عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم لــــ صحيفة ” عرب جورنال ”: أمريكا وبريطانيا تعرقلان السلام في اليمن وتعدان لمؤامرات خطيرة
أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم في حوار له مع صحيفة ” عرب جورنال ” أن هناك ازدواجية مفضوحة للأمريكيين في اليمن فحديثهم حول السلام يناقض تحركاتهم في الواقع، فهناك سلوك عدواني مستمر وتدفق للقوات الأمريكية في باب المندب وقبالة السواحل اليمنية وبناء للقواعد العسكرية في محافظتي حضرموت والمهرة، وفي جزيرتي ميون وسقطرى.
وأضاف أن هناك مؤامرات مهولة وتحركات خطيرة وبهندسة بريطانية، في تحول جديد للصراع وبأساليب جديدة في تكريس واضح لاستمرار العدوان والحصار على اليمن، كل اليمن، مع تعنت وإصرار أمريكي غربي في فرض حالة اللا سلم واللا حرب وعمل دؤوب في بناء مشاريع الاحتلال، وهذا ما هو حاصل على الواقع، وبلا أفق واضح للحل، وقطع الطريق على أي تحركات أو جهود تسهم في تحقيق السلام.
وأوضح أن أبوابنا مفتوحة للسلام، والسلام يتحقق من خلال تنفيذ الحقوق والملفات الإنسانية كأولوية ملحة ومنها فتح المطارات والموانئ وإطلاق الأسرى وتحييد الاقتصاد وصرف المرتبات من عائدات النفط والغاز لتخفيف المعاناة عن شعبنا، جراء العدوان والحصار وإنهاء الاحتلال وإخراج قوى الاحتلال وجبر الضرر وإعادة الإعمار، وترك اليمنيين لحل مشاكلهم بدون وصاية وهيمنة خارجية ورفع اليمن من البند السابع.. مؤكدا أن هذه مطالب كل اليمنيين وليس فيها خصوصية لأي أحد بل هي مطالب وحقوق لكل الشعب اليمني ومع ذلك يرى فيها الأمريكي أنها مطالب تعجيزية وهذه مبرراتهم من أجل استمرارهم في عدوانهم وإجرامهم وبناء مشاريعهم الشيطانية.
وقال القحوم : الدور العماني المشكور قيادة وشعب منذ البداية وخلال هذه المرحلة في بذل الجهود وتحقيق السلام، وزيارتهم الأخيرة نأمل أن تنجح ونحن حريصون على نجاحها.
وفيما يتعلق بالخيارات العسكرية لقوات صنعاء في حال كان هناك جولة جديدة من المواجهات المباشرة، فأكد القحوم أننا في موقف الدفاع والخيارات كثيرة مع تعاظم القدرات العسكرية الرادعة، كما أن قواعد الاشتباك تغيرت وتبدلت مع تغير المرحلة، وأينما صعدت دول العدوان ستجد الرد حاضر وسيكون الحسم حاضر ويتخطى الجغرافية اليمنية.
وأكد أنه لن يكون للمشاريع الأمريكية والبريطانية وأدواتهم القذرة أي مكان أو قرار وستنتهي وتتلاشى آمالهم وأحلامهم وستدفن جحافلهم، وسينتصر اليمن كل اليمن ويتحقق النصر الوطني الكبير بإذن الله تعالى.
وأضاف القحوم : نراقب الوضع عن كثب والتحركات الاستعمارية والمعادية قبالة السواحل والجزر اليمنية، وهذه التحركات تنصب في تمكين المشروع الاستعماري الأمريكي لباب المندب والجزر اليمنية والمناطق الغنية بالثروات وهذا الذي لن يكن ولن يحصل… مؤكدا أن هذه المشاريع ستنتهي وينتهي معها الغزاة والمحتلين وعليهم أن يدركوا أن أي تواجد أجنبي في مياه وسواحل اليمن والأراضي اليمنية لن يظل، والأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت.
وبخصوص مؤتمر الأمن البحري الأول الذي دعت له صنعاء، فأكد القحوم أنه يمثل خطوة استراتيجية في حماية الملاحة الدولية وفقاً للمعايير والقوانين الدولية وحماية المياه الدولية اليمنية والسواحل والجزر اليمنية.
