عندما يعتبر تحالف العدوان فتل الاطفال باليمن “عملا شرعيا”!
في استعراض للبيانات التي تُظهر ان الرياض تُنفق المزيد من الأموال لاستمرار العدوان على اليمن، رفعت السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، إنفاقها العسكري بنسبة 34.2 بالمائة، خلال النصف الأول من عام 2018، إلى 113.4 مليار ريال (30.2 مليار دولار).
العدوان على اليمن يرفع الإنفاق العسكري السعودي
وحسب مسح “الأناضول” لبيانات الميزانية السعودية الصادرة عن وزارة المالية، كان الإنفاق العسكري للمملكة، قد بلغ 84.2 مليار ريال (22.5 مليار دولار) في الفترة المناظرة من 2017.
وفي عام 2015 كانت قيمة إنفاقها العسكري 82.2 مليار دولار، وفي 2013، 59.6 مليار دولار فقط.
كما أعلنت شركة “آي إتش إس” للأبحاث والتحليلات الاقتصادية، أن مشتريات السعوديّة من السلاح قفزت بمعدل كبير، لتصبح المملكة المستورد الأول للسلاح على وجه الأرض في 2015، بقيمة 65 مليار دولار.
تنفق سنويا 70 مليار دولار على استيراد السلاح
وشكل الإنفاق العسكري الفعلي خلال النصف الأول 2018، 54 بالمائة مما تم تخصيصه في الموازنة المعلن عنها نهاية العام الماضي.
كانت الحكومة السعودية قد خصصت 21.5 بالمائة من موازنة 2018 للقطاع العسكري، بقيمة 210 مليار ريال (56 مليار دولار).
ويمثل الإنفاق العسكري للمملكة خلال النصف الأول 2018، قرابة 24 بالمائة من نفقاتها الإجمالية خلال الفترة المذكورة، التي بلغت 481.5 مليار ريال (128.4 مليار دولار).
وسنويا، تنفق المملكة 70 مليار دولار على استيراد السلاح، حسب تصريح سابق لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ومنذ 26 مارس/آذار 2015، يشن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن، تقصف المدن وتقتل المدنيين وتزايدت في الآونة الأخيرة، الغارات الجوية لتحالف التي تستهدف مدنيين، وأسفرت عن سقوط العشرات بينهم نساء وأطفال، وسط انتقادات أممية ودولية لتكرار الغارات ضد المدنيين.
وخلفت الحرب أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وحسب تقارير حقوقية دولية، فإن أكثر من 61% من ضحايا الحرب في اليمن سقطوا جراء غارات الطيران التابع للتحالف.
وتزايدت في الآونة الأخيرة، الغارات الجوية لتحالف العدوان التي تستهدف مدنيين، وأسفرت عن سقوط العشرات بينهم نساء وأطفال، وسط انتقادات أممية ودولية لتكرار الغارات ضد المدنيين.
وخلفت الحرب أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وحسب تقارير حقوقية دولية، فإن أكثر من 61% من ضحايا الحرب في اليمن سقطوا جراء غارات الطيران التابع للتحالف العربي.
استهداف حافلة تقل الاطفال
وفي احدث هذه المجازر، استيقظ العالم صباح الخميس على نبأ مجزرة جديدة ترتكب بحق المدنيين والأطفال اليمنيين وسط سوق ضحيان في مدينة صعدة شمالي اليمن راح ضحيتها 39 طفلاً وأصيب 51 آخرين كحصيلة غير نهائية، بهجوم لقوات التحالف، استهدف حافلةً تقل أطفالاً ، وهو ما ترك حالة من الامتعاض والاستياء لاستمرار هذا العدوان دون أي فائدة.
وحذرت الأمم المتحدة تحالف العدوان مرارا في السنوات الماضية، من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب، خاصة استهداف المدنيين والمنشآت العامة بالغارات الجوية.
وقال الناطق باسم انصار الله “محمد عبدالسلام” تعليقا على المجزرة “مجزرة بشعة ارتكبها طيران العدوان السعودي-الأمريكي، مستهدفاً حافلة طلاب وسط مدينة ضحيان بصعدة”.
وأضاف عبد السلام في تغريدة على تويتر “قمة السخف والسقوط أن يبرر ناطق تحالف العدوان جريمة اليوم بأنه استهدف من أسماهم مطلقي صاروخ أمس في تسطيح واستهتار واضح بأرواح المدنيين فيما المستهدفون حافلة طلاب في وسط مدينة ضحيان وبين المتسوقين والمشاة في الطريق العام، قبح يضاف فوق الجريمة”.
وتأتي المجزرة بعد أيام من وقوع مجزرة ارتُكبت بحق المدنيين في مدينة الحُديدة، راح ضحيتها قرابة 180 يمنياً بين قتيل وجريح؛ إثر قصف طائرات التحالف السعودي-الإماراتي أهدافاً مدنيَّة في مدينة الحُديدة غربي اليمن، مساء الخميس 3 أغسطس الجاري، بالتزامن مع دعوة الأمم المتحدة أطراف الصراع للتفاوض، مطلع الشهر المقبل، في جنيف.
