عظمة الجرحى عند الله وعند الناس؟
بقلم/ نبيل جبل
الجرحى والمصابين في سبيل الله وخصوصاً في ميادين المواجهة مع العدو او بسبب غارات العدوان التي يشنها ظلماً على الشعب اليمني هم من اعظم الناس ايماناً بالله وتوكلاً عليه وصدقاً معه وما اعظمه من شرف عندما يتذكر الجريح انه قدم بعضاً من أعضاء جسده في سبيل الله ومن اجل نصرة الحق ومواجهة الباطل
قبل ان يصبحوا جرحى كانوا مجاهدين وبعد ان أصبحوا جرحى صاروا يلقبون بالشهداء الأحياء ولولا ايمانهم الكبير بالله وثقتهم العالية به لما كانوا من ابرز المجاهدين الذين بذلوا انفسهم رخيصة في سبيل الله وقدموا اعضائهم واجسادهم من اجل نيل رضوان الله
عندما يسمع الناس بكلمة جرحى تتوقف السنتهم عن الكلام وتنحني رؤوسهم اجلالاً لهؤلاء العظماء لما لا وهم اصدق واشجع واقوى واصلب الناس في الايمان بعد الشهداء والمجاهدين
في خطاب السيد عبد الملك حفظه الله بمناسبة مرور ثلاثة أعوام من العدوان وجه السيد القائد رسالة شكر وتقدير للجرحى بشكل استثنائي وغير مسبوق قائلاً:- بعد الشهداء نأتي إلى الجرحى وحق علينا أن نثمن تضحياتهم كذلك، جرحى الميدان، جرحى الموقف، جرحى الجبهات، الجرحى الذين أصيبوا وهم في ميدان البطولة والاستبسال والثبات، يقارعون ويتصدون لقوى الغزو والاحتلال والبغي والعدوان، فنزفت دماؤهم وهم في الميدان، وهم في حالة الصمود والاستبسال والثبات، والبعض منهم أصيب بجراحات بليغة، البعض منهم أعيقوا نتيجة هذه الإصابات، معاناتهم، معاناتهم من جراحهم، معاناتهم والبلد محاصر لا يُتاح للجريح فيه أن يحظى بالعناية اللازمة، جديرة بالتقدير، والله سبحانه وتعالى هو الذي يكافئهم ويجزيهم خير الجزاء على ما يعانون منه، وعلى تضحياتهم وما قدموه
هكذا تحدث السيد القائد عن الجرحى بشكل يدل على حبه لهم وبشكل يليق بمقامهم الرفيع والعظيم
وعندما تكون جريحاً ومقعداً وتقضي اغلب ايامك في غرف المستشفيات او في المنزل او في الخارج او في الداخل باحثاً عن العلاج يجب ان لا تدع أي ثغرة للشيطان تتمكن من ايمانك واخلاقك ومبادئك وقيمك بل يجب ان تستغل كل لحظة من وقتك للرقي بإيمانك بتدبر آيات القران الكريم وقراءة الملازم والاستماع لمحاضرات السيد القائد والدعاء والالتجاء لـ لله والاكثار من التسبيح والاستغفار
اما الجرحى الذين هم في الخارج فبقدر ما هم يمثلون الشعب اليمني هم ايضاً يمثلون انصار الله ويمثلون المسيرة القرآنية ويمثلون السيد عبد الملك ويمثلون الثقافة القرآنية وتصرفاتهم واقوالهم وحركاتهم وسكناتهم تعكس مدى وعيهم وايمانهم والتزامهم وتجسيدهم لما تحمله هذه المسيرة من قيم عظمية واخلاق عالية ومبادئ راقية وعلى كل مصاب ان يحرص كل الحرص على ان يكون عند حسن ظن الله به وعند حسن ظن القيادة به يجسد اخلاق هذه المسيرة وثقافتها قولاً وعملاً حتى لا ينقل صورة سيئة للخارج وللناس الذين يعيشون حالة من الحب والدهشة لقوة وصلابة الشعب اليمني هنا سيكون الجريح كارثه على نفسه وعلى الأمة التي ينتمي اليها والعياذ بالله
وعندما تكون ضمن مجاميع من زملائك الجرحى يجب ان تحترم مشاعر الأخرين وان تكون قوياً في ايمانك صابراً محتسباً على جراحك مسيطراً على نفسك وعلى رغباتك ويجب ان تكون اخلاقك رفيعه وتصرفاتك حكيمة واقوالك صادقة وافعالك راقية يجب ان تستغل مقامك وجرحك واصابتك ليس من اجل مقاصدك ومصالحك الشخصية بل تستثمر جرحك في كسب المزيد من الأجر والثواب من الله والقرب منه حتى تصل الى رضوانه وجنته
وتذكر كجريح ومصاب لماذا فقدت عينيك ولماذا انت مقعد ولماذا انت بدون ارجل ولماذا انت بدون ايدي وهكذا ستجد ان السبب هو انك كنت تخوض غمار المعركة في اقدس ميدان وهو ميدان الجهاد في سبيل الله في مواجهة الطاغوت والاستكبار ولم تفقد عضوا من أعضاء جسدك في موقف باطل او من اجل شيء تافه وحقير وعندما تتذكر هذا سيدفعك ذلك الى الرقي بنفسك إيمانيا واخلاقياً
وفي الوقت الذي انت تشعر فيه بعظمة النعمة التي انعم بها الله عليك حين أصبحت بعض أعضاء جسدك في الجنة وانك بذلتها في سبيل الله ومن اجل الحصول على رضوانه في هذا الحال عليك ان تكون على اعلى مراتب الحذر من الإهمال والتقصير واللهو ومضايقة الآخرين والغرق في الحقوق والمقاصد الشخصية فتخسر القضية التي ضحيت بنفسك من اجلها وتخسر الثواب والأجر وتصبح مجرد مصاب بلا ثواب
الجريح مكانته كبيرة وعظيمة عند الله فهو يدخل ضمن أولئك المؤمنين الذين أشاد بهم الله في قوله تعالى رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ــ وصفهم الله انهم رجال ثم وصفهم انهم صادقين في الايمان وفي العهد الذي عاهدوا الله عليه وهذا شرف عظيم عند الله في الدنيا والآخرة
لا يمكن وصف عظمة وثواب واجر ومكانة الجرحى والمصابين في بضع كلمات او في عدة سطور لأنهم اكبر من ذلك بكثير ولكن نقول سلام الله على كل جريح صابر محتسب ثابت على ايمانه واخلاقه وقيمه واشركنا الله في اجرهم وتضحياتهم انه سميع الدعاء.