على وقع رسالة “نصر الله” .. المقاومة تقصف مائدة “العشاء الأخير” في حيفا
على وقع رسالة “نصر الله” .. المقاومة تقصف مائدة “العشاء الأخير” في حيفا
في مشهد مليء بالاندفاع البطولي والحماس وروح التضحية تكريماً للشهداء، استمع مقاتلو حزب الله اللبناني إلى خطاب مؤثر جاء على لسان الشهيد حسن نصر الله والذي بثه الإعلام الحربي مساء الأحد. وكان هذا الخطاب موجهاً لمقاتلي الحزب خلال إحدى المناورات العسكرية، حين أكد الشهيد نصر الله على أهمية دورهم، مشدداً على أن الجميع يتطلعون إليهم، إلى عقولهم النيّرة، وقلوبهم المؤمنة، وسواعدهم الفتية القوية.
وبالفعل فقد استجاب مقاتلو حزب الله لنداء الشهيد، ما مكّنهم من توجيه ضربة قوية للعدو الصهيوني عبر هجوم مزدوج بالطائرات المسيّرة والصواريخ، نفذه الحزب يوم أمس الأحد على حيفا شمال فلسطين المحتلة. ووُصف هذا الهجوم بأنه الأعنف منذ بداية الحرب، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الصهاينة.
ونفذ مقاتلو حزب الله عملية إطلاق سرب من المسيّرات الانقضاضية على معسكر تدريب تابع للواء “غولاني” في “بنيامينا”، جنوبي حيفا المحتلة. وأكدت المقاومة أنّ هذه العملية جاءت في إطار سلسلة عمليات “خيبر”، وبنداء “لبيك يا نصر الله”، ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية وخصوصاً على النويري والبسطة في العاصمة اللبنانية بيروت وسائر المناطق، ورداً على المجازر التي يرتكبها الاحتلال.
وجدّدت المقاومة تأكيدها أنّها ستبقى حاضرةً وجاهزةً للدفاع عن لبنان وشعبه، وأنّها لن تتوانى عن القيام بواجبها في ردع الاحتلال. ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية الضربة بأنّها “الأصعب منذ بدء الحرب”، مشيرةً إلى أنّ حزب الله ضرب الجنود عندما اجتمعوا لتناول الطعام في القاعدة العسكرية، ومؤكدةً أنّه على علم “أين يضرب ومتى”.
وأفاد إسرائيليون بأنّ المسيّرة أطلقت صاروخاً، وانقضّت بعد ذلك على هدفها وانفجرت، علماً بأنّ الدفاعات الجوية الصهيونية فشلت في اكتشاف الطائرة، التي انفجرت من دون أن تدوي صفارات الإنذار في المنطقة، بحسب ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية.
وجاء هذا الهجوم، بعدما نشر الإعلام الحربي في المقاومة اللبنانية، كلمةً كان قد وجّهها الأمين العام للحزب الشهيد حسن نصر الله إلى المقاتلين، خلال إحدى المناورات العسكرية. وخاطب الشهيد نصر الله مقاتليه، مؤكداً أنّ الجميع يتطلّع إليهم: “إلى عقولكم النيّرة وقلوبكم المؤمنة وسواعدكم الفتية القوية”. كذلك، أضاف أنّ الرهان “عليهم، بعد الله، للدفاع عن هذه الأرض المقدّسة والمباركة وعن هذا الشعب الشريف، وعن كل إنجازات دماء الشهداء الذين سبقونا”. وتابع: “بارك الله فيكم وبارك بجهودكم وعملكم وسهركم وتعبكم”، سائلاً الله أن يجعل المجاهدين “دائماً حماة الديار والشرفاء والدين”.
