على واشنطن وتل أبيب الإجابة أيضاً!..ماذا تعرف عن برج خليفة ؟
استفاقت الامارات من هول الصدمة على بعض الاستنكارات وبعض التأييد، لكن أي من أولئك لن يعيد ساعات الحرب إلى الوراء او يمنع الاستهدافات اللاحقة التي قد تصيب برج خليفة بكل رمزيته حسب ما ألمح مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية أحمد حامد بسؤاله في تغريدة له على موقع تويتر “ماذا تعرف عن برج خليفة؟”.
في الواقع، ليست أبو ظبي المعنية الوحيدة بالإجابة عن هذا السؤال. فكل من الولايات المتحدة و”إسرائيل” والسعودية هم مخوّلون للإجابة أيضاً، فقرار ضرب المزيد من الأهداف في العمق الاماراتي ليس مبنياً إلا على إصرار هؤلاء على التصعيد في الداخل اليمني خاصة في شبوة وصنعاء وارتكاب المزيد من المجازر التي لا مبرر لها.
كان من الواضح خلال الفترة الماضية، رغبة ما يسمى قوات “التحالف العربي” بإعادة “الاستدارة شمالاً”، والدخول مجدداً إلى المناطق التي تقع سيطرة الجيش واللجان الشعبية. وبما ان القوات المدعومة من الرياض لم تستطع ذلك طيلة الفترة الماضية، تم توريط تلك المدعومة من الامارات كونها ترتكز بشكل كبير على المجموعات السلفية وأبو ظبي نفسها في هذه العملية الأمر الذي أوقع الأخيرة في شرك غامرت فيه واشنطن وجهزت له الرياض.
هذه الاستدارة وإعادة التصعيد في شبوة كان أكبر من أن يغض الطرف عنه مع وصوله إلى مستوى خرق قواعد الاشتباك ما بين الطرفين والتي كانت قد ثبتتها قوات صنعاء خلال السنوات الـ 7 سنوات. وهي المغامرة التي أوصلت الصواريخ اليمنية إلى مصاف النفط الإماراتية بعدما كانت قد حُيّدت بناء على تفاهمات سابقة بين الجانبين وأخلّت أبو ظبي بها.
وما يحمل أنباءاً سيئة لأبو ظبي أن هذا الاستهداف لن يكون يتيماً، مع تأكيد رئيس الوفد اليمني المفاوض محمد عبد السلام ذلك، حيث أشار في تغريدة له على موقع تويتر ان “دويلة صغيرة في المنطقة تستميت في خدمة أمريكا وإسرائيل، كانت قد زعمت أنها نأت بنفسها عن اليمن لكنها انكشفت في الآونة الأخيرة خلاف ما زعمت”. محذراً بالقول”على إثر ذلك فهي بين أن تسارع لكف يدها عن العبث في اليمن أو جاءها بقوة الله ما يقطع يدها ويد غيرها”.
تعلم الامارات جيداً ان كل التضامن السعودي والأميركي وحتى الإسرائيلي معها لا يعدو كونه “تودد دبلوماسي” لن يردع الصواريخ الباليستية اليمنية ولا الطائرات المسيرة من دخول مجالها الجوي وتهديد الخطة الاقتصادية الخمسين التي “تخدم أهداف مئوية الامارات عام 2071 لتعزيز الاقتصاد وزيادة الإنتاج المحلي وتطوير بيئة الأعمال” والتي تسعى جاهدة لتطبيقها عبر استمالة الشركات الاستثمارية الأجنبية والتي بدورها باتت غير مطمئنة للعمل ببيئة أصبحت كل بناه التحتية معرض القصف نتيجة سياسات الطبقة الحاكمة فيه. حيث أنها تلّقت رسالة مباشرة منذ عام 2017 من قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي وأعادها المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية عند الإعلان عن عملية “إعصار اليمن” بأن “القوات المسلحة تحذر الشركات الأجنبية والمواطنين والمقيمين في دولةِ العدو الاماراتيِ بأنّها لن تتردد في توسيع بنك الأهداف ليشمل مواقع ومنشآتٍ أكثر أهمية خلال الفترة المقبلة وبأنّ عليهِم الابتعاد عن المواقع والمنشآت الحيوية حفاظاً على سلامتهم واعتبار الإمارات دويلة غير آمنة طالما استمر تصعيدها العدوانيُّ ضدَّ اليمن”.
وهذا أيضاً يضع، بطبيعة الحال، كل التواجد الاماراتي في البلاد تحت طائلة الاستهداف خاصة في الجزر اليمنية التي احتلتها القوات الإماراتية واستقبلت فيها جنود إسرائيليين وبريطانيين. عندها ستتسع مروحة الاستهداف أكثر مما تتحمله الامارات والدول الداعمة لها.