التحالف يبرر قتله 39 طفلاً في اليمن!
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف العدوان العقيد “تركي المالكي”، إن “الاستهداف الذي تم اليوم في محافظة صعدة عمل عسكري مشروع” على حد زعمه.
وزعم أن العمل العسكري استهدف “العناصر التي خططت ونفذت استهداف المدنيين ليلة البارحة في مدينة جازان وقتلت وأصابت المدنيين”، أنه تم تنفيذ الاستهداف “بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية” على حد قوله.
وفي إشارة واضحة إلى أن الضحايا من الأطفال أشار إلى أن التحالف سيتخذ الإجراءات ضد الأعمال الإجرامية والإرهابية كتجنيد الأطفال في اليمن حسب زعمه.
اليونيسيف: هل الأطفال هدف عسكري؟
وقالت ممثّلة منظّمة “يونيسف” في اليمن، ميرتشيل ريلانو، في حسابها الرسميّ على موقع “تويتر”: “نحن قلقون للغاية إزاء التقارير الأوليَّة عن مقتل أطفال بصعدة اليمنيَّة”، وأضافت: “فرقنا تتحقَّق من أعداد القتلى والجرحى من الأطفال جرَّاء الهجوم”.
وشدَّدت المسؤولة الأمميَّة على أن الأطفال “ليسوا هدفاً في الصراع”، وقالت: إنها “شاهدت صوراً ومقاطع فيديو مرعبة قدمت من صعدة”.
وتابعت: “ليست لديّ كلمات سوى التساؤل؛ كيف كان هذا هدفا عسكرياً.. لماذا يتم قتل الأطفال؟”.
وشددت اليونيسيف على أنه “لا أعذار بعد مقتل العديد من الأطفال في الهجوم على صعدة”.
من جهتها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على حسابها بموقع “تويتر”: إن “هجوماً وقع صباح اليوم على حافلة تقل أطفالاً في سوق ضحيان شمالي محافظة صعدة”.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الغارات الجوية أصابت حافلة تقل أطفالا في سوق ضحيان، وذكر رئيس وفد الصليب الأحمر باليمن يوهانس برور إن أغلب المصابين بالغارات أطفال دون سن العاشرة.
وجدد الصليب الأحمر الدولي تأكيده أن القانون الدولي الإنساني يفرض حماية المدنيين أثناء النزاعات وعدم استهدافهم، وقال مدير الصليب الأحمر بالشرق الأوسط روبرت مارديني في تغريدة على تويتر “لقد حان الوقت لتتوقف هذه المآسي المتكررة في اليمن، ولا يجوز لأحد أن يسمح بوضع الأطفال في طريق الأذى وجعلهم يدفعون مثل هذا الثمن غير المقبول”.
قصف الحديدة: خلل تقني!
وتعددت هذه المجازر التي كان التحالف يعترف بأنها نتيجة خلل تقني، وينفي بعضها. ففي مساء الخميس 3 أغسطس الجاري سقط قرابة 180 يمنياً بين قتيل وجريح إثر قصف لطائرات التحالف السعودي الإماراتي على أهداف مدنيَّة في مدينة الحُديدة غربيّ اليمن.
وعبر مواطنون عرب عن غضبهم من هذه المجزرة المروعة، من خلال تغريدات عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” حيث أطلقوا وسماً حمل اسم “المدنيين الأبرياء”، واصفين ما يحدث في اليمن بجرائم حرب.
وسبقت مجزرة الحديدة عدد من المجازر خلفت الآلاف من القتلى المدنيين بينهم أطفال ونساء.
وكانت أبشع تلك المجازر هي التي تم فيها قصف قاعة حفل زفاف في اليمن خلال عام 2015، حيث صنفت من أعنف الهجمات على المدنيين في الصراع اليمني، لكونها أسفرت عن 131 قتيلاً جميعهم مدنيون.
ووصفت مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان في حينها الحادث بالأكثر دموية منذ بدء العدوان على اليمن.
وفي محافظة ذمار جنوب صنعاء خلال العام 2015، عندما تعرض حفل زفاف في منطقة سنبان لغارات جوية، قتل وأصيب على إثرها ما يقرب من 50 شخصاً، بينهم ثلاثة من العرسان.
وشهدت مديرية عيال يزيد مجزرة مروعة في عام 2015، بعد تعرض سوق شعبي لقصف من طائرات “التحالف” قتل على إثره 54 شخصاً.
وبعد أيام قليلة من هذه المجزرة، قتل أكثر من 40 مدنياً حين قصفت سوقاً للماشية في بلدة الفيوش في جنوبي اليمن.
وشهد يوم 15 مارس 2013 مقتل 117 مدنياً بينهم 25 طفلاً يمنياً، في غارات نفذها طيران “التحالف” على سوق شعبي في مديرية مستبأ محافظة حجة.
