عصاباتُ “الإصلاح” وراء كُـلّ جريمة :إداناتٌ رسمية وحقوقية محلية ودولية تجبر المرتزقة على إزاحة الحماية عن المجرمين..
Share
فيما لا يزالُ أهالي وذوو ضحايا القتلِ والاغتيالاتِ بالمحافظاتِ الواقعةِ تحت سيطرة تحالف العدوان، يبحثون حتى اللحظةِ عن منفِّذي ومرتكِبي تلك الجرائمِ التي طالت العشراتِ من المواطنين دونَ وجهِ حقٍّ طيلةَ 9 سنوات من زمن الحرب على اليمن، بعد أن سجلت جميعها ضد مجهول، تصاعدت، أمس السبت، الإداناتِ المحليةَ والدولية لجريمة اغتيال مدير برنامج الغذاء العالمي في مدينة تعز المحتلّة الخاضعة تحت سيطرة مرتزِقة “الإصلاح”.
وفيما يحاول المرتزِقة التخفيف من حدة الإدانات المحلية والدولية التي صاحبت الجريمة، بالإعلان عن ضبط المشتبه بهم بتنفيذها، إلا أن المطالب الرسمية الوطنية وكذلك المطالب الحقوقية الدولية ما تزال تلاحق المرتزِقة بعد اغتيال مؤيد حميدي البالغ من العمر 50 عاماً، لا سيَّما أن إعلان المرتزِقة يملأه الكثير من الزوايا التي ولّدت الكثير من علامات الاستفهام، وزادت تعقيدات المرتزِقة.
وبدءًا من الإدانات الوطنية الرسمية المحلية، أدان مصدر حكومي في العاصمة صنعاء، أمس السبت، جريمة اغتيال “مؤيد حميدي” مدير فرع برنامج الأغذية العالمي، على يد عصابة إجرامية في منطقة التربة بتعز المحتلّة.
وأوضح مصدر في مكتب رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن هذه الجريمة النكراء وما سبقها من جرائم طالت موظفين عاملين في المجال الإنساني، توضح مدى الانفلات الأمني وما آلت إليه الأوضاع في المحافظات والمناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الأمريكي السعوديّ الإماراتي وعملائه.
وحمّل المصدر، تحالف العدوان ومرتزِقته المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي تشهدها المحافظات والمناطق المحتلّة علاوة على الأوضاع المزرية التي وصلت إليها.
في الصعيد أدانت وزارتا الخارجية وحقوق الإنسان جريمة اغتيال حميدي، وقالت في بيانين منفصلين لهما، أمس السبت، إن هذا الفعل المشين، يعكس حالة الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظات الواقعة تحت الاحتلال ومرتزِقة العدوان، وأحد السياسات المتبعة من قبل العدوان ومرتزِقته لزعزعة الأمن والتدمير الممنهج للاقتصاد اليمني وعرقلة أية بوادر نحو التسوية السياسية السلمية.
وأعربتا الخارجية وحقوق الإنسان عن أحر التعازي والمواساة لبرنامج الأغذية العالمي وأسرة رئيس فريق عمل البرنامج في محافظة تعز، فيما اعتبر المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية جريمة اغتيال حميدي تمثل انتهاكاً صارخًا للقانون اليمني ولثقافة البلد وعاداته وتقاليده، وكذا انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني والقيم الإنسانية والدينية.
وأكّـدتا أن ما تشهده المحافظات المحتلّة من تدهور في أوضاع حقوق الإنسان يدعو للقلق على حياة وأوضاع المدنيين، خُصُوصاً مع تصاعد أعمال العنف والشغب والانفلات المُستمرّ والمتصاعد منذ أكثر من ثمانية أعوام.
وحملّتا تحالف العدوان وأدواته المسؤولية الجنائية والقانونية والأخلاقية إزاء هذه الجريمة وكافة جرائم القتل والانتهاكات المتتابعة في المناطق الخاضعة لسيطرة موالي تحالف العدوان، داعيتان كافة المنظمات الدولية والمحلية المعنية بحقوق الإنسان إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية ورصد وتوثيق وإدانة هذه الجرائم وملاحقة مرتكبيها حتى تطالهم أيدي العدالة.
وأكّـد المجلس في بيان له وقوفه ضد هذه الأعمال التي يقوم بها مرتزِقة العدوان التي تعكس المشهد الذي وصل إليه الحال من انفلات أمني وتدهور اقتصادي في مناطق سيطرة المرتزِقة وذلك نتيجة العدوان والحصار والصمت المخزي للأمم المتحدة ووكالاتها في اليمن.
واستنكر المجلس، صمت الأمم المتحدة تجاه ما يحدث من جرائم قتل ونهب متكرّرة في مناطق سيطرة مرتزِقة العدوان على وكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والعاملين في المجال الإنساني، محملاً تحالف العدوان ومرتزِقته والمجتمع الدولي جريمة الاغتيال وكلّ الجرائم بحق العاملين في المجال الإنساني.
بدوره استنكر مكتب حقوق الإنسان في محافظة تعز جريمة اغتيال مدير مكتب الأغذية العالمي مؤيد حميدي، أردني الجنسية بمدينة التربة الواقعة تحت سيطرة الاحتلال وميليشيا “الإصلاح”.
وعبر مكتب حقوق الإنسان بتعز في بيان، أمس السبت، عن قلقه البالغ لانعكاسات الانفلات الأمني المتصاعد بشكل حاد في المناطق الخاضعة لسيطرة دول تحالف العدوان وذلك على الوضع الإنساني في تلك المناطق.