وأوضح أن الدولة في صنعاء تبذل كل جهودها في إرساء الأمن البحري وفقاً للقوانين الدولية لحماية الملاحة الدولية، فاليمن شريك أساسي في الاتفاقيات الدولية ودورها محوري وأساسي.. موضحا أن الذي يشكل خطراً على الملاحة الدولية هي أمريكا والتواجد العسكري لدول الغرب ويؤثر بشكل واضح على دول “البريكس” والصين وروسيا وايران والدول الرافضة لهيمنة القطب الواحد.
وأكد القحوم إلى أن القواعد البحرية الأمريكية و “الإسرائيلية” والغربية والتواجد العسكري الاستعماري في مضيق باب المندب والجزر اليمنية وقبالة السواحل اليمنية، ومساعي تغيير الهوية اليمنية والتغيير الديمغرافي؛ تمثل خطورة كبيرة على اليمن والمنطقة برمتها سيما مع تحركات دولية غربية استعمارية في المنطقة ومع تغير المناخ الدولي والتجاذبات الدولية وكسر القطبية الواحدة وتحولات تشهدها المنطقة والعالم.
وشدد على أن كل هذه التحركات مرصودة وتتابع بدقة واليمن لها القدرة على حماية سيادتها وجغرافيتها ومياهها وجزرها وتمتلك من التطورات والصناعات للأسلحة البحرية الذي ستقلب المعادلات على كل المعتدين بلا استثناء، وستطرد الغزاة والمستعمرين.
وأوضح أن النظام السعودي الإجرامي والوحشي يستمر في العدوان والاعتداء على المواطنين اليمنيين وغيرهم من بلدان أفريقيا الذين يذهبون عبر الحدود إلى السعودية للبحث عن لقمة العيش، وارتكاب مجازر بشعة يندى لها جبين الإنسانية.. مؤكدا أن هذا الإجرام سينتهي ولن يقبل أن يستمر والردود عليها مستمرة ولن تتوقف ما داموا مستمرين في إجرامهم.
وفيما يتعلق بملف الأسرى فأوضح القحوم أن السعودية تسعى لإخراج أسراها فقط وغير مهتمة بالأسرى من مرتزقتها الذين قاتلوا معها بالمال السعودي الحرام، إذ تعتبرهم “رخاص” ومدفوعين بالأجر والثمن البخس، ولذلك لا تهتم بهم ولا تعتبر لهم أي اعتبار.
وأضاف : بالرغم من أن ملف الأسرى هو ملف إنساني بالدرجة الأولى إلا أن السعودية تعرقل ملف تبادل الأسرى كصفقة شاملة وتعيق كل الجهود حتى الجهود المحلية.
وجدد التأكيد على أن الدور الأمريكي البريطاني بارز في عرقلة كل جهود السلام في اليمن، حيث يشعرون بأن تحقيق السلام سيغلق الباب أمام الأطماع الاستعمارية الغربية ولن تتحقق إلا باستمرار العدوان والحصار وفرض مشاريع التقسيم والتجزئة ونهب الثروات والسيطرة عليها.
وأكد أن الأمريكيين والبريطانيين يعملون بشكل معاكس للسلام، وذلك واضح من خلال بناء القواعد العسكرية في محافظتي المهرة وحضرموت، والتدفق الكبير للقوات البريطانية في المهرة، وكذلك تدفق القوات الأمريكية إلى حضرموت، حيث يستمر الأمريكي والبريطاني في بناء القواعد العسكرية الاستعمارية ونسج المؤامرات المهولة وضرب النسيج الاجتماعي وتفكيكه وإحياء النزعات المذهبية والعرقية والعنصرية وإغراق اليمن في اتون الحروب والمشاكل الداخلية، حتى تخلى لهم الأجواء للسيطرة والنهب لثروات اليمن ومقدراتها.
وأوضح القحوم أن العدوان والحصار السعودي الأمريكي الظالم طيلة 8 سنوات، صنعت معاناة كبيرة وتداعيات إنسانية كارثية على الشعب اليمني، في ظل صمت أممي ومنظمات تدعي الإنسانية وهي بعيدة كل البعد عن الإنسانية، حيث أضاعت البوصلة الإنسانية في اليمن وظلت شعارات ويافطات للمزايدة والتغطية على الجرائم بحق الإنسانية في اليمن.
وأضاف أن العدوان والحصار استهدف ودمر كل ما له علاقة بحياة الإنسان اليمني، وأضحت المأساة والمعاناة الإنسانية كارثية والوضع لا يحتمل.. مؤكدا أنه لابد من كسر الحصار.
