على خطى “اسرائيل” في فلسطين.. ها هي السعودية تحذو حذوها في اليمن!
يذكرنا ما يشن طائرات العدوان السعودي اليوم غارات همجية على اليمن بما شن ويشن كيان الاحتلال على لبنان وفلسطين. فمنذ انطلاق هذا العدوان الغاشم على اليمن، تستخدم القاذفات السعودية أسلحة مدمرة محظورة دولية تذبح بها اليمنيين وسط صمت دولي.
السعودية اليوم تقصف اليمن بأسلحة دول الاستكبار المحرمة وتذبح اليمنيين بقنابل وأسلحة محرمة دوليا كانت تُستخدَم ضد فلسطين ولبنان وغيرهما من دول البلدان العربية.
واليوم في اليمن كما في فلسطين، يقصف الشعب اليمني دون تمييز بينه بحسب الدين او الانتماء او الفكر او التأييد السياسي، يقصف بأبشع الطرق، حيث ترمى الاسلحة التي إن لم تكن محرمة دوليا فهي اسلحة غريبة او قد تكون جديدة، حتى بات الاعتقاد ان العدوان الاميركي السعودي ربما يستخدم اليمن وشعبه كحقل لتجربة أنواع جديدة من الاسلحة الفتاكة وقياس القدرة التدميرية لها او فعاليتها في القضاء على اكبر عدد ممكن من البشر بأسرع الطرق وأشنعها.
فمشاهد القصف الهمجي انتشرت دون ان يرفّ جفن أي من اصحاب القرار في هذا العالم او حتى الرأي العام العربي او الاسلامي او الدولي، ورغم سلمية الشعب اليمني الذي لم يرد حتى الآن، يستمر العدوان السعودي الخليجي المدعوم اميركيا وغربيا، وقد سجلت منظمات حقوق الانسان والامم المتحدة والمستشفيات الكثير من الاحصائيات حول ذلك، كما طالبت العديد من المنظمات الحقوقية والانسانية اليمنية بإجراء تحقيقات دولية “محايدة” لكشف حقيقة محتويات صواريخ الدمار والموت التي ضُربت بها مناطق يمنية عديدة وحيث تسببت في قتل وإصابة عشرات المدنيين جراء الغازات السامة المنبعثة من الصواريخ التي سقطت على تلك المناطق.
لقد حولت السعودية، اليمن إلى ساحة لتجارب عسكرية، تستخدم فيها أسلحة خطرة منها اليورانيوم والفسفور والقذائف الفراغية، فتحول كل ما تصل إليه إلى حريق ورماد ودمار.
السعودية متورطة في استخدام أسلحة محرمة دوليا
تثبت معظم الشهادات والمعطيات أن السعودية تستخدم في عدوانها على اليمن أسلحة محرمة دوليا. آخر تلك الشهدات تجلت في جبل فج عطان جنوب صنعاء حيث أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق جراء إلقاء مقاتلات العدوان قنابل يعتقد أنها من النوع الانشطاري الذي تنبعث منه غازات سامة.
ويجزم أطباء يمنيون أن السعودية متورطة في استخدام أسلحة محرمة دوليا كالقنابل الجرثومية والعنقودية، مستشهدين على ذلك ببعض الحالات التي تم نقلها إلى المستشفى والتي تظهر نتوءات جلدية وجروح غائرة من جراء القصف، وهذا ما يمكن أن يتطور إلى حالات أمراض سرطانية في الجلد.
ويشير الأطباء إلى أن بعض الأجساد تظهر عليها نتوءات، فيما جروح بعضها الآخرة غائرة لا تلتئم وتظل تنزف بشكل مستمر. وقائع تستدعي فحص عينات من بقايا وشظايا تلك الأسلحة على وجه السرعة، والبدء بإجراءات ملاحقة السعودية دوليا بتهمة ارتكابها جرائم حرب، حسب ما يطالب الأطباء اليمنيون.
ارتكاب جرائم الابادة في اليمن وسط صمت دولي
فهل هناك في هذا العالم من يسأل عن كل ذلك؟ وماذا لو رد فعلا اليمن وضرب العمق السعودي؟ هل سنرى العالم كله يهرول لوقف العدوان في تكرار لصورة وقف الاعتداءات الاسرائيلية بعد اي رد مدوٍ للمقاومة في فلسطين او لبنان؟ فالعالم هذا لا يفهم الا لغة القوة وهو لا يهتم إلا لحياة الاسرائيليين ولعله يهتم ايضا لحياة السعوديين اذا ما رد اليمن وشعبه؟
لن نتحدث عن الجرائم التي ترتكب في اليمن، من جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية او جرائم العدوان على سيادة اليمن او حتى جرائم الابادة، انما فقط ليتحرك احد اتجاه الاطفال الذين يقتلون بأسلحة جديدة؟ وللمقارنة فقط نسأل ماذا لو استخدمت هذه الأسلحة لقتل بعض الحيوانات، هل كان سيتحرك الرأي العام في الغرب في اوروبا واميركا رأفةً بالحيوان؟ ولماذا الرأي العام الدولي قلبه يرق اتجاه “القطط او الكلاب” وحتى اتجاه تلك الحيوانات المتوحشة في الغابات والبراري، بينما لا ترق تلك القلوب على ابرياء يقتلون في اليمن اليوم، كما في السابق في فلسطين ولبنان؟
الخطر الطويل الأمد على حياة المدنيين جرّاء تعّرضهم لمثل هذه الأسلحة المحرمة شغل الرأي العام العالمي، لكن الداخل العربي لم يحرّك ساكناً وما زال يمارس دور المتفرج بالنسبة إلى الحرب على اليمن.