ولفت البيان إلى الانتهاكات والجرائم المرتكبة بمناطق سيطرة قوى العدوان ومرتزِقته والتي كان وآخرها جريمة اغتيال مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في مدينة التربة، من قبل مسلحين على متن دراجة نارية، أمس الأول الجمعة، حَيثُ أطلقوا عليه وابلاً من الرصاص عليه، توفي على إثرها وأُصيب آخرين.
وندّد مكتب حقوق الإنسان بأشد العبارات، هذه الجريمة المنظمة التي استهدفت أحد العاملين في المجال الإنساني وكذا جرائم القتل والتصفية الجسدية المتتابعة في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال وأدواته، محملاً تحالف العدوان ومرتزِقته المسؤولية الجنائية والقانونية والأخلاقية إزاء هذه الجريمة، داعياً المنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى رصد وتوثيق وإدانة هذه الجريمة وملاحقة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم الرادع.
هذا وكانت العديد من المنظمات الحقوقية قد أدانت، أمس السبت، جريمة اغتيال موظف أممي في مدينة التربة، بمحافظة تعز المحتلّة، داعية إلى سرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة وإجراء تحقيق فوري ومحايد في الحادثة.
وفي الوقت الذي استنكرت منظمة إنسان للحقوق والحريات جريمة اغتيال مؤيد حميدي مدير برنامج الأغذية العالمي بمحافظة تعز المحتلّة، فقد حملت ما يسمى المجلس الرئاسي وحكومة المرتزِقة مسؤولية هذه الجريمة البشعة التي نالت من أحد أفراد العمل الإنساني الذين كان لهم وما زال دورُ المساهمة في برامج الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني.
وطالبت منظمة إنسان في بيانها، أمس السبت، بالقبض على الجناة والمتورطين وتسليمهم للعدالة لينالوا جزاءهم، داعية كافة المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية وعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان الدولي إلى إدانة هذه الجريمة البشعة والضغط على الجهات المعنية بتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية وتسهيل الأنشطة والأعمال الإغاثية الإنسانية وتوفير الحماية الأمنية الكاملة للعاملين في المنظمات الإنسانية.
إلى ذلك أصدرت خمس منظمات حقوقية بيانات منفصلة، عبرت فيها عن إدانتها الشديدة، لجريمة اغتيال رئيس مكتب برنامج الغذاء العالمي (WFP) في تعز، الأردني مؤيد حميدي (50 سنة)، على يد عصابة مسلحة، أمس الأول الجمعة، أثناء تواجده بأحد المطاعم في مدينة التربة الواقعة تحت سيطرة حزب “الإصلاح”.
وطالبت كُـلّ من منظمات “مواطنة” و”ميون”، والمركز الأمريكي للعدالة، ومؤسّسة باحث للتنمية وحقوق الإنسان، حكومة المرتزِقة والسلطات المحلية المرتزِقة في تعز، إلى التحَرّك العاجل للتعامل مع هذه الجريمة، والكشف عن مرتكبيها، وفتح تحقيق عاجل ومحايد في الجريمة وتقديم المتورطين فيها إلى الجهات القضائية في أسرع وقت للمحاكمة.
وأعربت المنظمات في بياناتها، عن أملها في أن لا تؤثر هذه الجريمة على سير العمل الإنساني للبرنامج الأممي في تعز، مؤكّـدة على ضرورة قيام الأجهزة الأمنية بتأمين سلامة الطواقم الدولية العاملة؛ مِن أجل المدنيين في اليمن للقيام بمهامهم الإنسانية، كما طالبت بتحييد العاملين في الشأن الإنساني عن الصراع وإيقاف أي تحريض وحملات إعلامية قد تستهدفهم.
ووسط الإدانات المتواصلة والغضب المتصاعد ضد مرتزِقة العدوان في مدينة تعز المحتلّة، حاولت مليشيا “الإصلاح” التخفيف من حدة التوتر الذي يسود المشهد بعد اغتيال حميدي، وذلك بإعلانها القبض على المشتبه فيهم بتنفيذ الجريمة، غير أن المرتزِقة تناسوا باعهم الطويل في التغطية على عصابات الاغتيال وسجلت كُـلّ الجرائم ضد مجهول، والذي يكشف بحق أن جرائم الاغتيالات القائمة في مدينة تعز المحتلّة يديرها المرتزِقة، وما إعلان القبض على المشتبه بهم باغتيال حميدي إلَّا شاهد على أن المرتزِقة يعرفون تحَرّكات خلايا الاغتيالات ويديرونها بشكل مباشر، وأن الإعلان عن المشتبه بهم هذه المرة جاء اضطرارياً نظراً لحجم السخط المتصاعد ضد المرتزِقة.
وفيما تتضارب الأنباء عن هُــوِيَّة المنفذين، إلا أن وسائل إعلام تابعة للمرتزِقة أشَارَت إلى وجود عصابة يديرها أحد الفارين من السجن المركزي بمدينة تعز المحتلّة، هي التي تقف وراء الجريمة، وهو الأمر الذي يزيد من انكشاف تحَرّكات المرتزِقة في الاعتماد على المجرمين والعصابات الإجرامية وتوفير الحماية لها بغرض تنفيذ عمليات الاغتيالات وحرب تصفية الحسابات بين المرتزِقة.