السعودية على القائمة السوداء
وبعد تعدد هذه المجازر التي كان التحالف يعترف بأنها نتيجة خلل تقني، وينفي بعضها، أدرجت الأمم المتحدة “التحالف العربي” الذي تقوده السعودية وقوات الحزام الأمني (المدعومة من الإمارات) باليمن، على اللائحة السوداء للدول والجماعات التي تنتهك حقوق الأطفال في مناطق النزاعات وفقاً لتقرير أصدرته المنظمة الدولية .
كذلك وثّقت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها لعام 2018، الذي يتضمن مراجعة سنوية لحقوق الإنسان حول العالم خلال العام 2017، كيفية “استمرار التحالف بقيادة السعودية في حملته الجوية والبرية على اليمن بلا هوادة”.
وأكدت أن التحالف “نفذ عشرات الضربات الجوية العشوائية وغير المتناسبة على أعيان مدنية قتلت الآلاف من المدنيين في انتهاك لقوانين الحرب”.
المدنيين الأبرياء
وبرز وسم “المدنيين الأبرياء” كردة فعل عفوية شعبية عربية على مجزرة الحديدة الأخيرة، حيث غرد محمد المختار الشنقيطي: “تجويع حرائر اليمن وأطفالهن، بينما تقصف السعودية و الإمارات بلدهن، وتحيط به دول عربية شقيقة فاحشة الثراء، عارٌ لا يغسله ماء البحر، وجريمة يندى لها جبين الدهر “.
وكتب سامح عسكر :”جريمة سعودية جديدة، استشهاد أكثر من 50 يمني في قصف بالطائرات على مستشفى الثورة بمدينة الحديده وآخر على الصيادين في الميناء”.
ووصف عسكر ما يجري في اليمن “بحرب عنجهية لم تنتج سوى الدمار والخراب أشعلها مجنون سلطة وآخر مجنون موانئ”، بحسب تعبيره.
وكتب علي بن ثيبة حول المجزرة “جرائم السعودية بحق الشعب اليمني طغت على كل جرائم الحروب بحق البشرية منذ خلق الله الارض”، وفق ما قال.
وأضاف: “الشهداء الذين تم حصر جثامينهم 60 والجرحى 170، وشهداء الان ظهروا مفقودين وليسوا قليل وقد تحولوا الى قطع صغيره تطايرت عشرات الامتار من مسرح الجريمة بمستشفى الحديدة”.
وكتب عباس الضالعي: “محاولة البعض تبرأة تحالف السعودية الامارات من جريمة مجزرة سوق السمك بـ الحديدة تساوي الجريمة ذاتها”.
وغردت إلهام بدر: “في اليمن لا يمكن الاستمرار بالقول باستهداف خاطئ مدة 4 سنوات حصيلتها مئات آلاف الأرواح من المدنيين الأبرياء في حرب يشنها تحالف الشر بدعوى محاربة “جماعة صغيرة”.
ويقول الكاتب فهمي اليوسفي ان استهداف طلاب المدارس القرآنية التي طالت الطلاب بصعدة هو إستهداف ممنهج يندرج ضمن بنك الأهداف السعودية وأمريكا، وكل ذلك يؤكد درجة إفلاس دول التحالف وارتفاع درجة الهستيريا لديها نتيجة الهزائم التي تتجرعها بصفة يومية.
ويضيف: لو نظرنا لهذه الجريمة من زاوية ألاستراتيجية العدوانية على اليمن من قبل دول التحالف سنجد أن بلدنا يتعرض لحرب إبادة شاملة بمختلف أنواع الأسلحة وتشمل حتى الطفل الرضيع وفقا لملامح عابرة توحي بها جدوى عدوان اليهود وكيان سعود .
لكن ماذا يعني إستهداف الطفل أو طلاب المدارس خلال العطلة الصيفية؟ سيكون الجواب بكل بساطة أن إستهداف الطفل يعني إستهداف المستقبل على إعتبار أن الطفل يمثل المستقبل
وطالما يستهدف المستقبل. إذا هذا ضمن مشروع دول العدوان للإبادة الشاملة لأبناء اليمن من شمال الشمال لأقصى الجنوب.
بلا شك ان هذه الجريمة تعتبر ضمن الجرائم التي لا تسقط بالتقادم بل تتعارض حتى مع القانوني الدولي والمواثيق الدولية. فوق هذا وذاك اتوقع إغفال هذه الجريمة من قبل الهيئات الأممية طالما أغفلت كافة الجرائم السابقة ويعتبر جزء من المشاركة بالجريمة.
كما لاتعتبر هذه القضية كريمة مثبته فقط على مسؤولية دول العدوان بل تشمل أيضا مسؤولية كافة الأجندات التابعة لها منهم عبد ربه منصور هادي وكل من يقف مع العدوان الخارجي على اليمن .
لكن على العالم بأسره أن يطلع على كل هذه الجرائم من الالف الى الياء ليشاهد السلوك الدموي لدول التحالف وليس أمام اليمنيين سوى الصمود في مواجهة هذه الغطرسة الوحشية لدول العدوان.
العالم