هيومن رايتس ووتش تشجب السعودية باستخدام أسلحة محرمة
وقد وجهت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان، اتهامات الى السعودية باستخدام أسلحة محرمة دوليا، من ضمنها قنابل عنقودية في الغارات الجوية التي تشنها على اليمن.
السعودية تستخدم أسلحة محرمة دوليا ضد الشعب اليمني، هذا ما تؤكده معظم الشهادات والمعطيات منذ اندلاع العدوان على اليمن، منظمة “هيومن رايتش ووتش” تقول من ناحيتها إن لديها أدلة على استخدام السعودية قنابل عنقودية في غاراتها على الأحياء السكنية اليمنية، أدلة تكفي جولة واحدة على المستشفيات لتبيينها والتثبت منها.
وفي سياق متصل، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيان لها خلال شهر نيسان/ابريل 2015 إنه “توجد أدلة ذات مصداقية على أن التحالف الذي تقوده السعودية استخدم ذخائر عنقودية محظورة من صنع الولايات المتحدة في غاراته على اليمن”، واشارت الى ان هذه القنابل تعرض حياة الناس للخطر، واكدت هيومن رايتس ووتش ان السعودية والولايات المتحدة تضربان عرض الحائط بالمعيار الدولي الذي يحظر استخدام الذخائر العنقودية.”
فإن التقرير الذي أعلنته منظمة “هيومن رايتس ووتش” بهذا الشأن يعدّ دليلاً قاطعاً على حرب الإبادة التي ترتكب السعودية بحق المدنيين اليمنيين.
أبرز أنواع الأسلحة المحرمة دوليا:
القنابل العنقودية
تتكون من عبوة ينطلق منها عدد كبير من القنابل الصغيرة في الهواء، وتستخدم للهجوم على أهداف مختلفة مثل العربات المدرعة أو الأشخاص، أو لإضرام الحرائق. يمكن للقنابل الصغيرة الموجودة داخلها أن تغطي منطقة كبيرة، حيث يتم قذفها من ارتفاعات متوسطة أو عالية، مما يزيد احتمالات انحرافها عن الهدف حيث إنها تفتقر إلى التوجيه الدقيق.
وبسبب ذلك فإن معدل فشلها كبير جدا، حيث إن كثيرا منها لا ينفجر ولكن يستقر في الأرض كألغام قد تنفجر بعد سنوات، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على المدنيين. والقنبلة العنقودية متعددة التأثيرات من نوعCBU-87/B هي النوع القياسي الذي تستخدمه الولايات المتحدة في عمليات القصف الجوي.
وتزن القنبلة الواحدة 430 كيلوغراما وتحمل قنابل عنقودية صغيرة من نوع LU-97/B 202. وتحدث عند انفجارها أضرارا وإصابات في مساحة واسعة. ويمكن لأنواع عديدة من الطائرات المقاتلة إلقاؤها.
تأخذ القذيفة في الدوران عند وقوعها بسبب زعانف الذيل، ويمكن أن يتفاوت معدل الدوران بين ستة مراحل قد تصل إلى 2500 دورة في الدقيقة. وقد ضبطت العلبة كي تنفتح عند أحد الارتفاعات العشرة المحددة مقدما والتي تبدأ من ثلاثمئة قدم وتصل إلى ثلاثة آلاف قدم، ويحدد مستوى الارتفاع ومعدل الدوران المنطقة التي تنتشر فيها القنابل الصغيرة عندما تنفتح القنبلة.
الأسلحة الكيميائية
مادة أو مجموعة من المواد السامة شديدة الفتك عظيمة الخطر، توجه باستخدام صواريخ تحمل رؤوسا محشوة بالمواد الكيميائية، ويستفاد من الريح في نشر سمومها. تقتل أو تصيب الإنسان بتأثيرها السام والمباشر على الجسم البشري بأجهزته الحيوية المختلفة، وتبقى في أماكن استخدامها لساعات أو أسابيع وبعد ذلك يخف مفعولها إلى أن تصبح عديمة التأثير.
