عندما ينتصر الجندي اليمني الحافي على أحدث الأسلحة الأمريكية..بقلم/ مصطفى السعيد
توقفت كثيرا أمام مشهد لمقاتل يمني حافي القدمين ويحمل بندقية آلية وهو يطارد دبابة برادلي أمريكية هي الأحدث بصواريخها ومدفعيتها الموجهة بالليزر وأجهزة الرؤية الليلية والتوجيه الحراري، وكيف انتهت المطاردة باستسلام طاقم المدرعة الأمريكية للمقاتل اليمني البسيط، فالمعركة لم تكن تدور بين أسلحة غير متكافئة، بل بين معنويات غير متكافئة، فهذا المقاتل اليمني في أعلى درجات الثقة والإرادة القوية والتحدي، بينما طاقم المدرعة الأمريكية مذعورون، ويخافون من مجرد مقاتل حافي يحمل بندقية آلية، اعتاد على حملها منذ سن البلوغ، فمثلما يولد الطفل البرازيلي ومعه كرة قدم، يولد الطفل اليمني ومعه بندقية آلية ومع ذلك فهو شعب مسالم وطيب جدا وشجاع جدا، والأقل في ارتكاب جرائم القتل، ولا يقبل من يأتي ليحتل أرضه، هذا المقاتل الحافي محدود التعليم أكثر تقدمية وحداثة وإنسانية من الأمريكي أو المرتزقة الذين جاءوا بهم من كل قارات العالم لقتل فقراء اليمن طمعا في موقع بلدهم وثرواتهم من الغاز والنفط المكتشفة حديثا، ويحاربون تحت حصار بري وبحري وتحت وابل صواريخ أحدث الطائرات الأمريكية وأسلحتها الموجهة بالأقمار الصناعية تحية لأبطال اليمن الذين يسجلون ملحمة سيقف أمامها التاريخ طويلا.