عرضٌ مهيبٌ يرسُمُ “درعاً” قد يعكس كُـلّ المؤامرات لتضرب المتآمرين “لهم الأمن”.. اليمنُ غيرُ قابل للاختراق
بمرور الأيّام يؤكّـدُ اليمنُ من جديد أنه قد أعاد تدوير سياجات وسلاسل الحصار، إلى مجرة من الأسلحة الفتاكة الدفاعية والهجومية التي قد تقلب المعادلة على تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، وفي جديد رسائل القوة التي تبعثها صنعاء من موقع الغلبة والتفوق والقوة، شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، أمس الأول الخميس 14 سبتمبر 2022م، عرضاً للقوات والوحدات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، هو الأكبر في تاريخ اليمن، تحت شعار “لهم الأمن”، وهو ما مثّل لوحة عسكرية وأمنية في ذات الوقت تضاف إلى ما سبقها من رسائل القوة التي بعثتها اليمن خلال الأيّام الماضية.
وفي العيد الثامن للثورة الفتية، تؤكّـد صنعاء الصمود أنها عصية على الانكسار، وكفيلة بكسر وتحطيم آمال كُـلّ الأطراف الطامعة، حَيثُ أظهرت من خلال العرض أنها حاضرة في كُـلّ الميادين وعلى مختلف الأصعدة، وأنها مثلما ملأت الجبهات القتالية بالرجال المقاتلين الأشداء والسلاح المتطور والفتاك والعالي، قد حصّنت الجبهة الداخلية بجيشٍ جرار وعيونٍ ساهرة وأسلحةٍ أمنية دفاعية وهجومية تتحطّم عليها كُـلُّ مؤامرات الاختراق للجبهة الداخلية.
وفيما أن العرض المهيب الذي حضره قيادات الدولة المدنية والأمنية والعسكرية، يمثل رسالة قوية لكل القوى الدولية، إلا أنه كان المسمار الأخير في النعش الذي سيحمل الغزاة، حَيثُ أكّـد أنه بعد تأمين الجبهات العسكرية على امتداد الجغرافيا المحلية اليمنية والجغرافيا الحدودية، فَـإنَّ العمق الجغرافي اليمني الواقع تحت سلطة حكم المجلس السياسي الأعلى قد بات محمياً بكل أنواع الاحترازات والقوات الأمنية، البشرية والمادية والتكنولوجية وغيرها من الإمْكَانيات التي أثبتت نجاعتها طيلة السنوات الماضية في تفتيت مساعِي الأعداء لاختراق الداخل اليمني، فضلاً عما أظهرته من قوةٍ تعزز الخوف والقلق في صفوف العدوّ، وبذلك يعكس عرض “لهم الأمن” كُـلّ المجريات ويعيد توجيه الضربة لتحالف العدوان برسالة إلى عواصمهم مفادهما “لكم الخوف”.
مجرياتُ العرض في كلمتين: درعُ اليمن مدجّجٌ هجوماً ودفاعاً
وبالمرور على جانب من مجريات العرض والذي كان عبارة عن لوحةٍ بشرية عسكرية وأمنية في ذات الوقت مدججة بأفخر أنواع الأسلحة، فَـإنَّ حجم القوات والقدرات يعكس المستوى الذي وصل إليه اليمن بعد ثماني سنوات من العدوان والحصار، حَيثُ بدأ ناسجو “لهم الأمن” بعرض لسرايا من طلاب كلية الشرطة أظهروا من خلاله مستوى التدريب والتأهيل العالي الذي يتلقونه في هذا الصرح العلمي والأمني الشامخ، فيما تلتها قوات الأمن المركزي وقوات التدخل السريع ومكافحة الشغب، باستعراضٍ مهيب، أكّـد الجُهُوزيةَ والانضباط العالي التي تتمتع بها هذه القوات النوعية، والتأهيل والتنظيم والاستعداد التام لتنفيذ المهام الموكلة إليها بكل كفاءة واقتدار، والقادرة على خوض كُـلِّ المهام الأمنية الخاطفة في وجه الخلايا والتحَرّكات المشبوهة لتحالف العدوان التي ما تزال تحاولُ اختراقَ الصفِّ الداخلي.