ويعتقد أن الصواريخ التي تحمل المواد الكيميائية تنفجر على ارتفاع مئتي قدم فوق سطح الأرض (قرابة ستين مترا) لتعمل على نشر السم فوق أكبر مساحة ممكنة، وهي تؤثر فقط على الكائنات الحية عكس الأسلحة النووية ذات التدمير الشامل.
وفي عملية تفجير الرأس الكيميائي يجب الحفاظ على المادة السامة، إذ قد تؤدي حرارة التفجير إلى تفكيك المادة السامة بحيث تفقد فعاليتها، وهو ما يتطلب أيضا استعمال مواد كيميائية ثابتة ومستقرة وتتحمل الاستعمال العسكري.
والأسلحة الكيمائية أنواع، تهاجم الجهاز التنفسي وتسبب الاختناق كغاز الكلور، وتسبب البثور والقروح، كغاز الخردل، وتستهدف الدم مثل هيدروجين السيانايد، وأخرى تستهدف الأعصاب كالسومان والسارين و”في إكس“.
الفوسفور الأبيض
سلاح يحرق جسم الإنسان ولا يُبقي منه إلا العظام، ويهيج استنشاقه لفترة قصيرة القصبة الهوائية والرئة، أما استخدامه لفترة طويلة فيسبب جروحا في الفم، ويكسر عظمة الفك. وهو عبارة عن مادة شمعية شفافة بيضاء مائلة للاصفرار، لها رائحة تشبه رائحة الثوم وتصنع من الفوسفات.
ويتفاعل الفوسفور الأبيض مع الأوكسجين بسرعة كبيرة، وتنتج عن هذا التفاعل غازات حارقة ذات حرارة عالية وسحب من الدخان الأبيض الكثيف.
ويترسب الفوسفور الأبيض في التربة أو في أعماق الأنهار والبحار وعلى الكائنات البحرية مثل الأسماك، وهو ما يهدد سلامة البيئة والإنسان.
وبالإضافة إلى كونه سلاحا محرقا، تنبعث من الفوسفور الأبيض أثناء اشتعاله سحابة كثيفة من الدخان تستغلها الجيوش للتغطية على تحركات الجنود.
وقد استخدم الجيش الإسرائيلي قنابل الفوسفور الأبيض في الحرب التي شنها على قطاع غزة نهاية 2008 وبداية 2009؛ رغم أن اتفاقية جنيف عام 1980 تحرم استخدام الفوسفور الأبيض ضد السكان المدنيين أو حتى ضد الأعداء في المناطق التي يقطنها مدنيون، وتعتبر استخدامه جريمة حرب.
الأسلحة النووية
وتعتمد في قوتها التدميرية على عملية الانشطار النووي، الأمر الذي يجعل انفجار قنبلة نووية صغيرة أكبر من قوة انفجار أضخم القنابل التقليدية، وبإمكان قنبلة نووية أن تدمر مدينة كاملة بمبانيها وسكانها.
الأسلحة البيولوجية
وهي أنواع من البكتيريا أو الفيروسات أو الخمائر، مصممة للفتك بالإنسان أو الحيوان أو النبات. تصل إلى الإنسان عن طريق الهواء أو الطعام أو الماء أو الحقن، وبعد التعرض لها تكون هناك فترة حضانة تتكاثر خلالها الفيروسات أو البكتيريا داخل الجسد دون أن يشعر الإنسان بعوارضها وبعد ذلك يبدأ المرض القاتل، وعندئذ يمكن أن تنتشر العدوى.
وتستخدم في الأسلحة البيولوجية أنواع عدة من البكتيريا والفيروسات كفيروس حمى الضنك، وفيروس التهاب دماغ الخيل الشرقي، وفيروس جدري القرد.
والأسلحة المذكورة أنواع، فمنها الأنثراكس أو الجمرة الخبيثة وتتراوح فترة حضانتها بين يومين وأسبوعين وتفتك بـ80% من ضحاياها الذين تدخل أجسادهم عبر الفم أو الجهاز التنفسي.
قذائف الأبخرة الحارقة
وتستفيد من تداعيات انفجار الوقود المتبخر في الهواء الذي يخلف كرة نارية وانفجارا واسعا شبيها بما تحدثه القنابل النووية الصغيرة. استخدمها الأميركيون في حروب فيتنام والخليج الفارسي. كما استخدمها الروس في الشيشان وقبلها في أفغانستان.
القنابل الفراغية
هي القنابل التي تفرغ هدفها من الهواء -وغالبا ما يكون عبارة عن مباني- لتدميره وتفجيره بسرعة تفوق سرعة الضوء، تصيب من لم تقتله بالعمى وارتجاج الدماغ وتمزق طبلتيْ الأذن، بالإضافة إلى انسداد المجاري الهوائية وانهيار الرئتين، وإصابات أخرى خطيرة جدا. وقد استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي هذه القنابل في العدوان على قطاع غزة.
قناة العالم