عضو المكتب السياسي في”أنصار الله” علي القحوم : في الذكرى الرابعة للعدوان ..مستقبل اليمن الجديد لا هيمنة ولا وصاية
مرآة الجزيرة ـ سناء إبراهيم
يدخل العدوان على اليمن بقيادة “السعودية” عامه الخامس، عام مليء بالانكسارات والجرائم والانتهاكات والانتكاسات السياسية. انتكاسات ترجمت بخيبات أمل على الداعم الأميركي والبريطاني، وتبلورت بصمود أسطوري لحفاة اليمن، وخلفهم شعب بأكمله أبى الانكسار والهوان وبقي ثابتاً صامداً رغم الجوع والموت والدمار، الذي فتك باليمن. يُظهر انتهاء العام الرابع من العدوان، الحال التي يعيشها التحالف وداعميه من تخبّط يدفع الرياض للبحث عن مخرج ينشلها من المستنقع. إلى صفر تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، وصلت “السعودية” في اليمن، وعليه تبلورت إرادة اليمنيين في رسم معادلات سياسية وعسكرية للمشهد في بلادهم. خارصة المشهد وتفصيلاته، يتناولها عضو المكتب السياسي لـ”أنصار الله” علي القحوم في حوار خاص مع “مرآة الجزيرة”، بمناسبة حلول الذكرى الرابعة من العدوان على اليمن،،،
ؤكد عضو المكتب السياسي لـ”أنصار الله” علي القحوم، أنه مع دخول العام الخامس من العدوان، فإن أبواب الحلول السياسية مفتوحة ومن يغلقها هي رباعية العدوان، لأنها تبحث عن حلول جزئية بما يحقق أهدافها العدوانية والإستعمارية، ويشدد على أن “الحل السياسي يتمثل في وقف العدوان وفك الحصار والولوج في عملية سياسية انتقالية تشرف عليها الأمم المتحدة، لكن ما يعيق هذا الحل هو التوجه الأمريكي والبريطاني وأدواتهم القذرة من السعودي والإماراتي إلى اخضاع اليمن كل اليمن في حضيرة الاستعمار والوصاية الخارجية “.
ويضيف القحوم، أن “استمرار دول العدوان في غيها وعدوانها وتصعيدها العسكري وفرض مزيد من إجراءات الحصار الاقتصادي لتركيع هذا الشعب وتقبله للمحتل، في حال استمر العدوان لا خيار لدينا إلا الدفاع عن سيادتنا وكرامتنا وأرضنا وعرضنا وهويتنا، فالقضية قضيتنا والأرض أرضنا لن نحيد ولن نمل قيد أنملة في الدفاع عن الأرض والقضية والإنسان ولن توهن عزائمنا أبداً، حتى ولو استمر العدوان مائة عام وكما كانت اليمن في الماضي مقبرة الغزاة سنثبت ذلك في الحاضر والشواهد كلها حاضرة وتؤكد ذلك “. لكن، يبين أن “أنصار الله”، كانوا ولايزالون مع السلام والحلول السياسية، موضحاً أن “المشكلة ليست داخلية ولو كانت كذلك لاستطعنا أن نتجاوزها، لكن المشكلة خارجية وأهدافها واضحة في السعي الحثيث لاحتلال بلدنا ونهب ثرواتنا وإخضاع اليمن للوصاية الأمريكية ولهذا من يعيق الحلول ويغلق أبوابها هي أميركا لأنها رأس حربة في هذا العدوان وهي من تتحمل المسؤولية”.
الدور الأميركي وعلى منواله دور الأمم المتحدة، يرى فيهم عضو المكتب السياسي لـ”أنصار الله”، أنهما يصبان في السياق عينه، إذ أن الأمم المتحدة هي المعنية بالدرجة الأولى بمسألة تذليل العقبات والصعاب أمام تنفيذ اتفاق الحديدة، في الوقت الذي تسعى دول العدوان إلى عرقلته، وتعمد إلى المماطلة في تنفيذ الاتفاق”، ويتابع “نحن كنّا ومازلنا حريصين على تنفيذ الاتفاق وقد قدمنا تنازلات كثيرة وخطوات أحادية في فتح طريق المطاحن وسقط خلالها الشهداء “. ويعرب عن أسفه لأن الأمم المتحدة تقاعس عن القيام بدورها وتماهي وتعنت وتماطل العدوان .
