عضو المجلس السياسي لإنصار الله حسين العزي يكتب عن “السلام والحرب بالنسبة للشعب اليمني”
عضو المجلس السياسي لإنصار الله حسين العزي يكتب عن “السلام والحرب بالنسبة للشعب اليمني”
السلام والحرب سواءاً بسواء هما بالنسبة لنا كشعب يمني ثقافةٌ وسلوك .
كلاهما يرسخان ويحميان الاخر ، وكلاهما يعملان من أجل هدف واحد اسمه الكرامة والنبل والتعايش والمحبة والتكافل والتكامل والنخوة والسعادة والرضى والحضارة والخير ، فلايتجه مفهوم السلام بالنسبة لنا إلا لترسيخ هذه القيم ، مثلما لاينصرف مفهوم الحرب إلا لحماية هذه القيم نفسها .
فهل أتى عليهم حينٌ من الدهر كي يدركوا أن التاريخ ظل يراكم ثقافة السلام وقيمه الأصيلة في ربوع اليمن حتى استحق لقب اليمن السعيد؟!
وهل يدركون في المقابل أيضاً أن الأيام والسنين ظلت تراكم ثقافة الحرب والفروسية حتى استحق اليمن لقب ( مقبرة الغزاة ) ؟
لقد جمع الله لأهل اليمن بين عوامل الشدة واللين ولكن من دون أدنى تناقض ، فكانوا أولو قوة وبأس شديد كما قال الله ، وكانوا أيضاً في المقابل ألين الناس قلوباً وأرق أفئدة كما قال رسول الله .
إنها لعمرك إحدى المعجزات ، ولكن فهم المعجزات دائما يحتاج إلى إيمان طارد لثقافة الحقد والكراهية
، تلك الثقافة البغيضة التي لاتكاد تذكر الا كشاهد فقط على دناءة وخسة وضعف أهلها .
لذلك كم نتمنى على الآخرين أن يفهموا هذه المعجزة ،
كم نتمنى أن يمنحهم الله الإيمان الكافي لفهمنا نحن اليمنيين ، والإهتداء الى طريق الخيرية فينا ، فإن رضى اليمن خير كله ، وغضب اليمن نقمة لاتبقي ولاتذر ، وقديما قال الحجاج ، اتقوا غضب اليمن وأهله فلعمري ماعاداهم ملكٌ وفجر إلا وأصبح تاجه تحت قدميه .