عملية “الحزام الأسود”: “إسرائيل” شلّت نفسها
الحقيقة/هيثم عبّاني
“الحزام الأسود” هو الاسم الذي أطلقته “إسرائيل” على عملية اغتيال القائد في الجهاد الإسلامي الشهيد بهاء أبو العطا، وما تلاها من جولة للقصف المتبادل. رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، قال ان “العملية حققت المطلوب بالكامل”، وزراء في حكومة نتنياهو تحدثوا عن أن عملية استعادة الردع الإسرائيلي، وألحقت اضرار جسيمة بالجهاد الاسلامي.
فهل حقا عملية “الحزام الأسود” أعادت قدرة الردع لـ”إسرائيل” مقابل فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وحققت المطلوب منها بالكمال.
للوقوف على نتائج العملية لا بد من مراجعة بعض الدلالات التي حصلت خلال اليومين الماضيين، والتي في بعضها لم تشهده “إسرائيل” منذ حرب الخليج الثانية، بحسب وصف المعلقين الاسرائيليين.
البداية مع افتتاحية صحيفة “هآرتس” التي جاء فيها “مواطنو اسرائيل علقوا في اليومين الاخيرين في شرك عبثي، فقد تبين لهم ان غزة أصبحت تطوق “اسرائيل” بقدر لا يقل عما تطوق به “اسرائيل” القطاع”.
في توقيت العملية، الكثير من المحللين الإسرائيليين أشاروا الى ان نتنياهو يقوم بنفخ وتضخيم التهديدات لإنقاذ نفسه من الملفات التي تلاحقه ولإحراج خصمه بني غانتس لدفعه نحو حكومة وحدة، الكاتب والصحفي في صحيفة “هآرتس” “يوسي كلاين” كتب “أنا لا أصدق نتنياهو. مناوراته واكاذيبه في السنوات الاخيرة حولته الى شخص غير موثوق… هو لم يعد يمكنه بيعنا حالة الطوارئ أو أن يطلب منا الهدوء لأنهم يطلقون النار… الذعر والخوف اللذان اثارهما في هذا الاسبوع بشكل متعمد، لن يساعدا نتنياهو في المحاكمة الجارية ضده في الوقت الحالي في التلفاز وفي الشبكات الاجتماعية”.
في بعض الأحيان يمكن التحليل والاسهاب في كتابة تعليقات ومقالات، لكن احيانا تكون الصورة تساوي ألف كلمة، تكفي مشاهد الهلع والخوف، اغلاق المصانع والمطاعم، كل ذلك، بحسب معلقين إسرائيليين، مقابل جبهة تعتبر الأصغر والأقل تجهيزا قياسا لما ينتظر “إسرائيل” على الجبهة الشمالية التي تعتبر “أشد إيلاما” على حد تعبير معلق الشؤون العسكرية في قناة كان الإسرائيلية “روعي شارون”.
الكاتب في صحيفة “هآرتس”، أوري مسغاف، علق على مجريات عملية “الحزام الأسود” مع الجهاد الإسلامي بالقول ” اسرائيل لم تظهر أكثر ضعفا في أي وقت مضى أكثر من هذا الأسبوع… على الفور بعد عملية الاغتيال، دخلت اسرائيل في حالة ذعر. وابل من صافرات الانذار والتحذيرات، استوديوهات متتالية، حركة قطارات تم وقفها، الغاء التعليم من غوش دان وحتى الجنوب… الملايين من الاسرائيليين في البيوت والملاجئ. مليارات الشواكل ذهبت هباء”.
في الخلاصة، قد تكون “إسرائيل” نجحت في عملية الاغتيال على المستوى التكتيكي، لكن هل تحسن الوضع الأمني للإسرائيليين؟ بالبعد الاستراتيجي، لا يبدو الامر هكذا. فهل الوضع في مستوطنات الجنوب أصبح أفضل؟ وهل الجهاد الاسلامي أصبح أكثر ضعفا؟ وهل الجيش الاسرائيلي اصبح أكثر قوة؟ ، يقول الكاتب في صحيفة “هآرتس” “جدعون ليفي”: “لا يوجد أي جنرال من الجنرالات ومن المحللين نجحوا في شرح ما الذي كسبته اسرائيل من كل ذلك”.