عمليات اليمن العسكرية تتزامن مع عيد (بيستاح) اليهودي.. الرسائل والدلالات
يستغل اليهود ما يسمى عيد الفصح “بيساح” للرفع من وتيرة اعتداءاتهم بحق الشعب الفلسطيني وتوسيع سيطرتهم على الأراضي الفلسطينية وتدنيس المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى، لكن هذه السنة جاءت هذا العيد وملايين الصهاينة في ملاجئهم فقد كان كيان العدو على موعد مع ثلاث عمليات عسكرية يمنية شلت أركانه وأوقفت مطاراته.
ففي ما يسمى بعيد الفصح اليهودي، يصعد كيان العدو ومستوطنيه من اعتداءاتهم وتحديدا في مدينة القدس المحتلة، وبإيعاز من سلطات الاحتلال، جرت العادة أن يزداد عنف قوات العدو والمستوطنين ضد الفلسطينيين في هذا العيد، ، وفي هذا السياق عزز اليهود قواتهم هذا العام في مناطق الضفة الغربية والقدس بست سرايا إضافية، في سياق زيادة قبضتهم العسكرية على الفلسطينيين.
ما هو عيد الفصح، وما هي طقوس اليهود فيه؟
يعد عيد الفصح أو ما يسمى “بيساح” واحدا من أهم ثلاث أعياد يحتفل بها اليهود في العام، بالإضافة لأعياد الأسابيع الذي ينطق بالعبرية “شافوعوت”، وعيد المظلات أو العرائش وينطق بالعبرية “سوكوت”.
يبدأ عيد الفصح بالتقويم الميلادي في الفترة الواقعة ما بين 10-20 من شهر أبريل، وهو الشهر الأول من السنة العبرية، التي تبدأ رأس السنة فيها من منتصف ليلة 15 من الشهر ذاته.
وعيد الفصح اليهودي، هو احتفال سنوي يحتفل به اليهود في كافة أرجاء العالم لمدة سبعة أيام، إذ تزعم رواياتهم، أنه احتفال يجري بمناسبة خروج بني إسرائيل من مصر هربا من فرعون بقيادة النبي موسى عليه الصلاة والسلام والذي حدث قبل 1300 عام قبل الميلاد.
وتقول خرافاتهم إنهم صنعوا خلال خروجهم وعلى مدى ثمانية أيام، فطيرا من دون خميرة بأمر من الله، لذلك يحرم على اليهود خلال هذا العيد أكل الخبز والمعجنات المخبوزة بالخميرة.
ولعل من أهم طقوس اليهود في هذه الأيام هو تعبير “لاعاسوت بيساح”، حيث يقومون بالتخلص من الخميرة، ويحرم عندهم أكل الخبز المخمر، أو أي منتوجات غذائية تصنع منه، أما المنتجات المعروضة في محلات البقالة من الكعك والبسكويت المصنوعة من الخميرة، فيتم تغطيتها، ويأكلون خلال هذا الأسبوع فطيرا، وهو عبارة عن خبز مسطح غير مخمر يسمى “ماتسوت” وهو إما أن يكون مربعا أو مدورا.
ودأب اليهود في احتفالاتهم الرئيسية ومنها “بيساح”، على ذبح الماعز والأغنام، وأن تكون هذه الأغنام جاهزة من يوم العاشر من شهر أبريل ليتم ذبحها يوم الرابع عشر، الذي يسبق اليوم الأول من التقويم العبري.
في السنوات الأخيرة، سعت جماعات يهودية أشهرها “عائدون إلى جبل الهيكل” و”كهنة المعبد”، إلى الدعوة الصريحة والعلنية لتقديم القرابين لذبحها ونشر دمها داخل ساحات المسجد الأقصى، في استفزاز لمشاعر المسلمين وتدنيس لمساجد الله.
وتعزز الجماعات اليهودية من سيطرتها على المسجد الأقصى مستغلة موسم الأعياد ومنها “بيساح”، من خلال فرض تقسيم زماني ومكاني فيه، إذ توفر قوات العدو حماية للمستوطنين المقتحمين لساحات المسجد الأقصى، والذين يدنسون باحاته، ويؤدون طقوسا تلمودية كالسجود الملحمي ورفع شعارات تدعو لهدم المسجد وإقامة الهيكل على أنقاضه.
وقبل عيد “بيساح” هذا العام نشرت جماعة بـ”كهنة الهيكل” المزعوم، على نطاق واسع صور وموادا متخيلة لإقامة مذبح القربان في مكان قبة السلسلة شرق قبة الصخرة، وذلك في إطار التمهيد والتحضير التي يجرونها سنويا لتقديم قرابينهم المزعومة”.