وفي سياق البناء في تعزيز الأمن والوحدات الأمنية المتخصصة في تعزيز السكينة العامة، رسمت سرايا رمزية من قوات النجدة لوحة استعراضية بديعة تبعث على الفخر والاعتزاز بالمستوى الذي وصلت إليه هذه القوات النوعية من الجاهزية والاستعداد لخدمة أبناء الشعب اليمني والسهر؛ مِن أجلِ أمنه واستقراره، وملاحقة كُـلّ أشكال العصابات والخلايا النائمة والمتحَرّكة، فيما أبهرت قوات الأمن العام الجميع بما وصلت إليه من تطورٍ في العدة والعدد والعتاد والمعنويات العالية والاستعداد التام لأداء المهام الموكلة إليها بكل كفاءة واقتدار، وذلك باستعراض لقواتها البشرية والمادية أكّـد جاهزيتها العالية في اقتحام المرحلة القادمة بكل قوة وبشكلٍ يفوق ما سبقها.
وفي حين قدمت شرطة المرور ووحدة الضبط المروري عرضاً تنظيمياً عكس قدرتها على تنظيم الحركة وإعاقة التحَرّكات المشبوهة، فقد أظهرت سرايا حراسة المنشآت أعلى درجات الانضباط والتنظيم بتقديمها عرضاً مهيباً عكس جاهزيتها في حماية كافة المنشآت والمكتسبات الوطنية، وبهذا تعزز شرطة حماية المنشآت مسار بناء مؤسّسات الدولة ومنشآتها التي بدأت تستعيد عافيتها رغم الإرث البغيض الذي خلّفته الحكوماتُ السابقة، ورغم المؤامرات المتواصلة الرامية لتعطيل الدولة ومؤسّساتها.
وبعد رسالة قدمتها القواتُ البحرية والدفاع الساحلي في “وعد الآخرة” خلال العرض المهيب في الحديدة مطلع الشهر الجاري، فَـإنَّ القواتِ الساحلية قد جدّدت تسجيلَ حضورها خلال “لهم الأمن”، حَيثُ استعرضت سرايا رمزيةٌ من قوات خفر السواحل في ميدان العرض بقوة بشرية مصحوبة بتأكيدات على الجاهزية العالية لحماية أمن اليمن في البر والبحر، ومواجهة الأطماع الدولية والإقليمية التي تبحث عن موطئ قدم في سواحل اليمن وبحاره، والتي قد تتفجر لتغرق أساطيل وبوارج العدوّ وتوصلهم إلى قعر البحر كما توعد قائد الثورة.
وقد ردّدت مختلفُ الوحدات الأمنية المشاركة في العرض هُتافاتٍ وطنية مزلزلة مفادُها أن هذه الوحدات بمختلف مسمياتها إنما وُجدت؛ مِن أجلِ الشعب والحفاظ على أمنه واستقراره، وأنها ستظل صمام أمان الوطن والصخرة التي تتحطم عليها كُـلّ مؤامرات قوى العدوان وأدواتها.