وأشار إلى أن المسيرات الكبيرة والحشود المليونية التي شهدتها صنعاء ومختلف المحافظات خلال هذا الأسبوع، وترفع الصوت عالياً بجريمة الحصار بغضب شعبي غير مسبوق ومستمر؛ مقدمة رسالة شعبوية مفادها أن الاستخفاف بالمعاناة وعسكرة الملف الإنساني ونهب الثروات ونسج المؤامرات وفرض مشاريع الاحتلال لن يمر ولن يقبل مهما كان ومهما يكن.
وبين أن الحشود المليونية أظهرت مدى التلاحم والوعي في ميزان المعركة وخطورتها وأطماع الغرب وأدواتهم القذرة وأهمية الدعم الشعبي المستمر للمعركة الشاملة حتى استعادة الحقوق والاستقلال والسيادة مع تفويض القيادة في اتخاذ كل الإجراءات لكسر الحصار وإنهاء الاحتلال والرد على أي تصعيد بحسم عابر للجغرافيا سيما مع إصرار الأمريكان في فرض حالة اللا سلم واللا حرب واستمرارية سلوكهم العدواني وازدواجية الدبلوماسية، ومع الهندسة البريطانية الخطيرة وبأساليب جديدة ومؤامرات مهولة.
وأكد القحوم أن الشعب اليمني يقول كلمته ويؤكد وقوفه مع القيادة في كل الإجراءات الرادعة بما يجب في أي معركة قادمة مع قوى الغزو والاحتلال.. وأضاف : بالتالي رسالتنا للعالم الأصم الذي تحكمه المصلحة والسياسة دماء اليمنيين ليست رخيصة مهما تغاضيتم عن ذلك، وتغافلكم عما ترتكبه أمريكا وبريطانيا ودول الغرب وأدواتهم القذرة من السعودي والإماراتي، من جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية وفرض الحصار الإجرامي على اليمن براً وبحراً وجواً ومحاربة اليمنيين في لقمة العيش؛ جريمة كبيرة ونقطة سوداء في تاريخ معاصر تستحكم فيه أمريكا والغرب الإرادة الدولية وتفرض ما تريد وتعمل ما تشاء بدون مساءلة أو ممانعة أو وقوف تجاه الوحشية والإجرام يمارس بحق اليمنيين طيلة 8 سنوات.
وأكد أن الشعب اليمني لا يعول على أي مواقف من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، والرهان على الله سبحانه وتعالى ،وعلى سواعد رجال الرجال من أبطالنا المجاهدين في استعادة السيادة والكرامة وتحقيق الاستقلال… موضحا أن ما أخذ بالقوة لن يعود إلا بالقوة.. مشددا على أن اليمن بعظمتها وعظمة قيادتها وشعبها ستستعيد كل حقوقها وتحافظ على سيادتها وتكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية وتدفن جحافلها ومشاريعها في الرمال، واليمن كما كانت في الماضي هي في الحاضر مقبرة الغزاة والمحتلين.
أما ما يتعلق بالمناطق المحتلة فأكد القحوم أن ما يجري في المحافظات المحتلة الشرقية والغربية والجنوبية من ممارسات ومشاريع هدامة تهيئ لها دول العدوان وتدفع لتنفيذها فيها؛ مؤشر خطير يستهدف أبناء الشعب اليمني ويدق ناقوس الخطر ويمثل خطورة بالدرجة الأولى على هذه المناطق والمحافظات.. مؤكدا أنه لابد من التلاحم الشعبي وإطلاق المصالحة الداخلية والعمل على الإجماع الوطني وفقاً للثوابت الوطنية يكون سقفها الوطن والقواسم المشتركة والتحرك بمسؤولية وطنية مطلقة في مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بالبلد كل البلد، ومواجهة مشاريع الاحتلال الشيطانية والتدميرية.
وكشف أن الأمريكيين لهم توجه خاص وخصوصية واهتمام بحضرموت، وهو واضح من خلال بناء القواعد العسكرية الأمريكية، والتواجد الأمريكي على الأرض، كما نلحظ ونتابع الزيارات الأمريكية المتكررة للسفير الأمريكي وللمبعوث الأمريكي وللقادة العسكريين الأمريكيين، وكل المؤشرات والمعطيات تؤكد على هندسة بريطانية لمؤامرات مهولة وتنفيذ أمريكي خطير.. وأمام ذلك، فإن أبناء حضرموت يعون ويدركون حجم المؤامرات ولديهم الوعي الكافي لمواجهتها ومعهم الشعب اليمن ككل.