يُذكر أنّ مقاتلي حزب الله وجّهوا رسالةً إلى الشهيد حسن نصر الله عقب استشهاده من “مرابض مدافعهم، ومن صليات صواريخهم، ومن قبضاتهم التي كانت وستبقى قابضةً على الزناد”. وأقسم المقاتلون في رسالتهم التي بعثوها “من حدود فلسطين التي مضى (السيد) شهيداً في طريقها، ومن مواقع المقاومة الإسلامية على امتداد الوطن، بأنّهم والله على عهدهم ماضون، وعلى وعدهم مستمرون، حتى يحققوا آماله وأهدافه، مهما بلغت التضحيات”. كما خاطبوا الشهيد نصر الله قائلين: “كما كنت تعدنا بالنصر دائماً، نعدك بالنصر مجدداً”.
أما للشعب الصابر الأبي والوفي فقالوا: “قسماً بآهات المعذّبين وبالأشلاء الممزقة، لن يسلم القاتل من بأسنا وثأرنا، ولن ينال من عزمنا، ولن تسقط الراية من يدنا، وهذا عهدنا ووعدنا والقسم”.
ومساء أمس الأول، قال الإعلام الدولي إن مسيّرة حزب الله التي ضربت بنيامينا جنوبي حيفا مساء من النوع “المتطور جدا”، مؤكدا وجود تعتيم كبير في الإعلام الإسرائيلي حول المكان المستهدف. وبيّنت تقاري إعلامية أن مجموعات صهيونية كثيرة تتناقل صورا تتعلق بالهجوم تعود إلى غرف طعام تستخدم لجنود إسرائيليين، مشيرا إلى وجود دماء على أرضية هذه الغرف.
ولفت مراسلون إلى أن موقعا صهيونيا يُدعى “كيكار هشبات” نقل عن شهود عيان وجهات أمنية وعسكرية قولهم إن المسيّرة من النوع المتطور جدا، وكانت تحلق على مستوى منخفض، ثم أطلقت صاروخا باتجاه الهدف ثم انفجرت فيه.
ووقالت وسائل إعلام صهيونية إن المسيّرة ضربت “مكانا ما” دون نشر تفاصيل عنه، و”هو أمر غير طبيعي خلافا لما جرت عليه العادة في تغطياتها الإخبارية”، كما نشرت مواقع إلكترونية صورا لعشرات الجنود الإسرائيليين يساعدون بإخلاء الجرحى، وسط تساؤلات حول كيفية وصولهم إلى المكان المستهدف بهذه السرعة في منطقة ليست مأهولة بالسكان بين بنيامينا ومنطقة وادي عارة. وقال شهود عيان إن هذا الحدث “جرى بمكان خاص، ولا يريدون النشر عنه رغم كل الصور التي يجري تناقلها”.
يواصل حزب الله التصدي لمحاولات التوغل البري الصهيوني جنوب لبنان مستهدفا برشقات صاروخية كبيرة مواقع عسكرية صهيونية مما أدى إلى اندلاع حرائق، في وقت يقصف فيه الطيران الصهيوني قرى جنوب وشرق لبنان مما أسفر عن إصابة جنود لبنانيين، وأكد حزب الله أن مقاتليه هاجموا قوات صهيونية في الحارة الغربية ببلدة عيتا الشعب جنوب لبنان، مشيرا إلى تواصل الاشتباكات.
وأعلن أنه قصف تجمعا لجنود الجيش الصهيوني في مرتفع كنعان ببلدة بليدا جنوبي لبنان، بعد أن أفاد صباح أمس أن مقاتليه اشتبكوا مع قوات صهيونية من المسافة صفر أثناء محاولتها التسلل إلى البلدة، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
كما قال إنه استهدف بصاروخ موجه دبابة صهيونية جنوب بلدة القوزح جنوبي لبنان مما أدى إلى احتراقها وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح. وأضاف أنه قصف موقع حبوشيت وقاعدة تسوريت ومستعمرة كريات شمونة برشقات صاروخية، كما استهدف تجمعات لجنود الجيش الصهيوني في محيط ثكنة شوميرا وفي خلة وردة وفي موقع مسغاف.
ومنذ 23 سبتمبر الماضي، وسعت “إسرائيل” نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، لتشمل لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، بشن غارات جوية غير مسبوقة، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه. ويرد حزب الله يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، منها الموجودة في مستوطنة تل أبيب.
المصدر: الأيام نيوز:آدم الصغير