــإنَّ الأعداء سيطمعون فيها، ولنا تجربة في اليمن مع تحالف العدوان، أنه ولولا الجهاد في سبيل الله والمسيرة القرآنية لكان مصيرُ الشعب اليمني مأساويًّا جِـدًّا. لكن بفضل الله وَبفضل عطاء الشهداء وتضحياتهم حُميت الأعراض والممتلكات وكانوا هم السياج الحامي للشعب اليمني.

عندما نقوم بزيارة روضات الشهداء نتذكر الشهداء ونتذكَّرُ أخلاقَهم ومواقفهم وعطاءَهم الذي ليس له حدود وكأنهم يقولون لنا: واصلوا الطريق لا تبدِّلوا لا تغيِّروا لا تتراجعوا لا تتخاذلوا.

وهذا ما ينبغي أن نتربى عليه، بأن الجهاد مشروع شهادة وأن نمضي على خطى الشهداء وأن نحافظ على المشروع الذي ضحوا مِن أجلِها.

السلام على الشهداء الأبرار الأطهار السّلام على الصادقين الأخيار، السلام على كُـلّ أسرة قدَّمت شهيدًا في سبيل الله.

قد يعجبك ايضا