عطوان: الأجواء اليمنية باتت خط أحمر وأيّ طائِرة تخترق أجواء اليمن لن تعود إلى قواعِدها بعد اليوم
عطوان: الأجواء اليمنية باتت خط أحمر وأيّ طائِرة تخترق أجواء اليمن لن تعود إلى قواعِدها بعد اليوم
بعد إسقاط الحوثيين طائِرة الأباتشي الهُجوميّة والأُخرى المُسيرّة.. الأجواء اليمنيّة باتت خطًّا أحمر وأيّ مُفاوضات ستتم من موقِع القوّة.. كيف سيتعاطى التّحالف السعوديّ الإماراتيّ مع هذه المُعادلة الجديدة ولماذا لا نستبعد أن تكون المُفاجآة القادِمة ضرب أهداف إسرائيليّة؟
لم يَصدُر أيّ نفي أو تأكيدات رسميّة من السّلطات السعوديّة حول التّقارير الصحافيّة التي تتحدّث عن مُفاوضات سريّة بينها ومُمثّلين عن حركة “أنصار الله” الحوثيّة في سلطنة عُمان، وبغض النّظر عن صُدور هذه التّأكيدات من عدَمِها، فإنّه يُمكن القول بأنّ هذه الحركة، وبعد إسقاطها طائرتين، الأُولى من نوع أباتشي قُبالة عسير الحدوديّة، والثّانية مُسيَرة صينيّة الصّنع فوق مُحافظة حجة، باتَت تتفاوض، أو تُقاتل، من موقعٍ قويٍّ يتعزّز يومًا بعد يوم، بما يُغيِّر قواعِد الاشتباك بشكلٍ جذريّ.
من المُفارقة أن طائرة الأباتشي العموديّة التي تُعتَبر الأفضل في العالم، وتصِل تكلفة النّوع المُتقدّم منها حواليّ 20 مِليون دولار جرى إسقاطها بصاروخٍ لا تزيد تكلِفته عن بِضعَةِ آلافٍ من الدّولارات، وجرى تطويره في معامل يمنيّة محميّة بجِبال اليمن العِملاقة.
موازين القِوى في الحرب اليمنيّة التي تقترب من دُخولها عامها السّادس، باتت كُلفتها تَميل لصالح التّحالف العسكريّ والسياسيّ الذي تقوده هذه الحَركة وجيشها اليمنيّ المدعوم بقوّات المُقاومة الشعبيّة، فبعد تدميرها لأُسطورة الجُيوش الخليجيّة المُجهّزة بأحدث الأسلحة وأغلاها، وإذلال منظومات صواريخ “الباتريوت” التي يزيد ثمَن الواحد منها عن خمسَة ملايين دولار، ها هي تُدمِّر أُسطورة مِروحيّة الأباتشي فخر الصِّناعة الأمريكيّة في هذا المِضمار.
اليمنيّون الذين يتَصدّون للعُدوان الذي تقوده المملكة العربيّة السعوديّة، يملِكون خُصلَتين رئيسيّتين لا تُوجَد لدى خَصمهِم جعلتهم يكسَبون هذه الحرب، أو لا يخسرونها على الأقل، الأُولى النّفس الطّويل والثّقة بالنّفس، والثّانية انهيار غِطاء “الشرعيّة” الذي جرى استخدامه كذريعة لتبرير هذه الحرب، وإذا أضفنا إليهما ثالثة الأثافي، أيّ نجاجهما في إنهاكِ عدوّهم واستنزافه مَاليًّا ومَعنويًّا، وضربِه في خاصِرته الضّعيفة، أيّ مُؤسّساته النفطيّة مصدر قوّته ودخلِه الأبرز، وأحد معالم هيبته الوطنيّة وتهديد مطاراته.
عندما يُهدِّد السيّد عبد الملك الحوثي، المُرشد الأعلى لحركة “أنصار الله” بقصف أهدافٍ إسرائيليّةٍ، وتحتجز قوّاته سُفنًا كوريّة جنوبيّة في البحر الأحمر، وتُفتّشها قبل إطلاق سراحها، فإنّ هذا يعني أنّنا أمام نُشوء قوّة إقليميّة جديدة في مِنطقةٍ استراتيجيّة تتحكّم بالممرّات المائيّة، والأجواء، ليس فوق اليمن والجزيرة العربيّة فقط، وإنّما في مِنطقة الخليج أيضًا.
بعد إسقاط هاتين الطّائرتين السّعوديّتين، باتت الأجواء خطًّا أحمر، تمامًا مِثل الأراضي اليمنيّة والمُستَقبل سيكون حافِلًا بالعديدِ من المُفاجآت، خاصّةً بعد كشف إيران الدّاعم الرئيسي لحركة “أنصار الله”، عن أسلحة جديدة ومنظومات دفاعيّة وهُجوميّة وطائرات مُسيّرة مُتطوّرة جدًّا، يُمكِن أن تَشُل الغوّاصات وتُدمّرها، بمعنى آخر، أنّ أيّ طائِرة تخترق الأجواء اليمنيّة لن تعود إلى قواعِدها بعد اليوم.. واللُه أعلم.