المجتمع الدولي تحكمه المصلحة السياسية
ويعتبر القحوم أن هناك تهرب ومماطلة في تنفيذ اتفاق الحديدة ومحاولة الإلتواء والإلتفاف على الاتفاق وإحداث خرق ميداني، وهذا ملموس في الواقع من خلال عدم الإلتزام بوقف إطلاق النار والتعزيزات والتحصينات وكلها مؤشرات تصعيد، ويشدد على أنه “لا تعويل على المواقف الغربية لأنها متماهية مع الأمريكي وتوجهاته في المنطقة ولهذا تحكم المجتمع الدولي المصلحة السياسية، لتجعل كل المواقف تصب فيما يخدم دول العدوان”.
ولئن التنازلات من جانب أحادي، لايزال ملف الأسرى يرزح مكانه، إذ يقول القحوم إنه رغم أن الملف إنساني بالدرجة الأولى، إلا أنهم يسعون إلى عرقلته وربطه بالمآرب السياسة. ويرى أنه “الآن بعد مرور أربعة أعوام، سقطت الذرائع والعناوين التي كان يرفعها المحتل وهناك وعي شعبي يتزايد ويتحرك ضد المحتل، وما يحصل من تظاهرات وتحركات في المحافظات والمدن ومنها عدن، دليل على ذلك، و”هذه بوادر جيدة نحو توحيد الصفوف لطرد المحتل والغازي”. كما يأسف لانخداع بعض اليمنيين بالوعود والشعارات، “وقد رحب عدد بالمحتل حتى دخلوا واستحكمت قبضتهم حتى تحول أبناء المناطق إلى غرباء في بلادهم وأصبح الواقع في الجنوب لأصوت فوق صوت المحتل، فالمندوب السامي الإماراتي والسعودي هم من يحكمون تلك المناطق وقد مارسوا ولازالوا أسواء الأساليب القذرة لتركيع أبناء المناطق وعملوا بالترهيب والترغيب وأغرقوا تلك المناطق بالمشاكل والاغتيالات ومحو الهوية اليمنية والسجون وامتهان الكرامة وبناء القواعد وتثبيت وضعهم في تلك المناطق “.
وفي سياق مجريات الأحداث الميدانية والسياسية، يعتبر القحوم أن دول العدوان استخدمت كل ما في جعبتها من وسائل الضغط مروراً بالإفراط في استخدام القصف الجوي المكثف والقنابل الفتاكة والمحرمة دولياً وقتلت الآلاف من اليمنين ودمرت كل ما له علاقة بحياة الإنسان اليمني، وكذلك استخدمت الحرب النفسية والإعلامية ووصلوا إلى الذروة، كما استخدموا الحصار الاقتصادي وفرضوا حصاراً برياً وبحرياً وجوياً، واستجلبوا الآلاف من المرتزقة وعناصر الإجرام “القاعدة” و”داعش” وشركات القتل والإجرام من “بلاك ووتر” والجنود من السودان وعملوا على الاغتيالات وإرهاب الناس بالتصفيات وحاولوا إحياء النزعات العرقية والمذهبية والمناطقية والجهوية من أجل تمزيق النسيج الإجتماعي وكسر الصمود وإرباك الجبهة الداخلية وإغراقها في صراعات بينية لا نهاية لها وعملوا ماعملوا على كسر الإرادة اليمانية والشعبية ووهن العزائم والتقبل بالمحتل، لكن كل هذا فشل وتلاشى أمام وعي الشعب اليمني العظيم الذي يعرف من العدو الحقيقي لليمن ولشعوب المنطقة ويدرك خطورة المرحلة” وتابع “التفريط يؤسس إلى مستقبل مليء بالعوائق والرضوخ والاستسلام للمحتل والغازي ولهذا يتحرك الجميع بمسؤولية لمقارعة المحتلين جنباً إلى جنب الجيش واللجان الشعبية وأنه لا مناص إلا في الدفاع عن الدين والأرض والعرض والهوية والكرامة والسيادة والإنسان”.