وأوضح أن التحركات الأمريكية تأتي مع تحركات بريطانية مماثلة في المهرة، من خلال بناء قاعدة عسكرية بريطانية وتدفق للقوات العسكرية الغازية إلى المحافظة، واهتمام بريطاني خاص مع هندسة لمؤامرات خطيرة في بقية المناطق المحتلة كما كان إبان الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، من سلطنات وتقسيم وشرذمة ومشاريع تفكيك وإضعاف اليمن وتمزيقه وضرب نسيجه الاجتماعي ونهب ثرواته والسيطرة والاستحواذ عليها وعلى مقدرات اليمن.
وأشار إلى أن مخططات الأمريكي والبريطاني الشيطانية لا تصب إلا في مصالح وخدمة مشاريعهم الاستعمارية وليسوا مهتمين باليمنيين وتحركاتهم واضحة.. مؤكدا أنه لابد اليوم من اليقظة الشعبية الوطنية والتحرك الشعبي الواعي كما تحرك الأجداد الأوائل في شحذ الهمم والتحرك الوطني الجامع من الجنوب والشمال والتلاحم والتكاتف الشعبي لطرد المحتل وتدمير مشاريعه الاستعمارية والحفاظ على وحدة اليمن وأمنها واستقرارها وقطع الطريق على الطامعين والمستعمرين والعابثين.
ولفت إلى أن هناك تنام ملحوظ للوعي الوطني في المناطق المحتلة وتحرك وغضب شعبي عارم ضد المحتلين وشذاذ الآفاق والمرتزقة وبائعي الأوطان وهذه بارقة أمل كبير تقلق وتزعج المحتل والغازي وتدفع للتحرك الشعبي الكبير لطرد المحتل والغازي ودحرهم من كل شبر وأرض يمنية.. مؤكدا أنه لن يطول ذلك وكما طُردت بريطانيا والمستعمر القديم سابقاً ستُطرد مجدداً ومعها الأمريكيين وأذيالهم من السعوديين والإماراتيين.
كما أكد أن اليمن الكبير سيسحق المستعمرين الجدد بإذن الله تعالى ، وسيطردهم وستنتصر الإرادة الشعبية اليمنية ويتحقق النصر العظيم ولن يهدأ أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أدناه إلا بتحرير الوطن واستعادة الحقوق والثروات المنهوبة والسيادة والاستقلال وسيحتفل اليمنيون مجدداً بالنصر الكبير والمؤزر كما يحتفلون الآن بعيد الاستقلال وطرد المستعمرين القدماء.
وبين أن الصراعات بين فصائل المرتزقة المواليين للإمارات والسعودية يعكس مدى الخلافات والتسابق في النفوذ والسيطرة وتقديم الخدمات والأفضلية للأمريكيين والبريطانيين و “الإسرائيليين”، كما أن فصائل المرتزقة غير متجانسة والخلافات واضحة ولن تنتهي وسيستمر مسلسل الاقتتال فيما بينها.
وأضاف أن كل محاولات العدوان في تهدئة الوضع وترتيب الأوراق المبعثرة وترتيب وهندسة جديدة للمؤامرات والسيناريوهات والأدوات الجديدة، من أجل استمرارية العدوان والحصار بأوجه وأدوات وأساليب جديدة.
وفي ختام الحوار قال عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم: رسالتنا هي لشعبنا اليمني العزيز الصامد الواقف بكل ثبات ووعي أمام أعتى تحالف دولي وتأمر إقليمي حصل في التاريخ الحديث، وعلى تضحياته الجسيمة في معركة الكرامة والاستقلال والنفس الطويل والذي استطاع بقوة الله وبحكمة القيادة أن يهزم ويقهر المستعمرين والمحتلين، كما هي أيضاً للقيادة يحفظها الله ولأبطال الجيش والأمن من ذادوا وقاتلوا بكل بسالة في كل ميدان، والمرابطين في ثغور الوطن، وإلى أسر الشهداء العظماء وتضحياتهم ووعيهم وتحركاتهم الجهادية العظيمة وإلى كل الأحرار الوطنيين والهامات والأحزاب والمكونات والنخب الوطنية، ولكل مناضل ومجاهد واقف بكل ثبات في هذا الوطن..كما هو الشكر موصول لكل من وقف مع اليمن والمظلومية اليمنية.