وتزامناً مع حركة السرايا والوحدات الأمنية المختلفة بقوتها البشرية الهائلة، شاركت عددٌ من الآليات والمدرعات التابعة لمختلف التشكيلات والوحدات الأمنية، حَيثُ كانت الآليات والمدرعات التابعة لقوات الأمن المركزي، ومكافحة الشغب والآليات الخَاصَّة بقوات النجدة وحراسة المنشآت وحماية الشخصيات والأمن العام وكذا آليات الدفاع المدني التي تشمل “الإسعاف والإطفاء والإنقاذ” وكذا آليات الأدلة الجنائية وشرطة المرور، حاضرة بقوة لتؤكّـد أن القدرات تسري في تكاملٍ متوازٍ، في حين كانت جديد الصناعات الأمنية اليمنية في طليعة المدرعات والآليات الحاضرة في “لهم الأمن”، حَيثُ استعرضت عددٌ من مدرعات “بأس 2” لتؤكّـد أن استمرار الحصار والعدوان لن يكون إلَّا سبباً في أن يتحول اليمن إلى قوة أمنية وعسكرية ضاربة، فيما يشار إلى أن المدرعة “بأس 2” فخر الصناعة اليمنية، وتمثل الجيل الثاني من هذا النوع من المدرعات المصنعة محلياً، والمتميزة بمواصفات أمنية خَاصَّة وتحتوي على برج رماية سلاح 12.7 MM بدوران 360 درجة، إضافة إلى سلاح مدفعي B10 متحَرّك ومحرك 6,0V8 بقوة 352 حصاناً، لتكون بذلك مدرعة قادرة على خوض المهام الدفاع والهجومية في آنٍ واحد.
اليمنُ كلاعبٍ أَسَاسٍ لأمن المنطقة.. حذارٍ من زعزعته
ووسط توقف كُـلّ القوات والوحدات الأمنية عقب العرض المهيب الذي أوصلت من خلاله جملةً من الرسائل القوية، أطل قائد الثورة ليؤكّـدَ أن بناء الأمن في اليمن يمثل مصلحةً عامة لكل الشعوب العربية والإسلامية، وشعوب المنطقة.
وعلى غرار التأكيد أن اليمن لا يمثل خَطراً إلا على من يتآمر عليه، يجدد قائدُ الثورة التأكيدَ على أن من مصلحة دول العدوان ومَن في دوامتها الإبقاء على اليمن آمناً مستقراً؛ كي لا يتحول إلى لغمٍ ينفجر بوجه كُـلّ من يحاول الدوس عليه، منوِّهًا إلى أنه سيكونُ لاعباً أَسَاسياً في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
إلى ذلك، أكّـدت صنعاءُ استمرارَ البناء والتطوير على لسان القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن المشير الركن مهدي المشاط، منوِّهًا إلى أن المؤامراتِ على الداخل اليمني سوف تصطدمُ بجدارٍ أمني ناري.
وفي بيانٍ له، أكّـد المشير المشاط أن العرض المهيب للوزارة عكس ما وصلت إليه المؤسّسة الأمنية من تطورٍ وبناء في شتى المجالات، بفضلٍ وتوفيقٍ من الله تعالى، وبفضل الجهود المخلصة منذ ثورة 21 سبتمبر التي تعتبر كُـلّ النجاحات والإنجازات الأمنية المحقّقة جزءاً من ثمارها، مذكراً بالوضع الأمني الذي كان سائداً في الفترات الماضية قبل ثورة 21 سبتمبر وما كانت تشهده من تفجيرات واغتيالات حتى وصل الحد بضباط وأفراد الأمن إلى الامتناع عن ارتداء الزي الرسمي؛ خوفاً على حياتهم، رغم أن التحديات الأمنية اليوم في ظل العدوان أكبر بكثير مما كانت عليه في أية فترة سابقة.
وشدّد المشاطُ على ضرورة الاستمرار في البناء والتطوير والتأهيل لمنتسبي المؤسّسة الأمنية لتؤدّي الواجبات والمهام التي وجدت؛ مِن أجلِها في خدمة الشعب؛ باعتبَار أن الأمن هو للشعب، وهي رسائلُ تؤكّـد لتحالف العدوان ورعاته الدوليين أن فرصَ اختراق اليمن تتضاءل كلما مر يوم من أَيَّـام العدوان والحصار، فيما أشار الرئيس المشاط إلى أن الأجهزة الأمنية بمختلف تشكيلاتها باتت اليوم سياجاً قوياً لخدمة الشعب والحفاظ على حقوقه وحمايته من الجريمة ومخطّطات ومؤامرات العدوان.
صحيفة المسيرة