اليمن مقبرة الغزاة
“الفشل في تحقيق أهداف الأميركي والبريطاني في احتلال البلد كل البلد والصمود الشعبي المنقطع النظير والأسطوري أمام عدوان دولي واحتلال لم يحصل مثله في التاريخ جعلت الخلافات تطفوا على السطح بين الأدوات القذرة من النظام السعودي والإماراتي وأدواتهم المحلية في النفوذ والسيطرة وتقاسم الثروات” يقول القحوم، ويضيف “بدأت أصواتهم تتعالى وتنكشف للعالم وتكشف معها مدى ضعفهم وفشلهم في إخضاع اليمن تحت الوصاية الخارجية وفي براثن الإستعمار وكل يحمل الآخر الفشل والإحباط، ولهذا كل هذه الأدوات لا تعمل إلا وفق الأطر التي تحددها واشنطن”.
أما عن الأوضاع في المحافظات الجنوبية، يقول عضو المكتب السياسي إن “دول العدوان تحاول بالترهيب والترغيب أن تكسب الولاءات في المناطق المحتلة وللأسف البعض انخرط فيما يريدهالمحتل وجنّد نفسه كمرتزقة بالمال يقاتل أبناء جلدته وأبناء شعبة ويسعى إلى تحقيق أهداف المحتل”، ويتباع “لكن في المقابل هناك من القبائل شرفاء رفضوا المحتل ورفضوا مشاريعه وهناك حراك كبير في المهرة وحضرموت ومناطق أخرى”. وتعقيباً على التحركات الرافضة لوجود التحالف يقول: “نهيب بهذا الحراك الشعبي في هذه المناطق المحتلة وندعوهم إلى مزيد من التحرك والجميع من الأحرار معهم جنباً إلى جنب وكتفاُ بكتف حتى طرد المحتل ودفنه في الرمال ويثبت اليمنيون مجدداُ ما أثبته الأوائل أن اليمن مقبرة الغزاة والمحتلين “.
بالخلاصة، ومع دخول العام الخامس من صمود اليمن أمام العدوان، يجزم القحوم أن “الواقع السياسي في اليمن يتجه إلى الأفضل، لاسيما وأن أبناء الشعب اليمني لا ينتظرون المجتمع الدولي، الذي تحكمه المصلحة والسياسة، ولا ينتظرون منظمات إنسانية كمنظمة الأمم المتحدة وغيرها ممن تدعي الإنسانية لاسيما وما أثبته الواقع من إجرام وعدوانية للأمريكي وأدواته في اليمن طيلة أربعة أعوام”، ويشير إلى “مدى إجرامهم وارتكابهم أبشع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، فلا ضمير إنساني حركهم ولا أشلاء الأطفال والنساء أخرجتهم عن صمتهم، فهم أيضا كغيرهم تحكمهم المصلحة السياسية ولهذا لا تعويل عليهم أبداً”. ويؤكد أن اليمنيون يعوول “على سواعد رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل وأبناء الشعب من كل منطقة في ثغور الوطن ممن يدافعون عن الكرامة والعزة والسيادة والاستقلال، وهم القلعة الشامخة والحصن الكبير الذي يذود عن هذا الوطن وهم من يرسمون مستقبل اليمن الجديد الخالي من الهيمنة والوصاية الأجنبية والاستعمار وهم من يثبتون اليمن في الخارطة كما هي حرة مستقلة ليس للأميركي ولا للبريطاني والإسرائيلي أي قرار أو مكان”.