عمليات اليمن تنهي “بيساح”
وبالتزامن مع عيد “بيساح” اليهودي؛ و”انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني” جاءت ضربة اليمن المساندة لغزة حيث ضربت القوة الصاروخية مطار “بن غوريون” في يافا بصاروخ «ذو الفقار» الباليستي، كما استهدف صاروخ فرط صوتي نوع “فلسطين 2 قاعدة “سودت ميخا” في منطقة شرق أسدود المحتلةِ وهي قاعدةٌ صاروخيةٌ لإطلاقِ صواريخِ “اريحا” وبطارياتِ صواريخِ حيتس، كما نفذَ سلاحُ الجوِّ المسيرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً استهدفتْ هدفاً حيوياً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ عسقلانَ المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيرة.
واعترف إعلام العدو بأن صفارات الإنذار دوّت في عشرات المواقع داخل فلسطين المحتلة بما في ذلك منطقتا يافا “تل أبيب” والقدس، كما توقف العمل في مطار اللد “بن غوريون” في ذروة نشاطه، والذي أعلنته القوات المسلحة اليمنية سابقا بأنه غير آمن.
وقال زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) أفيغدور ليبرمان إنه في “عيد الفصح 2025 صواريخ من غزة واليمن، وملايين المدنيين يهرعون إلى الملاجئ و59 مخطوفا يقبعون في أنفاق حماس“، مضيفا “هذا هو (النصر المطلق) كما يراه رئيس وزراء السابع من أكتوبر”، في إشارة منه إلى نتنياهو.
فيما علق زعيم حزب “الديمقراطيين” الصهيوني، يائير غولان، على العمليات، وقال إن “كل الدولة في الملاجئ في عيد الفصح، صافرات إنذار وقصف ورعب و59 مخطوفا في غزة، وحماس ما زالت في الحكم. فشل نتنياهو واضح: لا يوجد أمن على الحدود، ولا أمن في الشوارع، ولا أمن في الداخل. إسرائيل بحاجة وتستحق أفضل من ذلك”.
بدوره، أقرّ الرئيس التنفيذي لوكالة السفر “زيون تورز” في القدس المحتلة، مارك فيلدمان، بنجاح صنعاء في استهداف مطار “بن غوريون” وتعطيل السياحة في الكيان الصهيوني. موضحا أن اليمنيين “يعرفون تمامًا ما يفعلونه، فهم يستهدفون مطار “بن غوريون” لأنهم يعلمون أن ضرب السياحة يضر “إسرائيل” اقتصاديًا ونفسيًا، وللأسف، الأمر ناجح حتى الآن، حد وصفه.
وأشار إلى أن شركات الطيران الأجنبية أكدت أنها ستنسحب فورًا من “إسرائيل” إذا سقطت صواريخ مجددًا قرب مطار “بن غوريون”.
وكان موقع “ذا ميديا لاين” الأمريكي، قد كشف السبت، عن حجم التهديدات التي تشكلها ضربات صنعاء على الكيان الصهيوني، وقال الموقع في تقرير إنه ومع اقتراب عطلة “عيد الفصح”، التي تُعدّ عادة فرصة سانحة للسفر إلى “إسرائيل”، فإن قطاع السياحة الإسرائيلي يواجه تهديدًا متجددًا جراء إطلاق الصواريخ والمسيّرات من اليمن.
وأوضح التقرير أنه وبعد وقت من الهدنة القصيرة في غزة، عادت صناعة السياحة في “إسرائيل” لتكون على حافة الخطر مجددًا، مؤكدا أن إعلان اليمنيين صراحة أنهم يستهدفون “مطار بن غوريون” في “إسرائيل”؛ فإن ذلك يعطّل عمليات شركات الطيران ويضع قطاع السياحة المحلي في مأزق
في حين كان يستعد اليهود هذا العام للاحتفال بواحد من أهم أعيادهم ويسعون في أيام “بيساح” بتوسيع سيطرتهم على القدس، جاءت الضربات اليمن لتقض مضاجعهم ويحتفلون بها على الطريقة اليمنية، على أصوات صفرات الإنذار وفي الملاجئ، وسيستمر هذا الوضع حتى يرفع الحصار ويوقف العدوان عن غزة، خصوصا مع تأكيد القوات المسلحة اليمنية مواصلتها لعمليات إسناد غزة، وفشل العدوان الأمريكي على اليمن في إيقاف أو الحد من قدرات صنعاء.
المصدر ـ المسيرة نت