عضو المجلس السياسي لأنصار الله حسين العزي يكتب عن اللقاء الموسع للأحزاب والقوى السياسية في اليمن ( دلالات ورسائل ) ج ١
ماذا يعني هذا اللقاء ؟
أولا يجب أن نعرف ويعرف العالم كله بأن المجموع الكلي للأحزب والقوى السياسية في اليمن يساوي ٤٣ حزبا ومكونا سياسيا فقط .
وأن هذا اللقاء الموسع قد ضم ما مجموعه ٤٠ حزبا ومكونا سياسيا في مقابل ثلاثة احزاب لاغير هي التي تخلفت أو بالاصح في مقابل حزب واحد هو الاصلاح ( الاخوان المسلمين ) باعتبار أن موقف كل من الحزب الاشتراكي والناصري مايزال موقفا ملتبسا فمن هذين الحزبين قيادات ارتمت في احضان العدوان ومنهما قيادات اخرى اكثر أهمية آثرت حظن الوطن ، وإذن فهذا اللقاء قد مثل الأغلبية الساحقة لأطياف العملية السياسية
ثانيا : كما هو معروف فإن المشهد السياسي في اليمن ظل محكوماً طوال الفترة الماضية بالتشضي والتمزق وبتاريخ طويل من الصراعات والمكايدات وفي هذا اللقاء انتهى كل ذلك وظهرت كل القوى السياسية في موقف واحد وموحد ضد العدوان .
وهذا يعكس أحد أهم تجليات الحكمة اليمانية التي تنتصر في النهاية للوطن وتدفع الجميع لإلقاء الخلافات جانبا كلما هبت رياح الغزو والاعتداء الخارجي
ثالثاً : من حيث التوقيت جاء هذا اللقاء بعد قراب العام والنصف من العدوان الظالم على بلادنا وخلال شهور العدوان استعمل العدو كل الأوراق وأطلق عمليات استقطابية واسعة وفتح خزائنه الدسمة لشراء الذمم ، وراهن على الفرقة السياسية في البلد وعقد عليها الكثير من الآمال .. ثم يأتي هذا اللقاء لينسف كل آمال ورهانات هذا العدو ويضعه وكل حساباته وجهوده وما أنفقه طيلة العام والنصف في مهب الريح .
رابعاً: يأتي هذا اللقاء بعد مرور ستين يوما من انطلاق المفاوضات في الكويت وفي هذا رسالة تعرية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي التي آثرت السماح بكل هذا التعطيل لصالح أشخاص لم يعد لديهم اي ثقل سياسي في بلدهم وعلى حساب الشعب بكل قواه الحية .
خامسا : يأتي هذا اللقاء عقب إحاطة منزوعة الحجة والمنطق قدمها ولد الشيخ لمجلس الامن وتجاهل فيها مؤسسة الرئاسة كأحد أبرز موضوعات الخلاف المطروحة على الطاولة في الكويت ، فكانت رسالة اللقاء الموسع صارمة من حيث أنه لايمكن القبول بأي تسويات مجحفة وغير توافقية أولاتلبي مصالح الشعب اليمني .
سادساً : جاء اللقاء الموسع قبل ايام قليلة من موعد زيارة بان كي مون للكويت وهذا يعطي رسالة استباقية وهي رسالة قوية يستطيع بان كيمون أن يرى فيها فرصة ذهبية لاعادة الاعتبار للأمم المتحدة والاتكاء على هذه الرسالة في الانتصار للحلول العادلة ووقف مراعاة قوى محدودة ومنقسمة لاتمثل واحد في المئة ممايمثله هذا اللقاء الموسع .
سابعاً : انعقد هذا اللقاء ليجسد تماسك الجبهة السياسية في الداخل اليمني في الوقت الذي بدأت مؤشرات انهيار جبهة العدوان تلوح في الأفق ، وهذا طبعاً أظهرالفارق الكبير بين أصحاب القضية وبين من لاقضية له ، كما قدم الدليل قاطعا على حتمية انتصار الحق في مواجهة الباطل كسنة الهية لاتتبدل ولا تتحول .
وسندا لماتقدم نستطيع التاكيد على مايلي :
١- هذا اللقاء يعتبر احد تجليات الانتصار اليماني الكبير
٢- اللقاء الموسع وضع الامم المتحدة ودول العدوان وكل المجتمع الدولي على المحك وأظهر مع من يقفون وضد من يقفون
٣- كشف هذا اللقاء عن حجم الخسارة الكبيرة التي مني بها تحالف العدوان جراء سياساته الحمقاء التي خسر معها كل مكونات العملية السياسية في بلادنا مقابل احتفاظه بقوى محدودة للغاية و بأشخاص فقدوا احترامهم لدى الشعب
٤- اللقاء الموسع فضح زيف الشرعية التي يتمسكون بها في الوقت الذي تقف فيه كل هذه القوى على الضد من هذه الشرعية الزائفة ،
٥- كما اظهر هذا اللقاء البون الشاسع بين وفدي صنعاء والرياض ، نعم اظهر الفارق بين وفد قدم من عاصمة العدوان وكل هذه القوى في الداخل لاتمنحه اي تأييد او حتى احترام ، وبين وفد قدم من عاصمة الوطن والعاصمة بكلها معه ، وكل ألوان الطيف السياسي في الداخل تقف ايضا الى جانبه ،،
وأخيرا فان ما بعد هذا اللقاء لن يكون مساوايا لما قبله . ومالم لم يقتنصوا فرصة السلام ، فان عليهم انتظار المزيد المزيد من الانهيارات والهزائم