عظمة المملكة وكبرياءها انتهى في اليمن …بقلم/ زين العابدين عثمان
لقد كانت السياسه السعودية قبل ان تشن حربها على اليمن هي المهيمنة والسائدة وكان القرار الملكي السعودي هو المتحكم والمسيطر على كل قرارات انظمة الخليج وانظمة عربية وكانت المملكة القوة الاقليمية التي لها الصلاحية لتٲمر وتنهي وتفرض سياساتها الاحادية على تلك الانظمة وكانت هي المتحكمة في سير العمليات السياسية حتى انها وصلت لتغيير انظمة واستبدالها بانظمة اخرى تكون تحت عباءتها وسطوتها المهيمنه .وكان للمملكة ايضا حيز وثقلا على الساحة الدوليه حيث مثلت بقوة المال والذهب الاسود دور الامربراطورية الحاكمة والمتحكمة في كل قضايا المنطقه.
لكن كل هذا الكبرياء والعظمة والجموح الصاخب للسعودية في المنطقه والعالم توقف وتتطاير الى اجزاء متناثرة في يوم 26 مارس 2015 اليوم التي قررت المملكة خوض حربا مباشرة ضد اليمن… اليوم الذي فيه نفخت المملكة صور حرب لم تتوقع تراتيلها وتضاريسها’ حرب ظاهرها سهل وباطنها جحيم ..
لقد اخطٲت المملكة الحسابات في هذه الحرب وهي الى اليوم تدفع ثمن ذلك تلك الاخطاء الفادحة بغرقها باليمن وانكسار كرامتها وعظمتها امام دول المنطقه والعالم .خزي كبير اصاب المملكة فعلا في حربها على اليمن وانتكاسه مدويه لامبراطوريتها التي توضحت حقائقها على انها من ورق ومعجون من الرخام.
لقد توقع المتوقعون والمراقبون في خضم احداث الحرب على اليمن بان تكون السعودية هي الغالبه والقاهره وهي من تغزل مواويلها. وان انهزامها هي على ايدي مقاتلي انصار الله والجيش اليمني ضرب من المحال لكن اولئك المتوقعون لم يتوقعوا ان يكون العكس هو الصحيح وان تصبح المملكة بدل المفترس ـــ طريده .
لقد مثل انهزام المملكة وغرقها في اليمن بهذه السهوله والسرعه تغيرا صادما للدول التي كانت معولة عليها مثل اسرائيل وغيرها ….واصبحوا يروا في المملكة في حالتها هذه على ان لاحول لها ولاقوة ولايمكن الاعتماد عليها اكثر من هذا المستوى المشين .
وفي نفس الوقت مثلت هزيمة المملكة باليمن لبعض الدول الخليجية التي تقبع تحت عبائتها وسياطها على انها بوابه نحو التمرد والخروج من الوصاية والتبعية السعودية الى الواجهه الدوليه واستقلال القرار وكان من ضمن هذه الدول المتربصه ” دولة قطر” التي اشعلت فتيل تمردها على السعوديه والاخيرة تعاني سكرات الغرق في مستنقع اليمن .
“قطر ” التي لم تكن لتجرؤ على التفوه بكلمة واحدة على اختها الكبرى المملكة اليوم اصبحت تمتلك صعيدا سياسيا وثقلا ميدانيا مرموقا في الساحة الاقليمية بالاضافه الى انها اصبحت تصارع المملكة وجها لوجه وكل هذا لم يكن ليحدث لولا دخول المملكة في حرب غبيه على اليمن .
اذن في الاخير يجب ان نهضم حقيقة واحدة وهي ان السعودية اليوم لم تعد تلك السعودية التي كان لها السطوة السياسيه والهيمنه على قرارات الانظمة الخليجيه والعربيه فقد فضح العدوان قوتها الرخاميه واصبحت الدول التي ترزح تحت عباءتها تنظر اليوم الى باب التمرد ومصادمة المملكة وربما في الايام القادمه سنشهد انتكاسه اكثر للمملكة والسبب تمرد حلفاءها