على مشارف العام الخامس من الصمود الأسطوري
الحقيقة/إبراهيم الغفاري
٤٥ يوماً ونحن علَى مشارف العام الخامس من الصمود الأسطوري العظيم الذي سطّره هذا الشعبُ العظيم جيشاً ولجاناً شعبية وَنكفاً قبلياً يقضي رجال الله مرابطين في الثغور متصدّين بكل بسالة الأكبر عدوان كوني تشهده الأرضُ ضد يمن الإيْمَان والحكمة ضد اليمن وشعبه وضد ثورته واستقلاله ومع هذا لا يزال الكثير من رجال اليمن يتوافدون علَى الجبهات ولا زالت قوافل الكرم تسند الجبهات بالمال والرجال مستمدين من الله الصبرَ والثبات واثقين بنصرِ الله.
في كُـلّ لحظة وعلَى امتداد ميادين الشرف والبطولة فمن كرش بلحج جنوباً إلى جبهات الحدود جيزان ونجران وعسير شمالاً يحقّق رجال الله من أبطال الجيش واللجان الشعبية والنكف القبلي بفضل الله إنجازاتٍ نوعيةً ما بين دحر زحوفات وقنص رؤوس النفاق إلى غزوة مظفرة إلى هجوم نوعي وتطهير مواقع إلى قصف صاروخي ومدفعي إلى طيران مسير علَى مواقع استراتيجية في العمق السعودي والإماراتي ودخل معسكرات المنافقين وصولاً إلى إنجازات استراتيجية يرتب لها رجال الله في جبهات الحدود طالما تمادى العدو في غيه ستكون فاتحة نصر كبير ليس لليمن فحسب بل للمنطقة بكلها اننا لا نستطيع أن موجز إنجاز يوم واحد في صفحة واحدة فما بالكم بأيامٍ وليالي تقارب الشهر ولكننا من واقع الفخر والاعتزاز بما يحقّقه الله علَى أيدي جنوده من يمثلون قوته وباسه علَى اعدائه في الأرض نحاول أن يكون لنا الشرف في أن نتعرف قطرة من بحر ما يجري علَى أيديكم من ضربات منكّلة بأَعْدَاء الله وفي ذلك (فليفرحوا) وفي ذلك شفاء (صدور قوم مؤمنين).
صمود أسطوري وتطهير مستمر، يسطر رجال الله الشرفاء أروع صور الملاحم والثبات ففي صرواح التاريخ والحضارة يتجرع العدو السم الزعاف فيما العدو يعلن انتصارات وهمية يدغدغ مشاعر أمهات وعوائل المرتزقة الذين تركهم صرعي في الشعاب والوديان بينما أولياؤهم يعاقرون الملذات في فنادق وملاهي الرياض والقاهرة وغيرها أمامي جبهات الحدود فهي أكبر من أن نتحدث عنها وعدسات الإعلام الحربي تقدم يومياً للشعب اليمني والعالم أجمع ما ينسيه جراحَه من مشاهدَ مصورة تثلج الصدور لما يقوم به رجالنا الأبطال من عمليات نوعية جعلت العدو يعيشُ حالةً من الهستيريا فيرتد حقوداً علَى قصف الأطفال والنساء والمساجد والمشافي وغيرها مثل الجسور ومصانع الحديدة والمنشئات الرياضية في اليمن ولا زال مسلسل اقتراف الجرائم مستمراً.
وبهذا نستطيع القول وبكل ثقة بأن دول تحالف العدوان علَى اليمن قد خسرت رهانها في اختراق الجبهة الداخلية وشق الصف الوطني المقاوم للعدوان والتصدي له ونحن علَى مشارف العام الخامس في حد ذاته يشكل هزيمة كبيرة لتحالف العدوان تضافُ إلى الهزائم المتتالية التي يمنون بها يومياً في مختلف الجبهات الداخلية وفي ما وراء الحدود، لكن تظل مشكلتنا في اولئك النفر من السياسيين والاعلاميين الذين لا يعجبهم العجب وما زالوا غير مصدقين بأن الوضعَ في اليمن قد تغير وأصبحت طموحاتُ كُـلّ أبناء الشعب اليمني وتطلعاتهم لا نقول تتمثل وإنما تنحصر في التحرّر من الوصاية الخارجية والعمل علَى بناء الدولة القوية العادلة.
وأخيراً نقول: علَى أيديكم أَيُّهَـا الأبطال سيكون إنقاذ المؤمنين فأَنْتَــم واللهِ في أقدس مهمة اختاركم اللهُ لهذه المهمة وفي أقدس موقف وفي أعظم مكانة قربه إلى الله.. إنكم تدافعون عن الأطفال والنساء والشيوخ وكرامة أبناء وطنكم، لقد اختاركم الله لهذه المهمة فكونوا جديرين بهذا الاختيار وكما قال السيد عبدالملك ابن بدرالدين الحوثي حفظ الله ورعاه (نحن في هذا السياق وفي هذا المسار مطلوب منا ونحن في معركة كهذه معركة مشرفة معركة عظيمة معركة محقة مطلوب منا فيها دائماً أن نبذل قصارى جهدنا، أن نثبت في كُـلّ الأحوال والظروف أن نطمئن أن نثق بالله سبحانه وتَعَالَى وبنصره، والتحدي مهما كبر أَنْتَــم بالله أكبر.. وعامل القوة أننا معتمدون علَى الله وهم معتمدون علَى أمريكا، أننا مظلومون وهم ظالمون أننا معتدى علينا وهم معتدون باغون؛ ولذلك كُـلّ عناصر القوة لصالحنا وهي العناصر الأساسية التي تبني عليها سنن الله مع خلقه.