عندما تخذلهم السماء وتتحول حورياتهم إلى مستحاثات.. حلب تحررت
عين الحقيقة / علي مخلفوف
اهتز عرش آلهة الدم في العالم السفلي وتبعثرت زواحف الثورة هاربة باتجاه جحورها، تلوى ابن تيمية في سقر حنقاً، فيما استشاطت جيفة محمد بن عبد الوهاب غضباً وألماً، هربت الشياطين التي كانت تقاتل معهم بعد أن زعموا أنها ملائكة، وتحولت حورياتهم إلى مستحاثات بأعضاء أنثوية متحجرة لن تفي بعد الآن باستنهاض همم المسلحين وأعضائهم.
غضب السماء ونصره الذي كانوا يزعمون أنه سينزل بعدوهم نزل بهم، بينما مشى ملاك الموت الهوينا ضاحكاً على جثثهم في أزقة حلب رافعاً يديه بتحية السلام على كل جندي سوري يصادفه.
مدينة حلب باتت بتولاً من جديد، بعد ما حاول أبالسة “الحرية” تلويث عذريتها، وبالرغم من الدمار الكبير في تلك المدينة الأبيّة إلّا أنها ستتقمص عظمتها التاريخية من جديد، وستشهد عمراناً وإعادة بناء وتأهيل أعظم مما كان لديها قبل الحرب.
صور وفيديوهات لجنود سوريين يحملون عجائز ومسنين وعجزة من مدنيين الأحياء المحررة لنقلهم إلى خارج تلك المناطق وتقديم المساعدة الممكنة لهم، فيما علت أهازيج النصر وهتافات الفرح لدى أهل المدينة احتفالاً بالنصر الكبير.
أمّا على المقلب الآخر فقد عمدت وسائل الإعلام المعادية إلى ترويج المزاعم القائلة بمقتل عشرات المدنيين ومعاناة أهل المدينة، تداعت أنظمة الخليج من أجل التوجه إلى الجمعية العامة وذلك بعد فشل مشروع قرار في الأمم المتحدة بخصوص حلب وهدنة لسبعة أيام فيها، فيما حمّلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كلّاً من الحكومة السورية وروسيا وإيران مسؤولية ما يجري في حلب، في حين كان لافتاً تحميل وزير الخارجية الأميركي جون كيري المسلحين مسؤولية ما يجري لهم الآن بسبب رفضهم للهدنة سابقاً.
فيما يعيش المسلحون المتواجدون في الجنوب السوري أياماً عصيبة ومخاوف كبيرة من أن يكونوا المحطة التالية بعد حلب، ولا سيما في الغوطة الشرقية “دوما، حرستا، عربين، زملكا ..إلخ” أما في إدلب فتسود حالة من الرعب كون المدينة تحولت إلى مكان لتجميع جميع الإرهابيين الهاربين والمنسحبين من مناطق تم تحريرها على يد الجيش السوري.
بالعودة إلى الشأن السياسي فإن غالبية المراقبين والمحللين يرون بأن ما بعد تحرير حلب ليس كما قبله، فالأمر الواقع الذي يفرضه الجيش السوري وحلفاؤه سيصعب الأمر كثيراً على القوى العالمية والأنظمة الإقليمية الداعمة للجماعات الإرهابية، سيُجبر هؤلاء على الجلوس إلى طاولة مفاوضات من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في مناطق أخرى سواءً في الشمال كإدلب أو في الجزيرة السورية لا سيما في دير الزور والرقة، أو في الجنوب في ريفي درعا والقنيطرة وغوطة دمشق الشرقية، يضيف بعض المراقبين بأن كلّاً من دمشق وموسكو لن توافقا بعد تحرير حلب على أية مقترحات تقضي بتواجد مسلح في أي منطقة، فلقد كان مقتل الطبيبتين الروسيتين ومستشار عسكري روسي ميداني في حلب بمثابة الشرارة التي جعلت موسكو تمضي بأخذ ثأرها من الجماعات المسلحة، وقد قالها لافروف علناً كل من يرفض الخروج من المسلحين سيتم القضاء عليه، هذه النبرة لم تكون في حلب فقط، بل ستتكرر في كل المناطق خلال الفترة القادمة.