هذه العملية الرمزية «طوفان الأقصى» التي قامت بها وحدات رمزية من حركات المقاومة الفلسطينية أتت في هذا الوقت لتقول لهذا الكيان الإسرائيلي الغاضب بكبره وتجبره إنك ولا بد وبعيد عن كل التصنيفات والوعود الزائفة زائل ومنتهٍ، أيضاً لكل أولئك المطبعين من الأعراب الجهلة: إن عليكم مراجعة حساباتكم فهذا الكيان الهش فيما هو عليه من الذل والصغار « وقد شاهد الجميع كل ذلك وعبر هذه العملية عن كثب « لا يمكن أن يكون ملجأ أو مرجعاً وان حكمه ومن بعد اليوم وإلى أن يحين وعد الآخرة هو الزوال والفناء فلا تلطخوا أيديكم من مقام العروبة والعقيدة الإسلامية بالود والتطبيع له لأنه في الأخير إن هي عميت أبصاركم عن كل ذلك رغم كل هذه الدلائل والبراهين الحيثية مع وعود الله في كتابه لا مناص من أن تتوجوا بمرارة الخزي والعار وتلك مصاديق قوله تعالى (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) عليه ما عليهم وحكموا حكمهم بكل الصفات والمعايير .
أن هذه العملية البطولية والتي جعلت الهيبة الصهيونية الزائفة تحت الأقدام لها ومن طهر الهامات الحرة للقضية الفلسطينية أهداف وأبعاد جمة أهمها الرد بالفعل القاسي والمؤلم على كل تلك الجرائم والانتهاكات المتكررة من قبل قوات الصهيونية ووضع حد أخير لها، كذلك العودة لمسيرة العودة الفلسطينية واستعادة الثورة وتصحيح مسارها الثوري في مواجهة هذا الكيان الغاصب المستبد.
أضف إلى كونها مضموناً أيضاً نداء ثوريا وإسلاميا، نداء نهضويا تحرريا لتطهير مقدسات الإسلام ورموزه الحية، نداء لكل مسلمي العالم إلى الوحدة الإيمانية إلى اللحمة الإسلامية إلى تضافر الجهود التحررية المحقة وتوحيد الكلمة والمنطلق والفاعلية في مواجهة واجتثاث هذه الثلة اليهودية من الملعونين في كتابه وعلى ألسنة أنبيائه جيلا بعد جيل من عاثوا في الأرض خراباً وفسادا .
وفي الخلاصة وبحسب الوقائع والمعطيات وكذا السنن الإلهية والأحداث التاريخية والحيثية الواقعة والموعودة – سواء من حيث النهضة اليهودية في جوانبها الإفسادية وتجمع العنصر اليهودي أو من حيث الأقلية للصفوة المؤمنة وكلمتها المسموعة في هذا الزمان قد وفي علم الله أنه آن الأوان وأتت الساعة الموعودة «وإنما هذه النكسة اليهودية ووحدة كلمة الفصل لدول محور المقاومة تجليات التي فيها وبعون الله وتحقق وعده الصريح في سورة الإسراء بزوال العنصر اليهودي و دخول المسجد المقدس بعد أن يسوء بعزة الله وعلى الملأ وجوه اليهود و تنكسر شوكتهم .
قال تعالى… “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا”. صدق الله العظيم.