على طريق الاحتفال بالمولد النبوي “1 “…بقلم/عبدالفتاح البنوس
تبتهج اليمن أرضا وإنسانا، وتكتسي حللا من الجمال وهي تستعد للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف للعام 1441هـ، مولد النور الذي أضاء الكون بمقدمه، وبدد دياجير الظلم بأنواره المحمدية، التي ما تزال متوهجة بالألق حتى يومنا هذا، وستظل بإذن الله حتى يرث الله الأرض ومن عليها، حالة من النشاط والعمل الدؤوب على الصعيدين الرسمي والشعبي، استعدادا للاحتفال بمولد خير من وطأ الثرى.
كرنفالات احتفالية خطابية وثقافية في مختلف المحافظات تعبر عن حجم الارتباط الذي يجمع أبناء الشعب اليمني بالرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ندوات ومحاضرات ومهرجانات خطابية تستعرض السيرة المحمدية والقيم والمبادئ والمنهج النبوي الذي سار عليه سيد الخلق، والتي أرسى من خلالها دعائم الدولة الإسلامية ووضع لبناتها وأرسى مداميكها،وخط مسارها ورسم معالمها، وثبت أركانها، والتي لانت لها القلوب القاسية، واطمأنت بها النفوس المريضة، واهتدت بها العقول الحائرة، لتحلق في آفاق الإيمان الرحبة.
ندشن احتفالاتنا بالمولد النبوي هذا العام مبكرا، لأن الشخصية والمناسبة المحتفى بها عظيمة، بل هي العظمة بأصلها، احتفالات رسمية وشعبية هي الفريدة من نوعها على مستوى الوطن العربي، نقف خلالها مع شخصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، ونستذكر فيها المآثر والدروس التي سطرها وخلدها خلال مسيرة حياته التي امتدت لـ 63عاما، بهدف السير على نهجه واقتفاء آثره والتأسي والاقتداء به، معلما وهاديا، ومنقذا، ومربيا.
ونحن مطالبون اليوم بأن نستحضر الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في حياتنا وتعاملاتنا، فالنبي لا يريد منا أن نحتفل بمولده برفع الأعلام الخضراء، وشعارات المولد، واللافتات الدعائية العملاقة ونحن نسير بخلاف ما سار عليه، وننهج منهجا مغايرا لمنهجه القويم، ونتخلق بأخلاق غير أخلاقه المحمدية السامية، ونسلك غير مسلكه، ونعمل بخلاف ما كان عليه صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين.
بالمختصر المفيد، النبي لا يريد منا أن نحتفل به ونحن نقطع الصلاة ونمنع الزكاة، ونقطع الأرحام، ونأكل الحرام، ونقترف المعاصي والآثام، فمن يحب النبي ويحتفل بمولده لا يسرق ولا ينهب ولا يعبث و لا يلهو ولا يفجر، ولا يكفر ولا يوالي أعداء الله، ويسلك مسلكهم وينهج نهجهم، من يحب النبي يقوم بما قام به، يتقي الله في سره وعلانيته، يأتمر بأمره وينتهي بنواهيه، ويجاهد في سبيل الله، كما جاهد الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأعتقد جازما أن الاحتفال بالمولد النبوي محطة هامة لتجديد الولاء لرسول الله، وتعزيز الانتماء للهوية الإيمانية التي جاء بها كقاسم مشترك بين كل المسلمين في مختلف بقاع العالم، وهي فرصة لتصحيح مسارنا وتقويم اعوجاجنا، لنرتقي ونسمو نحو العلياء لنظفر بالفوز برضا الله ورضوانه، وللحديث بقية ضمن سلسلة مقالات يومية تواكب الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم