عزوف دولي عن التحالف البحري الأمريكي لمواجهة القوات اليمنية
على الرغم من الجهود الأميركية لاستقطاب أعضاء وداعمين لحلفها البحري في باب المندب لمواجهة العمليات العسكرية اليمنية، عزفت الكثير من الدول عن المشاركة، بموازاة إصرار يمني على مواصلة العمليات العسكرية ضد مصالح العدو الصهيوني في البحر الأحمر وباب المندب.
تحالف خجول ومتردد، هذا ما يبدو عليه الإئتلاف البحري الذي اعلنت تشكيله واشنطن لمواجهة العمليات اليمنية ضد المصالح الإسرائيلية. نشاط كبير شهدته الدبلوماسية العسكرية الاميركية مؤخرا في المنطقة، في محاولة لاستقطاب أعضاء وداعمين لهذا التحالف، الذي يهدف أولا لحماية الملاحة الاسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب.
ائتلاف بحري إقليمي ودولي، تحاول من خلاله واشنطن إضفاء شرعية وكسب تفويض دولي للرد على العمليات العسكرية اليمنية ضد السفن الإسرائيلية. المشروع الأميركي فاقد للشرعية، مع امتناع دول شرق أوسطية عن الانخراط فيه ولو بشكل علني، دول كانت تعول عليها واشنطن كأساس للتحالف، مثل السعودية ومصر والسودان والاردن المشاطئة للبحر، والتي تملك حقوقا قانونية في البحر إضافة لمكانتهما السياسية عربيا واسلاميا. أما أوروبيا، فقد تلقت واشنطن أولى صفعاتها من حليفتها مدريد، التي اعلنت -وفق صحف اسبانية- أنها لا تعتزم المشاركة في التحالف، بعد رفض البرلمان الإسباني المشاركة. كما لا تزال حالة التردد تسود أروقة القرار الألماني بشأن المشاركة.
يمنيا.. قوبل التحالف الوليد بالتحدي والصلابة، حيث أكد قادة عكسريون يمنيون انهم ماضون في تنفيذ عملياتهم العسكرية التي تستهدف المصالح والبواخر والسفن الاسرائيلية. إصرار مبني على إدراك دقيق لتأثير هذه العمليات على الاقتصاد والنفوذ الاستراتيجي الاسرائيلي، وبهدف واضح وهو وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
وقال قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي:”فيما اذا کان لدی الاميرکي توجه ان يصعد اکثر وان يورط نفسه اکثر أو أن يرتکب حماقة باستهداف بلدنا والحرب علی بلدنا فلن نقف مکتوفي الايدي؛ سنستهدفه هو، سنجعل البارجات الاميرکية والمصالح الاميرکية وکذلک الحرکة الملاحية الاميرکية هدفاً لصوارينا وطائراتنا المسيرة وعملياتنا العسکرية”.
التهديدات اليمنية قد لا تفهمها واشنطن سريعا أو لا تأخذها على محمل الجد، بسبب وضعها السياسي في العالم بعد العزلة السياسية التي تتهددها نتيجة دعمها المتواصل للكيان الاسرائيلي في حربه ومجازره في غزة، عزلة تتهددها من الحلفاء والاصدقاء أولا بعد الضغوط الشعبية والحرج الشديد سياسيا واخلاقيا امام هذه الشعوب.